“روق لـ (رواد الأعمال) : نحن حريصين على تقديم شيء متميز فعلاً وأن تكون التقنية طوع أيدينا لتسخيرها لتحقيق أهدافنا، وليس أن تكون هي المتحكم فينا وفي أفكارنا والمحدد لرغباتنا.”
” فؤاد الفرحان : رواق منصة تعليمية عربية, ووسيط بين العقول العربية الرائدة والمعطائة والجمهور العربي الباحث عن العلم العالي الجودة.”
“إنطلقنا بأربعة مواد فقط, الأرقام مهمة فعلا ولكن ليس على حساب ضمان الجودة .”
“المحتوى العلمي المتجدد هو مصدر جذب الدارسين لـ رواق”
“إستخدام الانترنت في العالم العربي يستحق وجود مبادرات ومنصات تعليمية عربية ذات محتوى متميز.”
“فشل المشاريع بسبب رغبة روائد الأعمال في تنفيذ العديد من الأفكار منذ اليوم الأول.”
فؤاد الفرحان ريادي سعودي في مجال تقنية المعلومات بخبرة ١٢ عام في السوق المحلي والخليجي، وسامي الحصين صاحب مشاريع ريادية خلّاقة حازت على جوائز محلية ودولية, وهما مؤسسي منصة رواق التعليمية . إيمانهم بالكفاءات المعرفية والأكاديمية حول العالم العربي وإستعدادها لمشاركة الجمهور العربي معارفها وخبراتها دفعهم لإنشاء موقع إلكتروني بهوية عربية لاتحتاج إلى ترجمة لـ مساعدة المواطن العربي أينما كان، في أي مدينة أو قرية، وفي أي بلد عربي، أن يتمكن من الوصول لمواد علمية مجانية بلغته الأم تثري معارفه، وتثير حماسه، وتوسع من آفاقه,.
حول هذه الفكرة البنائه كان هذا الحوار…
ما هي هوية موقع “رواق” ؟ متى بدأت الفكرة ولماذا ؟
رواق – منصة تعليمية إلكترونية تفاعلية تقدّم مواد دراسية أكاديمية مجانية باللغة العربية في شتى المجالات والتخصصات، يقدمها أكاديميون متميزون من مختلف أرجاء العالم العربي، متحمسون لتوسيع دائرة المستفيدين من مخزونهم العلمي والمعرفي المتخصص؛ حيث يسعون لإيصاله لمن هم خارج أسوار الجامعات من باقي فئات الوطن العربي.
نؤمن بأن هناك كفاءات معرفية وأكاديمية حول العالم العربي لديها الاستعداد لمشاركة الجمهور العربي معارفها وخبراتها متى ما وجدت المنصة التعليمية المناسبة لهم،وهنا يأتي الدور الذي يلعبه رواق كوسيط بين هذه العقول العربية الرائدة والمعطاءة من طرف و الجمهور العربي الباحث عن محتوى علمي عربي ذو جودة عالية من الطرف الآخر.
بدأت الفكرة مع تنامي الحديث عالمياً عن تصاعد موجة المووك MOOC (التعليم الجامعي المفتوح)، حيث بدأ في الظهور مبادرات عالمية باللغة الإنجليزية تبنتها عدد من كبريات الجامعات العالمية ووجدت صدى كبير لدى قطاع التعليم العالي وعند المهتمين بتطوير التعليم وتقنيات التعليم. نؤمن بأن العالم العربي يستحق منصة تعليمية خاصة به يجتمع فيها الناطقين بالعربية مع كفاءات علمية وعملية عربية تخطابهم بلسانهم العربي مباشرة دون الحاجة لترجمة. ومن هنا انطلقنا لتطوير الفكرة وتحويلها من مجرد فكرة إلى واقع خلال فترة وجيزة.
من هم القائمين على موقع”رواق”؟
رواق هو مشروع مشترك للصديقين فؤاد الفرحان (ريادي سعودي مجال تقنية المعلومات بخبرة ١٢ عام في السوق المحلي والخليجي)، و سامي الحصين (CIO في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصاحب مشاريع ريادية خلّاقة حازت على جوائز محلية ودولية). فريق تطوير رواق الفني مكون من مجموعة من العقول العربية الموهوبة التي تحمل بجانب الخبرة والمهارات، كذلك هم واهتمام بتطوير مشاريع تقنية عربية ذات بعد اجتماعي مؤثر. ويدعمهم كذلك شباب سعودي موهوب متخصص في التصوير والمونتاج ومعالجة المقاطع المرئية.
مواقع التعليم عبر الإنترنت متعددة ,ما الذي يميز “رواق ” عن قرنائه من المواقع المشابه؟
يتميز رواق بعدة أمور:
· فكرة رواق بنيت على رؤية موجة التعليم المفتوح المتصاعدة عالمياً MOOC، وهذا يعني أن هناك منهجية علمية خلف أسلوب وطريقة التعليم في رواق حصلت على قبول كبير عالمياً خلال السنتين الماضيتين. أي أنه هناك رؤية واضحة منذ قبل الانطلاق وخلال مرحلة التدشين، وكذلك رؤية للمستقبل. هذا لا يعني بأن هذه الرؤية محسومة بشكل كامل، ولكننا نخضعها للدراسة والتمحيص والاختبار والتعديل مع مراقبتنا عن كثب لكيفية استخدام الطلاب لرواق وما ينجح معهم من ميزات وخدمات وما يحتاج لتحسين وإعادة نظر.
· عملية تطوير رواق هي عربية 100٪ حيث أن المنصة تم تطويرها بالكامل من الصفر لأجل رواق وبسواعد عربية موهوبة. نحن حريصين على تقديم شيء متميز فعلاً وأن تكون التقنية طوع أيدينا لتسخيرها لتحقيق أهدافنا، وليس أن تكون هي المتحكم فينا وفي أفكارنا والمحدد لرغباتنا.
· ليس طلاب رواق هم الوحيدين الذين يتعلمون، نحن كذلك لا نتوقف عن التعلّم من أسلوب استخدامهم للمنصة ونراقب كل ما يدور بحرص لأجل التحسين والتطوير الدائم.
· الجودة العالية في مواد رواق هو أمر لمسه الجميع. لم نسعى لتقديم مواد/دورات ذات عناوين مستهلكة ويقدمها أسماء ليست ذات سجل علمي معروف. بل سعينا على استقطاب كفاءات أكاديمية وعلمية ذات سجل بحثي وعملي محترم ومعروف، وطلبنا معهم العمل على تطوير مواد ذات جودة عالية معلوماتياً ومعرفياً.
· الجودة هي نصب أعيننا. الجودة في المحتوى (المواد)، الجودة في أسلوب التقديم (التسجيل والمونتاج والعرض)، الجودة في واجهات منصة رواق (تصميم الموقع)، الجودة في سهولة الاستخدامية وميزات الموقع.
· التوسع مع مرور الوقت. لم ننطلق بعشرات المواد منذ أول يوم، بل انطلقنا بأربعة مواد فقط وبدأنا في التوسع حتى وصلنا عشرين مادة. الأرقام مهمة فعلاً ولكن ليس على حساب الجودة وضمان استمرارية رواق وتوسعها المستقبلي.
ما الذي تطمحون إليه من خلال موقع “رواق”؟
نعتقد أن الاستخدام الهائل للانترنت في السعودية والخليج والعالم العربي ككل، يستحق وجود مبادرات ومنصات تعليمية عربية ذات محتوى متميز. ليس هناك نقص كبير في جانب استخدام الترفيه والرياضة محلياً وعربياً على الانترنت. ولكن هناك شح كبير في وجود محتوى تعليمي عربي متميز يناسب هذه الأعداد الهائلة من العرب الموجودين في فضاءات الانترنت.
نطمح أن يشعل رواق الحماس لدى المهتمين بالتعليم وأثره على الوطن العربي، فيبادرون لخوض غمار تجارب إطلاق تعليمية عربية تثري المشهد العام.
نطمح كذلك عبر رواق لأن نتمكن من مساعدة المواطن العربي أينما كان، في أي مدينة أو قرية، في أي بلد عربي، أن يتمكن من الوصول لمواد علمية بلغته الأم تثري معارفه، وتثير حماسه، وتوسع من آفاقه، مما ينعكس إيجاباً على واقعه ومستقبله ومستقبل العرب ككل.
كيف تستطيعون جذب الراغبين في الدراسة عبر المواقع إلى “رواق”؟
حتى الآن تركيزنا ومواردنا موجهة إلى جوانب تطوير منصة رواق فنياً و انتاج المحتوى العلمي. منذ اليوم الأول لانطلاقة رواق، وجدنا أن المستخدمين (الطلاب) هم الذي سعوا لتسوق رواق وإخبار أصدقائهم عنه عبر الشبكات الاجتماعية وبشكل مذهل.
بإمكان أي حملة تسويقية إذا توفرت موارد مالية كبيرة أن تجلب عدد كبير لمشروعك، ولكن لا تستطيع ضمان استمرارية حضورهم إذا لم يجدوا فعلاً بأن لديك محتوى ذو قيمة يستحق عودتهم له. ولذلك، فإن ضمان استمرارية حضور ودراسة الطلاب هو جودة المحتوى وتجدده وكل ذلك ضمن منصة تعليمية تفاعلية بالغة الجمال والبساطة.
ماهي الفترة الزمنية التي استطعتم فيها مشاهدة نتائج تحقق لكم ماسعيتم للوصول إليه من خلال موقع ” رواق”؟
فترة تطوير رواق استغرقت أربعة شهور، ولنا الآن ثلاثة شهور منذ الانطلاقة. هناك عشرات الآلف من الطلاب في رواق انضموا في وقت قصير جداً وبحماس رائع. ما وجدناه من قبول وتفاعل خلال عمر رواق القصير (3 شهور) هو أكبر حافز لنا على الاستمرار والتطوير والتوسع.
ماهي التحديات التي واجهت فريق عمل ” رواق ” في سبيل الوصل إلى التميز ؟
أبرز التحديات هو أن الفكرة جديدة على الوطن العربي. لم يوجد قبل رواق موقع عربي تجد فيه أكاديميين من حول العالم العربي يقدمون مواد دراسية حقيقية مجاناً للجمهور. حداثة الفكرة -أي فكرة- لا تعني نجاحها وقبولها جماهيرياً. لذلك، فإن أسلوب التنفيذ والإخراج هو عامل مهم لإيصال الفكرة بالشكل المناسب للجمهور. وهنا، كان أمامنا تحدي كبير للخروج بواجهات مناسبة وجميلة وسهلة الاستخدام تؤدي الغرض.
كذلك، كان هناك أمامنا تحدي في إقناع عدد من المحاضرين للإنضمام لرواق وتقديم مواد حقيقية للجمهور. عدد الذين تفاعلوا معنا قبل انطلاق المشروع كان قليل لأن الفكرة جديدة وغير واضحة وليس الكثير مستعد للدخول في مغامرة جديدة. ولكن بعد الانطلاق وجدنا عدد كبير من الطلبات من قبل محاضرين عرب لتقديم مواد عبر رواق.
التحديات لم تكن بسيطة، ولكن بتوفيق الله ثم عبر تذكر ودراسة التجارب الأخرى وتجاربنا السابقة في إنشاء المشاريع Startup، استطعنا مواجهة التحديات والانطلاق والخروج بالشكل المناسب.
من خلال تجربتكم ما هي نصائحكم لرواد الأعمال الناشئين؟
النصائح كثيرة في هذا المجال، ولكن إذا كان هناك نصيحة واحدة أذكرها هنا فهي: وجوب التركيز التام على أسلوب التنفيذ. كثير من المشاريع تفشل بسبب رغبة رائد الأعمال في تنفيذ العديد من الأفكار منذ اليوم الأول، ورغبته في تحقيق كل الأهداف منذ البداية. ذلك غير واقعي وغير ممكن في أغلب الأحوال. نعم، يجب أن يكون هناك رؤية كبرى لمستقبل مشروعك، ولكن حالياً اجعل كل تركيزك منصب على التنفيذ Execution بأبسط الأفكار وأهمها، وبعد ذلك بعد الانطلاقة واصل التطوير والتحسين حتى تصل لكل أهدافك.