هل أنت من رواد الأعمال الذين جعلوا من التأمل عادة يومية؟ أم ممن يعتقدون أن التأمل عادة محرمة؟
كشف مسح على المستوى الوطني بالولايات المتحدة أن أكثر من 18 مليون أمريكي يمارسون التأمل بشكل يومي، فإن كنت تعتقد أن التأمل ممارسة روحية كما يتم التسويق لها، فأعد النظر في ذلك؛ فالتأمل لايعني الجلوس وتفريغ العقل من أي شيء؛ فذلك مفهوم خاطئ.
يقدم لك التأمل فوائد تنعكس على صحتك وإنتاجيتك؛ إذ يهتم بالرعاية الذاتية والتركيز؛ وهو ما يحتاجه رواد وقادة الأعمال اليوم في بيئة مكتظة بالقرارات الصعبة والمصيرية، فالتأمل يقلل من توترك، ويضفي عليك الهدوء عندما تكون في قلب العاصفة، ويساعدك في عملية صنع القرار، وزيادة مرونتك، ودافعك للإبداع.
بدأت مراكز التأمل في الانتشار بالولايات المتحدة الأمريكية، وفق موقع فوربس؛ وذلك لإدراك الناس أهميته في الحياة اليومية؛ لذا تتولى الشركات الكبرى- مثل جوجل وأمريكان إكسبرس- بتدريب كبار التنفيذيين في برامج تأمل؛ لتعزيز مهارات القيادة لديهم.
وكذلك، بدأت تطبيقات التأمل تزداد في الفترة الأخيرة؛ مثل: Buddhify / Calm / Mindfulness App.
ولا يقل تدريب العقل، أهمية عن تدريب الجسد، فالحياة اليومية، وخاصةً في مجال الأعمال أصبحت مرهقة، فالقائد لديه مواعيد محددة لإنجاز الأعمال التي قد لاتكفي ساعات العمل لأدائها، بالإضافة إلى التعامل مع أشخاص، وقيادة موظفين يصعب التعامل معهم؛ لذا تبرز أهمية تخفيف التوتر، ومكافحة وتيرة الحياة المحمومة؛ وذلك بتعلم كيفية التوقف والتنفس والتركيز؛ فذلك هو التأمل.
يجب أن تكون حاضرًا في كلاللحظة، وأن تكون يقظًا؛ إذ يتركز التأمل في حضور الذهن بشكل كامل، والتركيز على البيئة المحيطة بك.
يمكنك أيضًا أن تكون حاضرًا أو يقظًا في بعض المواقف التي لاتكون وقتها في جلسة التأمل؛ وذلك ضمن روتين حياتك اليومي؛ كالوقوف في إشارة مرور، وغسل اليدين، أو حتى في زحمة الأسواق.
في إشارة المرور قد يلفت انتباهك كل ما حولك؛ أي تركز بكل حواسك، قد تستمع لصوت محركات السيارات، وترى وجوه الآخرين من حولك لحظة الانتظار، فتشعر بدفع مكيف السيارة عليك.
يشير كل من أندرو سي. هافينبراك، وزوي كينياس، وسيجال جي، في بحث نشراه في 6 أكتوبر 2013م، بعنوان: “أساليب العقل من خلال التأمل”، إلى أن 15 دقيقة من التأمل تؤدي إلى تفكير أكثر عقلانية عند اتخاذ القرارات.
وتوصل البحث أيضًا إلى أن القادة الذين يركزون على التأمل في العمل، يميلون لأن يكون لديهم موظفون أكثر سعادة، مع تحسين روحهم المعنوية.
وقد قدمت جمعية علم النفس الأمريكية (APA) بعضًا من أكثر الفوائد الإيجابية التي أثبتت جدواها في التأمل، والتي تشمل: تقليل التوتر، تحسين الذاكرة، التركيز بشكل أفضل، تنمية الذكاء العاطفي، والمراقبة الذاتية.
شجع راي داليو؛ رجل الأعمال الأمريكي، ومؤسس شركة بريدج ووتر للاستثمار، موظفيه على ممارسة التأمل بشكل منتظم، ففي مقابلة مع Business Insider، قال داليو: “لقد فعلت ذلك؛ لأنه أعظم هدية يمكن تقديمها لأي شخص؛ إذ تجلب الاتزان، والإبداع، والسلام”.
ويقول جيف وينر؛ الرئيس التنفيذي لشركة “لينكد إن” : “منذ عام 2009م، كان جزءٌ من فلسفة النجاح ينطوي على تقديري للصحة، والحب، والوقت؛ إذ استخدمت تطبيقًا يُسمَّى Headspace للتأمل اليومي، يعينني على التأمل خمس دقائق يوميًا؛ الأمر الذي يساعدك على أن تصبح قائدًا أفضل، وأكثر فاعلية”.