يواجه الكثير من الأشخاص أشكالًا مختلفة من الاعتداء المالي؛ إذ يحدث سوء المعاملة المالية عندما يتحكم شخص ما في قدرة شخص آخر من خلال الحصول على الموارد المالية واستخدامها والتحفظ عليها.
ومن الأمثلة الشائعة على ذلك، الحرمان من الوصول إلى أموالك الخاصة، أو إجبارك على إيداع راتبك في حساب مصرفي مشترك وحظر وصولك إليه. كما يمكن أن يحدث أيضًا عند قيام شريكك بعمليات سحب كبيرة من حسابات مصرفية مشتركة دون إبداء أي مبررات.
أشكال الاعتداء المالي
ووفقا لمعهد “التنمية الاجتماعية والعدالة”، وهو منظمة غير ربحية في “جنوب أفريقيا”، قد يختلف الاستغلال المالي ويتغير شكله أو هيئته. لكنه يحدث عندما يتم التحكم في الوصول إلى الفرص الاقتصادية أو تقييدها من قبل شريك العمل.
على سبيل المثال، يمكن أن يحدث هذا عندما يحجب شريكك المعلومات المالية أو يخفي الأموال عنك، أو عندما يرفض السماح لك بالعمل. وبالتالي يتحكم في قدرتك على كسب الدخل، أو أن تجبر على دفع معظم نفقات الأسرة عندما تكسب أقل من شريك حياتك.
وفي حالات أخرى، يمكن أن يحدث ذلك عندما يقوم المسيء بتراكم الديون على بطاقة الائتمان المملوكة للشريك الآخر.
ورغم أن قانون “العنف المنزلي” في دولة “جنوب أفريقيا” يعتبر الإساءة المالية عملاً إجراميًا، وتعترف عدة دول أفريقية أخرى مثل غانا، وكينيا، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي، بأنها جريمة جنائية. لكنها حتى وقتنا الراهن تعد جريمة لا يعاقب عليها القانون إلى حد كبير.
ولسوء الحظ، فإن الاستغلال المالي ليس مشكلة جديدة على مر السنين. خاصةً عندما يتشابك المال مع العلاقات ويصبح الفرار أمرًا صعبًا. لذا؛ أنصح وأوجه دائمًا أن الاستخدام السليم للخدمات المالية يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون الحرمان من تحويل دخلهم إلى ثروة.
النساء أكثر عرضة للاعتداء المالي
ويمكن أن يحدث الاعتداء المالي لأي شخص، بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو الحالة الاجتماعية، أو الحالة الوظيفية، أو مستويات الدخل. ومع ذلك، فإن النساء هن أكثر عرضة لرؤية أمنهن المالي مهددًا.
كما أن النساء هن أكثر عرضة للإيذاء المالي؛ لأنه يمكن أن يحدث بالتزامن مع أشكال أخرى من الإساءة. لذا؛ عندما تظهر علامات سوء المعاملة المالية واتخذت ديناميكيات العلاقة منعطفًا نحو الأسوأ وتعرفت/ـي على بعض العلامات، يمكنك أن تضع/ـي الإجراءات الاحترازية الثلاثة التالية لزيادة سلامتك المالية، وذلك على النحو التالي:
1- قم بالتحري
تعد معرفة التاريخ المالي لشريكك نقطة انطلاق مهمة في منع الاستغلال المالي. لذا؛ اسأل عن كيفية إدارته لديونه في الماضي، وكيف وصلوا إليها في المقام الأول؟ واسأل أيضًا عما إذا كانوا يدخرون المال بشكل فعال؟
وعلى الرغم من أن التطرق إلى الحديث عن المال هو أمرًا صعبًا، إلا أن مثل هذه المعلومات يجب أن تمنحك نظرة ثاقبة لسلوكياتهم المالية السابقة، والتي يمكن أن تؤثر على السلوكيات المالية المستقبلية وتفسرها.
وهناك إستراتيجية أخرى استباقية، وهي السؤال عن مواقفهم تجاه المال في العلاقات.
على سبيل المثال، هل يعتقدون أن اختلاف الجنس يؤثر على إدارة الأموال؟ بالطبع، يمكن أن يساعد مثل هذا الانخراط المبكر أيضًا في وضع حدود حول كيفية إدارة الأموال ضمن العلاقة.
2- كن متأهب
لا شك أن الاستعداد يمكن أن يساعدك في التعرف على علامات سوء المعاملة المالية، فإذا بدأ الشك يتسلل إلى نفسك، وظهر الاستغلال المالي، عليك مراقبة شريكك عن كثب من خلال توثيق جميع الأدلة. وهو أمر هام لأن الشخص المسيء قد يخدعك ويدفعك إلى الاعتقاد بأنك تبالغ، خاصة عندما تكون العلامات خفية.
لذا؛ قم بتوثيق أكبر قدر ممكن من الأدلة وتأكد من حصولك على نسخ من جميع المستندات القانونية المهمة لأن ذلك سيساعدك لاحقًا.
وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة قانونية ولم يكن لديك واحد بالفعل، تحدث إلى مستشار مالي حول كيفية حماية أموالك وأصولك.
3- احمي نفسك
تؤدي التبعية المالية إلى الشريك بالشعور بالعزلة واليأس، ما يزيد من صعوبة تركه لأنه هو المتحكم الرئيسي في الموارد المالية. لذا؛ احتفظ قدر الإمكان بمصدر دخل مستقل لأن ذلك يقلل من احتمالية الاعتماد على الشريك.
وهناك أيضًا طريقة أخرى يمكنك من خلالها حماية وضعك المالي وهي التأكد من عدم توقيع أي مستندات لا تفهمها. حيث يحصل الشركاء المعتدون في كثير من الأحيان على أصول مالية باسم شركائهم ويتركونهم مع العبء المالي للسداد، وبالتالي يقعون فرائس في شرك الديون.
احصل على المساعدة
من المؤكد أن التدابير الاحترازية الموضحة عبر السطور السابقة ليست شاملة، إلا أنها تعتبر نقطة انطلاق جيدة للتفكير فيها عند دمج أموالك مع أموال شخص آخر. ولكن إذا كنت لا تزال قلقًا بشأن سلامتك المالية؛ فهناك طرق عديدة للحصول على المساعدة.
تقدم منظمة “فيدا -كينيا”، وهي منظمة لحقوق المرأة في “كينيا” مساعدة قانونية مجانية. كما تدير المؤسسة الدولية للنساء المعرضات للخطر في “نيجيريا” خط مساعدة سريًا ومجانيًا على مدار اليوم.
بقلم / بوميكازي زيكا
المقال الأصلي: هنا