تأتي أهمية الحديث عن تنظيم وقت التأمل من أهمية التأمل ذاته؛ إذ إنه يساعدك في تنظيم الفوضى العارمة داخل عقلك وأفكارك أو حتى على صعيد حياتك العملية، إنه ليس مجرد بضع دقائق تقضيها صامتًا وإنما هو ممارسة تعينك على معرفة الغاية مما تفعل، وتحديد طريقة التعاطي المثلى مع العالم والأشياء من حولك.
إن أحسنت تنظيم وقت التأمل فسيكون من السهل بالنسبة لك إعادة تنظيم ويومك وأولوياتك على النحو الذي يضمن لك النجاح، والحق أن ممارسة التأمل أو بالأحرى النجاح فيها ليس بالأمر الهين، وإنما يتطلب تدريبًا طويلًا، لكننا سنحاول رسم بعض الخطوط العامة التي تساعدك في هذه المهمة.
كيفية تنظيم وقت التأمل؟
نوضح في «رواد الأعمال» بعض الطرق التي تساهم في تنظيم وقت التأمل، وذلك على النحو التالي..
-
زيادة بضع دقائق في الأسبوع
إذا أردت النجاح في تنظيم وقت التأمل فأضف دقيقة أو دقيقتين فقط كل مرة، وانتظر حتى يتكيف عقلك ثم تقدم للأمام؛ لأن إضافة أكثر من ذلك -مثلًا 10 دقائق- قد تشعرك بالسهولة في البداية، ولكن هل سوف تستمر تلقائيًا بعد 5 أيام؟
الواقع أن ذلك لن يحدث بل ستشعر بالملل، وقد تقلع عن هذه الممارسة بالكلية، لكن الزيادة الممنهجة في وقت التأمل سوف تملأك بالحماس وستجعلك مؤهلًا لإطالة أمد جلستك في اليوم التالي.
اقرأ أيضًا: 5 أدوات لتنظيم الوقت خلال نظام العمل الجزئي
-
تحدي التأمل
من شأن التحدي بشكل عام أن يحفزك ويدفع بممارساتك قدمًا؛ لذلك نرغب في جلب هذه الفكرة إلى وقت التأمل، ويصح هذا الأمر إذا كنت تتأمل منفردًا أو ضمن مجموعة، لكنه سيكون أكثر نجاعة إذا كنت وسط مجموعة من الناس.
ففي الحالة الأولى ستتحدى نفسك فقط وقد تفتر أو يكل حماسك، أما في الحالة الثانية فسوف تتحدي غيرك ويتحداك الآخرون بدورهم، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على جودة ممارستك وإطالة وقت التأمل ذاته.
تكمن المشكلة في أن مثل هذه التحديات غالبًا ما تستهلك الكثير منك، وإذا لم تكن لديك خطة لما يجب عليك فعله بعد ذلك فيمكن أن ينتهي بك الأمر إلى عدم التأمل لبعض الوقت.
-
التدرب ضمن مجموعة
هناك الكثير من الأماكن والمراكز التي تنظم مجموعات للتأمل. وفي الوقت الحاضر يقدم الكثير منها جلسات تدريب على التأمل عبر Zoom.
إنها طريقة رائعة لتعلم أشياء جديدة والتعرف على أشخاص جدد. الجانب السلبي هو أنك ستكون مقتصرًا على أسلوبهم في الممارسة.
اقرأ أيضًا: التحكم في وقت الفراغ.. هل نحن مشغولون حقًا؟
-
تغيير الممارسات
لفكرة هنا بسيطة للغاية مفادها أن الاستقرار والروتين يقتلان حماسك، وتصاب على إثر ذلك بالفتور.
وبالتالي كلما غيّرت ممارساتك أثناء وقت التأمل فسوف يصبح بإمكانك النجاح والحصول من هذه الممارسة على ما تريد، من دون كبير جهد أو عناء.
وبطبيعة الحال فإن هذه الاستراتيجية لا تقتصر على وقت التأمل وحده وإنما هي تشمل كل الممارسات الأخرى في الحياة، لكنها تتطلب أن تكون ماهرًا في الشيء الذي تمارسه؛ حتى تكون ملمًا بجميع الممارسات التي يمكنك الاختيار من بينها.
-
اختيار الموقع المناسب
يعد الموقع أحد أكبر العوامل التي يجب مراعاتها عند تنظيم وقت التأمل. الأهم من ذلك: يجب أن يجعل الحاضرين يشعرون بالراحة الجسدية وعدم التشتت الذهني بدرجة كافية لتهدئة أفكارهم وتحويل تركيزهم إلى الداخل.
ومن أهم المزايا التي يجب مراعاتها عند اختيار مكان مناسب هي ما إذا كان سيلائم مجموعتك بشكل مريح أم لا. على سبيل المثال: هل هناك غرف كافية للجميع للبقاء فيها؟ وهل سيكون لديك وصول خاص إلى المكان الذي تستضيف فيه دروس التأمل؟ بعد التأكد من كل ذلك سوف يصبح بإمكانك الانغماس في وقت التأمل دون كدر أو مشقة.
اقرأ أيضًا:
التسويف عن قصد.. ادخر وقتك للأهم
أهمية الروتين في الأزمات.. مزايا لا تخطر على البال!
اقتصاد الانتباه.. الوقت كصيد ثمين!
وقت الفراغ كأداة لشحن الطاقة وتحسين الإنتاجية


