أحذر رواد الأعمال من 10 أخطاء ارتكبتها في مشروعي
أخطاء العدد الأول علمتني أن العمل لايجب أن يتوقف تحت أي ظرف
التمسك بالمبادئ ضرورة مهما كانت الفرص مغرية
تعيين العاملين بالمحسوبية والعلاقات الشخصية يعصف بمنظومة العمل
حوار: محمد فتحي
شابة سعودية معجونة بالإبداع ، ومفعمة بالحيوية والشغف والطموح، رسمت لنفسها خطة لمسار حياتها العلمية والعملية برؤية شاملة تمتزج بالإبداع والتميز.. حصلت على البكالوريوس في تصميم الجرافيك من جامعة دار الحكمة بجدة ، وبعدها دخلت مجال الأعمال بقوة ويقين..إنها خلود عبد الرحمن عطار؛ صاحبة مجلة “دزاين” التي وضعتها على طريق ريادة الأعمال من أوسع أبوابه ، والتي أجرينا معها الحوار التالي..
كيف بدأت مشروعك؟
بدأت مشروعي عندما بلغت من العمر 24عامًا ؛ إذ أسست شركة ينضوي تحت مظلتها المجلة الأولى في المملكة في مجال التصميم ، والتي صدر عددها الأول عام 2008م، وتطبع باللغتين العربية والإنجليزية ، وتوزع داخل المملكة وخارجها . وصلنا الآن إلى العدد رقم 43 ؛ لتكون بوتقة للمواهب الشابة في التصميم، وتحمل هم المبدعين بالمملكة ، وقد كانت سببًا في حصولي على جائزة رواد الأعمال الأكثر إبداعًا بمجلة فوربس.
الاهتمام بفن تصميم الشعارات
ومتى بدأ اهتمامك بهذا المجال؟
منذ حوالي 10 سنوات ، بدأت حركة بسيطة لعالم الإبداع والتصميم بالاهتمام بفن تصميم الشعارات ومجالات التصميم الأخرى ، بالإضافة إلى حراك فني جميل، بذلت فيه مجهودًا كبيرًا من حيث الأعمال المبهرة في شتى مجالات الفنون، لكن لم يكن هناك وعاء جامع لتلك المنتجات ، يسهل رواجها ، ويربطها مع نبض الشارع ، فكنت من المهمومين بهذا المجال ؛ لأن الفن مشروع حياة نراهن عليه دائمًا في مشوار إنسانيتنا، مما دعاني إلى ترجمة تلك المشاعر إلى الواقع العملي.
ومتى انطلق مشروعك؟
كانت البداية بمجموعة أفكار من شخصيات في شتى المجالات الفنية، من مصورين، ومصممين، وكتَّاب مهمومين بهذا المجال؛ لتصبح “دزاين” في وقت قريب وعاءً جامعًا لهم ؛ لأخوض بعدها تحديًا كبيرًا لاجتياز ماواجهني من عقبات.
أخطاء كادت أن تعصف بالمجلة
بالتأكيد واجهتك صعاب في البداية..فكيف تعاملت معها؟
لاشك في أن القوة موجودة بداخلنا، لكننا نجهل مواضعها ؛ حتى يحين الوقت المناسب فيضعنا في مواقف تلزمنا أن نكون أفضل؛ فأنا أؤمن دومًا بأن الحياة لن تتوقف ، ولا يمكن لأي قوة أن تحد من تقدمنا؛ إذ باستطاعتنا تخطي كافة العقبات والصعوبات.
هناك 10 أخطاء صاحبت مسيرة المجلة ، وكادت أن تعصف بها، لكنني تعلمت من كل خطأ . وهنا أنصح شباب رواد الأعمال بنصائح أتمنى أن يضعوها نصب أعينهم حتى يستفيدوا منها. في أول يوم لتدشيني للمجلة “العدد صفر”، كانت هناك بعض التشوهات من أخطاء مطبعية على الغلاف الخارجي؛ ما أصابني بإحباط وشعور بالاستسلام، وعدم الرغبة في إكمال المسيرة، لكن اجتزت ذلك المطب ، وتعلمت منه أن العمل لايجب أن يتعطل بخطأ.
العدد “صفر”
وكيف تغلبت على ذلك المأزق؟
خرج العدد ” الصفر” رغم ذلك الخطأ، وأخبرت من حولي بالأمر؛ فوجدت مساندة وتحفيزًا قويين من كثيرين بالاستمرار وتجويد العمل، لكن لم يسلم العدد الأول أيضًا من خطأ، فقررت المطبعة تغيير شعار المجلة دون علمي ، فكانت صدمة أخرى ، لكن تقبلتها على مضض، وهنا أخطأت حين سلمت بالأمر. أما في العدد الثاني فكانت الطامة الكبرى عندما فقدنا كل المواد التحريرية بسبب عطل فني بجهاز الكمبيوتر، لكن لم أقف مكتوفة الأيدي ؛ فأعدت التصميم وجهزت بعض محتوى العدد في وقت وجيز . واستنادًا لهذا الموقف المحرج كان لابد من وجود بدائل أخرى في بيئة العمل ، والاستعداد لمواجهة أقوى التحديات بالإرادة القوية.
وهل من أخطاء أخرى؟
نعم، من الأخطاء التي أحذر منها تعيين الاصطاف العامل بالمحسوبية والعلاقات الشخصية؛ ما يكون له مردود سلبي جدًا على منظومة العمل، قياسًا على تجربتي عندما وظفت إحدى قريباتي في قسم التحرير، وصديقتي في قسم التصميم؛ الأمر الذي ترك أثرًا سلبيًا في منظومة العمل ، فتعلمت أن التوظيف يجب أن يتم طبقًا لرؤية ومعايير معينة ، تدعم خطة العمل وترتقي بها .
كذلك، يُعد تدخل صاحب العمل في كل شئ، مفسدًا لجو الإبداع والابتكار في بيئة العمل؛ إذ يصيب الموظفين بهاجس ينعكس سلبًا على العمل ؛ لذا ينبغي تطبيق المثل الشهير : ” أعطِ الخبزَ لخبازيه”.
وهل واجهت مواقف صعبة في المجلة؟
بللتأكيد، ومن تلك المواقف ، ما واجهني في أحد الإصدارات عند نشر حوار مع فتاة مصحوبًا بصورتها ؛ فاعترض والدها على ذلك بعد النشر، فترك ذلك صدًى في نفسي ، جعلني أشترط الحصول على موافقة مسبقة قبل نشر المادة من صاحبها.
ومن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها صاحب أي مؤسسة ، أن يهتم بردود أفعال المنافسين ويركز على ممارساتهم ؛ الأمر الذي يؤثر بالسلب على مسيرة العمل؛ لذا ينبغي أن يفكر في الجديد لتطوير العمل.
ومن المهم أيضًا ، التركيز على هدف المشروع وتطويره ، دون الاهتمام بالأضواء والجانب المادي ؛ لأن القارئ فطن جدًا ، ويكتشف أثناء حراكه مع المجلة انحسار روح الإبداع لدى صاحب العمل.
وما هو الخطأ التاسع والعاشر؟
الخطأ التاسع هو عدم احترام الوقت وعدم الالتفات إلى ترتيب الأوليات ؛ فينبغي الاهتمام جيدًا بالصحة البدنية حتى يتمكن صاحب العمل من القيادة ؛ لأن الإرهاق الشديد يؤثر على الصحة، ويحول دون استكمال المهام المحددة العملاء؛ لذا يجب وضع أولويات معقولة لما يجب إنجازه.
أما الخطأ العاشر الذي أحذر منه شباب رواد الأعمال فيتمثل في التخلي عن المبادئ ؛ فمهما كانت الفرص مغرية فلابد من التمسك بالمبادئ، فقد عرض علي مستثمر بريطاني فرصة الشراكة في مجلتي ، فرفضت لأنه سيتدخل فيما أنشر من مواد ؛ وهو ما يفرز نوعًا من الاستعمار الفكري، وأنا ضد ذلك، لإيماني بعملي وما أقدمه من خدمة ودعم للمبدعين والمفكرين ؛ لأن جهدي كان سيصبح عرضة للضياع عبر تسويق الشريك أفكاره من خلال المجلة؛ الأمر الذي يكبل نشاطي .