ينطلق كتاب Simple Habits for Complex Times، لمؤلفيه جنيفر غارفي بيرغر وكيث جونستون؛ من منطلق شديد الوضوح والمباشرة؛ إذ يقول، دون مواربة، إن العالم معقد وغامض، ولا يقين فيه حيال شيء من الأشياء، وما عليك فعل، إن أردت العبور بسلام أن تتقبل أولًا هذه الحقيقة كمعطى أوليّ، ثم ثانيًا ألا تحاول تعقيد الأمور أكثر مما هي عليه، ولا تزيد من حجم التحديات الماثلة أمامك.
كتاب Simple Habits for Complex Times
إذًا، تعتبر هذه المباشرة والطرح الواقعي إحدى نقاط قوة كتاب Simple Habits for Complex Times؛ فطالما أننا أمام عالم متعدد الأبعاد متراكب المشكلات فلا مجال لنكون رومانسيين، أو نحلق بأجنحتنا في سماوات الخيالات والأوهام. كن واقعيًا وتعامل مع العالم كما هو لا كما تتخيله أنت أو ترغبه، تلك هي النقطة الأساس في كتاب Simple Habits for Complex Times.
اقرأ أيضًا: كتاب The Power of Less.. البساطة في مواجهة السرعة
القادة ومواجهة التعقيد
على الرغم من أن كتاب Simple Habits for Complex Times موجه للقادة في الأساس إلا أننا نحاول تقديم زوايتين معًا؛ كيما تعم الفائدة المدراء والقادة من جهة، والأشخاص العاديين من جهة أخرى؛ ففي النهاية التعقيد والتحديات طالت الجميع، حتى في رأي المؤلفين نفسيهما.
إن من القضايا المحورية في الكتاب أنه يحاجج أن طرق وأنماط التفكير القديمة، التي كان يستخدمها الناس فيما مضى واعتادوا عليها، لم تعد نافعة ولا يصلح استخدامها هذه الأيام.
ويرى مؤلفا كتاب Simple Habits for Complex Times أن الناس في القديم اعتادوا التصرف أولًا ثم التفكير لاحقًا، وهو عين الأمر الذي لم يعد نافعًا في عالم اليوم؛ فالقادة والمدراء في عصر السيولة _والتعبير لزيجمونت باومان_ وانعدام اليقين مجبرين على إنعام النظر في الحاضر وما قد يأتي؛ أملًا في الوصول إلى قرار صائب وحكيم.
والقادة والمدراء وحتى آحاد الناس العاديين يعمدون إلى محاولة رصد والتنبؤ بكل السيناريوهات المستقبلية؛ كيما يمكننا التحكم فيها أو على الأقل التعامل معها على نحو سليم.
والحق أن هذا العناء في التفكير ما هو إلا إحدى تبعات زيادة تعقيد العالم المعاصر وتداخل بنياته، يقول مؤلفا كتاب Simple Habits for Complex Times:
«إن هذه الزيادة في التعقيد والغموض والتقلب وعدم اليقين لا تقتصر فقط على حدود أيام العمل لدينا، إنها في كل مكان».
اقرأ أيضًا: كتاب The Motive.. دوافع ومهام المدراء التنفيذيين
الأسئلة ومسارات الحقيقة
كيف تدير مؤسستك، شركتك، أو حتى حياتك الشخصية بنجاح في مثل هذه الأوقات العصيبة؟ يجيب مؤلفا كتاب Simple Habits for Complex Times عن هذا السؤال وأضرابه بحتمية طرح الأسئلة الصعبة ولكن الصحيحة.
وهما ينصحان بتجنب طرح الأسئلة التي تعتقد أنك تعرف إجاباتها أو الأسئلة التي ستتجاهل إجاباتها، وإنما على النقيض من ذلك يجب عليك أن تطرح أسئلة مدروسة تريد حقًا الإجابة عنها؛ لفتح نطاق أوسع من الاحتمالات والمسارات.
أما إذا سألت أسئلة تعرف إجاباتها أو سرت في دروبك المألوفة فلن تفلح في حل مشكلاتك من جهة، ناهيك عن أنك ستُمنى بالفشل؛ إذ قد تنجح هذه الطريقة في حل مشكلة بسيطة، لكنها تفشل غالبًا في الأنظمة المعقدة، خاصة أن العديد من المشاكل تتحدى الحلول البسيطة. والحلول البسيطة لا تصلح في عالم معقد.
اقرأ أيضًا: كتاب Soonish.. اليوتوبيا أم الكارثة؟
تصنيف التحديات وتبسيط الحلول
أسهب مؤلفا كتاب Simple Habits for Complex Times في التشديد على كون العالم شديد التعقيد، ومن العسير التبنؤ به، لكنهما، وفي الوقت ذاته، أكدا ضرورة زيادة هذه التعقيدات، تعامل مع التعقيدات والمشاكل الموجودة والواقعة كما هي، لكن لا تضيف إليها مشكلات جديدة؛ فبعض الحلول تُصعّب الأمور ولا تجعلها أكثر بساطة وسهولة.
والحق أن المتأمل في كتاب Simple Habits for Complex Times يرى أننا بصدد حرب بين جبهتين؛ فإذا كانت المشاكل شديدة التعقد يجب أن نواجهها بالحلول الناجعة ولكن البسيطة؛ فمن خلال طريقة كهذه نستطيع العثور على قارب نجاة يمكننا من العيش بحكمة في زمن مضطرب وعالم متقلب.
لكن كيف يمكنك أن تقدم أولًا حلولًا للمشكلات التي تعترض طريقك سواءً في الحياة المهنية أو الشخصية؟ الحل الذي يقترحه مؤلفا كتاب Simple Habits for Complex Times هو ملاحظة الماضي واستقراؤه والتعلم منه بدون الوقوع في أسره، أو محاولة سحبه عنوة على الحاضر.
يقول المؤلفان:
« في كل نظام معقد، التغذية المرتدة هي شريان الحياة، والطريقة التي يبدأ بها التطور والتغيير وينتشران».
فمن خلال عملية الاستقراء والملاحظة تلك يمكنك التنبؤ بأكبر قدر من الأحداث التي قد يشهدها المستقبل، ومن ثم ستكون أكثر قدرة على التعامل معها بحكمة.
اقرأ أيضًا:
كتاب Company of One.. جدوى التوسع والنمو
كتاب Measure What Matters وطرق تحقيق المعجزات
كتاب Delivering Happiness.. تجربة رائد أعمال