أطقت شركة “ريادة الصحة” حاضنة التقنية الحيوية المتخصصة. وتأتي هذه الحاضنة لتكون منصة رئيسية تهدف إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال في المجالات الصحية المتقدمة.
فيما يمثل ذلك خطوة إستراتيجية ورائدة تعكس الطموح الوطني نحو الريادة العالمية، وتماشيًا مع الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية التي أطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله
بينما تعد هذه المبادرة بمثابة تجسيد عملي لجهود المملكة الرامية إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتقنية الحيوية بحلول عام 2040.
وتؤكد هذه المبادرة أن المزج بين البحث العلمي التطبيقي ورأس المال الجريء لم يعد خيارًا. بل أصبح ضرورة قصوى لضمان الأمن الصحي وتوطين الصناعات المتقدمة.
كما أنه من هذا المنطلق، تهدف حاضنة التقنية الحيوية إلى تحويل الأفكار البحثية المبتكرة إلى مشاريع تجارية قابلة للتطبيق، ذات أثر وطني وإقليمي. وهي بذلك ترسم مسارًا واضحًا لدور التقنية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية خارج الإطار النفطي، وتؤسس لمرحلة جديدة من الابتكار المستدام في القطاع الصحي.
التعريف والمجالات المحورية للحاضنة
حاضنة التقنية الحيوية من “ريادة الصحة” هي المنصة الديناميكية التي تجمع بذكاء بين المبتكرين، ومراكز الأبحاث، ورؤوس الأموال الاستثمارية في بيئة تمكينية متكاملة. ويكمن الهدف الأساسي من هذه المنظومة في تحويل الأفكار البحثية الأولية إلى شركات ناشئة قادرة على النمو وتقديم منتجات حيوية ذات أثر وطني وعالمي ملموس.
كذلك، يتركز عمل الحاضنة على أربعة مجالات حيوية وذات أهمية إستراتيجية للمملكة، تضمن الأمن الصحي والتنوع الاقتصادي. هذه المجالات تشمل: اللقاحات (عبر التصنيع الحديث وتوطين دعم أبحاث الأمصال)، والجينوم (من خلال تشخيص وعلاجات جينية ودعم مشاريع تسلسل الجينوم السعودي). والتصنيع الحيوي والتوطين (بما يشمل توطين صناعة الأدوية الحيوية والأنسجة وإمداداتها). وأخيرًا، النباتات الطبية (عن طريق حلول زراعية متقدمة للأعشاب وتقنيات للمكملات العلاجية).
الرؤية الاستراتيجية وأهداف التنمية
تنطلق أهداف الحاضنة من رؤية طموحة تسعى لتحقيق أثر متعدد الأبعاد. فأولًا، تسعى الحاضنة إلى تحسين جودة الحياة والصحة الوطنية عبر توفير حلول علاجية ووقائية متقدمة ومحلية الصنع. وثانيًا، تستهدف الحاضنة تحقيق ريادة إقليمية بحلول عام 2030 وريادة عالمية بحلول عام 2040 في مجال التقنية الحيوية.
علاوة على ذلك، تساهم الحاضنة بشكلٍ مباشر في دعم الناتج المحلي غير النفطي من خلال تأسيس صناعات معرفية متقدمة ومرتكزة على الابتكار. كما أن عملها يهدف إلى خلق وظائف نوعية تتطلب مهارات عالية. بالإضافة إلى جذب استثمارات مستدامة تضمن استمرارية نمو هذا القطاع المعرفي الحيوي.
بيئة التمكين وآلية الدعم للمبتكرين
وتعليقًا على أهمية هذا الإطلاق، أكد الدكتور عبد الرحمن البليهشي؛ الرئيس التنفيذي لشركة “ريادة الصحة”، في تصريح خاص لـ “رواد الأعمال“. أن حاضنة التقنية الحيوية تأتي لتوفّر بيئة تمكينية متكاملة تسمح لرواد الأعمال والباحثين بتحويل أفكارهم البحثية إلى منتجات وخدمات صحية مبتكرة وجاهزة للاستخدام.
وأوضح الدكتور البليهشي، أن منظومة الدعم التي توفرها الحاضنة. تتمثل في حزمة شاملة من الخدمات. تبدأ بتقديم الاستشارات والإرشاد المتخصص، مرورًا بعملية الربط الفعال مع المستثمرين ورؤوس الأموال الجريئة. مشيرًا إلى أن الحاضنة تعمل على تيسير الوصول إلى الجهات الحكومية والخاصة المعنية لاستكمال دورة الأعمال القانونية والتنظيمية للمشاريع المحتضنة.
الخبرات المتخصصة وفترة الاحتضان
وأكد الدكتور البليهشي أن الحاضنة تمتاز بوجود كفاءات وخبرات عالية. حيث تضم في هيكلها أكثر من 30 خبيرًا ومرشدًا ومستشارًا ومقيّمًا ذا معرفة عميقة في قطاع التقنية الحيوية وريادة الأعمال. موضحًا أن هؤلاء الخبراء يعملون يدًا بيد مع المبتكرين لضمان تجاوز التحديات التقنية والتنظيمية. وتسريع رحلتهم نحو النجاح التجاري.
وفيما يتعلق بالمدد الزمنية، قال الدكتور البليهشي، إن فترة الاحتضان الأساسية تمتد إلى 12 شهرًا. وهي فترة كافية لبلورة المنتج الأولي وبناء نموذج العمل. كما أشار إلى أن هذه الفترة قد تمتد إلى 18 شهرًا وفقًا للاحتياجات المعقدة والمتخصصة لبعض المشاريع. مضيفًا: يحصل المحتضَنون خلال تلك الفترة على برامج تدريبية واستشارية متخصصة، بالإضافة إلى دعم قانوني وتنظيمي ضروري، وخدمات أعمال متكاملة تضمن جاهزيتهم للسوق.
استثمار في المستقبل وطموح الرؤية
وفي سياق متصل، أكد الدكتور البليهشي، على الإيمان العميق بدور هذا القطاع في المستقبل.. مضيفًا: “نحن في ريادة الصحة نؤمن أن التقنية الحيوية ستكون إحدى الركائز الأساسية لمستقبل الرعاية الصحية في المملكة والعالم أجمع”. وهذا الإيمان يترجم إلى استثمار استراتيجي بعيد المدى.
كما يشدد البليهشي على أن دعم المبتكرين في هذا المجال هو استثمار مباشر في المستقبل الوطني، يتماشى بشكلٍ وثيق مع طموحات رؤية المملكة 2030. الرامية إلى تعزيز الصناعات الصحية المتقدمة وتوطين التقنيات الحيوية. وفي ختام تصريحه، أكد تطلعه لأن تسهم هذه الحاضنة في رفع جودة الحياة وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي موثوق في مجال التقنية الحيوية والابتكار الصحي.



