علي علاء الدين

علي علاء الدين

مشروع “التحكم الذكي” وفر ٤٥٪‏ من استهلاك الطاقة الكهربائية

الإبداع قوة داخل النفس تظهر وتنمو مع البيئة المحيطة

هدفي تقديم خدمة للأفراد في المنازل والمنشآت التجارية والحكومية

حوار: محمد فتحي

                                                                                                                                                         لم يكن المهندس علي علاء الدين الموظف بشركة الكهرباء السعودية، يعلم أنه سيكون سببًا في تقليل استهلاك المواطن السعودي من الطاقة الكهربائية ارتفاع الاستهلاك الكهربائي، والذي كان يُعادل تسعة أضعاف متوسط استهلاك الفرد في أكبر أربع دول عربية من حيث عدد السكان، فبعد مسيرة استمرت 25 عامًا في الهندسة الكهربائية، حصل على براءة اختراع لتصميم نظام يتحكم في الأجهزة الكهربائية ويرشد استهلاك الكهرباء بالمنازل والفنادق والمصانع والمنشآت التجارية الأخرى، موفرًا بذلك الوقت والجهد والمال على المستخدميين.حول هذا الاختراع أجرينا معه الحوار التالي ..

من هو علي علاء الدين في سطور؟

مهندس كهرباء تحكم آلي، خريج 1988م من جامعة الملك سعود، وعملت بشركة الكهرباء السعودية حوالي 13 عامًا، واشتغلت في شركة خاصة حوالي 12 سنة . والآن أدير مشروعي الخاص “التحكم الذكي”.

ما مدى مساهمة الأسرة في تكوينك كمخترع ؟

كان لأسرتي تأثير على تكوين شخصيتي كمخترع؛ بالتحفيز على التفكير، وإيجاد حلول للمشكلات؛ فكانت تستخدم سياسة محفزة لي منذ نعومة أظفاري،  وكانت تشجعني وإخوتي على حل مشكلاتنا بطرق ابتكارية، وبعيدًا عن النمطية وعمل مكافآت مجزية لنا عندما يجد أحدنا حلًا لمشكلة ما بفكرة مبتكرة.

حدثنا عن مشروعك: “التحكم الذكي”، وما بداياتك مع الاختراعات؟

“التحكم الذكي”؛ نظام تشغيل حديث لإنشاء تحسينات وظيفية مهمة في المنازل و المصانع و الشركات، يمكن من خلاله التحكم في الأجهزة الكهربائية بفتحها وإغلاقها دون الحاجة إلى توصيل مزيد من الأسلاك أو تكسير في الحوائط.

ويعمل النظام من خلال كروت إلكترونية متطورة جدًا، قادرة على إرسال واستقبال البيانات من وإلى الكمبيوتر عبر كابلات الكهرباء؛ ومن ثم يتعامل مع البيانات المرسلة حسب البرنامج المعد بإرسال الأوامر من الكمبيوتر إلى الكروت الإلكترونية لتنفيذ الأوامر؛ مثل فصل أو تشغيل أو إغلاق أو تقليل أو زيادة سرعة المحرك وغيرها.

ويتميز النظام بسهولة التركيب والاستخدام بمعايير جودة وسلامة عالية، ويمكن تركيبه في المنازل والمنشآت القديمة غير المجهزة بكابلات تحكم، كما يمكن تركيبه في الفنادق والمستشفيات والمدارس والمساجد بكل سهولة.

فكرة جديدة

وهل تختلف طبيعة المشروع عن غيره؟

بالتأكيد؛ فالمشروع يقوم على فكرة جديدة، عبارة عن نظام تحكم يعتمد على نقل البيانات عبر كابلات الطاقة الكهربائية الخاصة بالمنشأة؛ وبذلك يتم توفير كابلات الكهرباء، ويصبح لدينا وسيلة تحكم منخفضة التكاليف تتيح تجهيز المباني القديمة؛ إذ لايتطلب الأمر تأسيسًا أثناء البناء، كما أن فترة تركيب النظام في المنشأة قصيرة جدًا ، وبهذه الخاصية يكون لدينا ثلاثة أنظمة ذكية؛ وهي المنازل الذكية ، ونظام الترشيد الكهربائي.

  وقد نجحنا في توفير استهلاك الطاقة الكهربائية لأحد البنوك الوطنية بأكثر من 45% من استهلاك الكهرباء تحت إشراف وزارة الماء والكهرباء على المشروع ، وكانت بدايتي في هذا المشروع منذ نحو عشر سنوات.

وبصورة عامة، يهدف المشروع إلى تقديم خدمة لجميع أفراد المجتمع في المنازل والمنشآت التجارية والقطاعات العسكرية، ويسهل التحكم الذكي في استخدام أجهزة التكييف والإضاءة والأمن، مع التحكم في درجات الحرارة والتبريد ومراقبة الكاميرات الأمنية وأجهزة الإنذار، إضافة إلى التحكم في الستائر وفتح وإغلاق الأبواب أينما كان الشخص ومن أي مكان، سواء كان داخل الموقع أو خارجه.

قصة كفاح

لكل إنجاز قصة كفاح، حدثنا عن الظروف التي ساهمت في ذلك؟

بدأت قصة كفاحي منذ الصغر، عندما كنت أبتكر حلولًا لأي عمل؛ لأنجز العمل بشكل مختلف عن الآخرين وبصورة أدق وأسرع ومجهود أقل. وعندما التحقت بكلية الهندسة، كانت المشروعات التي أنفذها تقوم على فكرة مبتكرة، وكان ذلك مع  ظهور الكمبيوتر؛ حيث كنت أعمل تصميمات جديدة من خلاله، وأنهي واجباتي في زمن قياسي باستخدامه ، فكانت الواجبات تعطي نتائج صحيحة ودقيقة.

كانت البيئة التعليمية تشجع علي الابتكار، وعندما التحقت بالعمل في شركة الكهرباء، ساعدني رؤسائي بشكل كبير على البحث والابتكار؛ وذلك بابتعاثي في دورات خارجية وداخلية وعمل معمل متكامل لإجراء التجارب.

هل تم ترجمة هذا الاختراع عمليًا ؟

نعم تم ترجمة الاختراع بشكل عملي ، فقد تم تركيب نظام المنازل الذكية في أكثر من مجمع فلل وأثبت نجاحه وبكفاءة عالية وتفوق على الأنظمة المشابهة التي تستخدم كابلات تحكم. وقد تفوق نظامنا على غيره من حيث الكفاءة وقلة التكاليف، كما أنه مصمم ليطابق متطلبات العائلة السعودية؛ لأن نظام المنازل الذكية مكون من نظام مراقبة ( خزانات مياه وكهرباء ومراقبة أبواب الخروج وحمايتها ) ، ونظام حماية( حماية المنزل من السرقة )، ونظام تحكم ( التكييف ،الإنارة، الستائر، الري)، ونظام الترشيد الكهربائي للمساكن.

وقد تم  تركيب النظام في أحد البنوك الوطنية، تحت إشراف وزارة الماء والكهرباء؛ فتم بحمد الله توفير أكثر من 45% من استهلاك الكهرباء السنوي ، والحمد الله الإقبال علي المنتج رائع من المجتمع خاصة لأنه يصنع داخل أرض الوطن.

نجاح نظام الترشيد الكهربائي

ما الفعاليات التي شاركت فيها، وهل حصلت على شهادات تقدير؟

شاركت فى احتفال مدينة الملك عبد العزيز للتصنيع، بحضور معالي وزير البترول والثروة المعدنية.وقد حصلت على شهادة شكر وتقدير من وزارة الماء والكهرباء بعد نجاح نظام الترشيد الكهربائي بتوفير أكثر من ٤٥٪‏ من استهلاك الطاقة الكهربائية في أحد البنوك الوطنية؛ حيث قامت الوزارة بعمل حسابات دقيقة لحساب الوفرة، وتم تركيب عداد إلكتروني دقيق لحساب الوفرة بدقة، وبعد قناعة مهندسي الوزارة بنجاح نظام التحكم الذكي بالترشيد أصدروا لنا الشهادة بذلك.

هل جاء اختراعك من إحساسك بمشكلة المواطن، أم جاء مصادفة بحثية؟

كانت بداية الفكرة، تمنياتي بوجود نظام ذكي يحمي المنزل من السرقة أثناء سفر العائلة في فترة  الإجازات. وبعد نجاحنا في المنازل الذكية، لاحظنا أهمية وجود نظام ذكي يحافظ على استهلاك الطاقة الكهربائية أيضًا، ويقلل الهدر الناتج من سوء استعمال الطاقة؛ وبالتالي جاء اختراعنا ليتحكم في التكييف والإنارة، كما نجحنا في السيطرة على الهدر الناتج عن سوء استخدام الطاقة فتطور النظام ليشمل الترشيد في استخدام الطاقة الكهربائية.

أنظمة ذكية تخدم المجتمع

ما تطلعاتك للمستقبل؟ وهل هناك ابتكارات أخرى تعتزمون إطلاقها ؟

تطلعاتي للمستقبل، ابتكار أنظمة ذكية تخدم المجتمع. وأفكر في نظام تحكم ذكي يستخدم في المساجد والمدارس يساعد على توفير الطاقة الكهربائية ومراقبة كفاءة البيئة داخل المنشأة من جودة الإنارة والهواء.

كيف ترى الإبداع ؟

الإبداع قوة داخل النفس تظهر وتنمو مع البيئة المحيطة والتربية والأسرة ، ويمكن للأسرة تنمية الموهبة الإبداعية عند استشعارها بوجود موهبة في أحد أفرادها.

ما المعوقات التي تواجه المخترعين بشكل عام؟ وكيف ترى دور المؤسسات الرسمية والخاصة في رعاية الموهوبين؟

يُعد التمويل من أكثر المعوقات التي تواجه المخترعين؛ إذ تتطلب التجارب والبحث والتطوير أموالًا كثيرة ومعامل لإجراء التجارب.يلي ذلك، عدم اكتشاف الأسرة لموهبة أحد أفرادها وإذا اكتشفوها أهملوا تنميتها. والحمد الله أن الدولة  ترعى الموهوبين وتوجد لهم المعامل عبر مؤسسات مثل بادر للتصنيع المتقدم.

الرابط المختصر :

عن رواد الأعمال

مجلة رواد الأعمال Entrepreneurship KSA هي مجلة فاعلة في مجال التوعية بثقافة ريادة الأعمال وتطوير الفرص الوظيفيّة المتنوّعة للشباب والشابّات في المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي الدعامة الأساسيّة لتفعيل المزايا التنافسية لهذه المؤسّسات من خلال استعراض تجارب نخبة مميزة من الناجحين في مختلف الميادين واستخلاص ما يفيد الأجيال المقبلة.

شاهد أيضاً

ماجد العظيمان

الدكتور ماجد العظيمان: ريادة الأعمال قفزت بشكل هائل مع التحول الرقمي

لشغفه بالابتكار وريادة الأعمال، قرر دراسة هذا التخصص في جامعة الملك خالد؛ حتى حصل على …