قد يعني عنوان كهذا «تسويق الشركات اليابانية» أن ثمة استراتيجيات وممارسات مخصوصة لدى هذه الشركات، وهو ما يعني، إن نحن مددنا الخط إلى نهايته، أن هناك بُعدًا جغرافيًا في التسويق؛ أي أن التسويق في الغرب قد لا يكون هو نفسه التسويق في الشرق.
صحيح أن التسويق، كعلم، ذو قواعد ثابتة يجب أن تُطبق في الشرق أو الغرب، لكن الفكرة هنا في تكييف هذه القوانين والقواعد لكي تتواءم وطبيعة المستهلكين في السوق الذي تود العمل فيه.
وإذا كنا نتحدث عن تسويق الشركات اليابانية فلنا أن السوق الياباني يُعد بالنسبة لكثير من المراقبين والمحللين لغزًا كبيرًا؛ وذلك نظرًا لأمور جمة لا يسعنا الخوض فيها الآن، ولكن هذا لا ينفي كون اليابان هي ثالث أكبر سوق في العالم، وتمثل حوالي 10% من الاقتصاد العالمي، كما أصبحت الأسهم اليابانية، اعتبارًا من مارس 2021، سوق الأسهم الأفضل أداءً في آسيا، وفقًا لوكالة Bloomberg.
التوسع في اليابان
هذه المعطيات تشير إلى أنه على الرغم من صعوبة دخول السوق الياباني والتسويق فيه إلا أن النجاح في اختراق هذا السوق قد يجلب معه منافع ومكاسب جمة.
وليس بوسعنا إنكار أن العديد من الشركات الأجنبية تجد صعوبة في اقتحام السوق اليابانية؛ نظرًا لأسباب جمة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: أن هناك بعض التعقيدات في التسويق والإعلان الياباني التقليدي التي تتطلب معرفة محلية قوية، وهو الأمر الذي قد لا يتوفر لدى الكثير من الشركات الراغبة في خوض غمار هذه المعمعة، وهو الأمر الذي يجعل محتمًا بالنسبة لها إدراك وتعلم تسويق الشركات اليابانية.
اقرأ أيضًا: 10 أفكار تسويقية مجانية وفعالة للشركات الصغيرة
تسويق الشركات اليابانية
وطالما أن الحال كذلك سيجتهد «رواد الأعمال» للإشارة إلى بعض استراتيجيات تسويق الشركات اليابانية، وذلك اعتمادًا على خصائص المستهلكين هناك وممارساتهم الشرائية، وما إلى ذلك.
-
التوجه نحو الرقمنة
من ضمن ألغاز المجتمع الياباني أنه مجتمع مغلق على نفسه إلى حد كبير، كما أنه من اللافت أن التسويق التقليدي هو صاحب الكلمة العليا هناك، وهذا أمر مستغرب خاصة ونحن في عصر متوجه بكل قوته إلى الرقمنة.
لكن الخبر السار _بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى معرفة وإدراك تسويق الشركات اليابانية_ أن هناك توجهًا جديدًا بازغًا في اليابان وهو ذاك التوجه صوب الرقمنة؛ فمنذ أن بدأ وباء كورونا في التفشي، خاصة عام 2020، استخدم 58% المزيد من الأشخاص حساباتهم على “تويتر”، كما أن هناك اتجاهًا مفاجئًا آخر وهو أن عدد المستخدمين الإناث في العشرينيات إلى الأربعينيات من العمر آخذ في الازدياد.
ولا يزال Facebook يحظى باهتمام واسع من قِبل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عامًا في اليابان، كما أصبح Facebook بديلًا لـ LinkedIn لمحترفي الأعمال اليابانيين.
وهذه المعطيات تشير إلى أن أول استراتيجية من استراتيجيات تسويق الشركات اليابانية يجب أن تأخذ في اعتبارها البعدين معًا: التسويق التقليدي والتسويق الرقمي على حد سواء؛ فمن خلال هذه الطريقة سوف يمكنها جذب أكبر عدد من المستهلكين إلى منتجاتها.
اقرأ أيضًا: التواصل الافتراضي والتسويق.. مزايا الرقمنة
-
المنتجات والتوصيل
واحدة من ضمن معطيات السوق الياباني أننا نتعامل مع مجتمع ذي كثافة سكانية عالية، وهناك مشكلة حقيقية في فكرة المساحة، ولك أن تعلم أن طوكيو مثلًا تستضيف 13185502 شخص.
وهذا الأمر يدفع المستهلكين إلى التفكير مليًا قبل الإقدام على شراء منتج من المنتجات، فأين سيمكنهم وضعه في ظل معضلة ضيق المساحة تلك؟ ذاك سؤال تأسيسي من أجل الوصول إلى فهم تسويق الشركات اليابانية على نحو جيد.
وواحدة من أنجع استراتيجيات تسويق الشركات الياباينة العمل على سهولة التوصيل؛ فطالما أننا أمام بلد مزدحم ومكتظ بالسكان فأولى بنا أن نعمد إلى تسهيل إيصال المنتج للمستهلكين بأسرع وأفضل الطرق الممكنة.
اقرأ أيضًا: إعلانات العلامة التجارية وطرق إضفاء القيمة
-
الوعي بالتكلفة
لن نتمكن من فهم استراتيجيات تسويق الشركات الياباينة من دون الوعي بأن التكلفة أو السعر النهائي المطلوب دفعه في المنتج من الأمور الحاكمة بالنسبة للمستهلكين هناك.
فالمستهلك الياباني ليس مندفعًا، وليس لديه أدنى استعداد لإهدار أمواله، وإنما هو يأخذ وقته الكافي في التفكير قبل شراء سلعة من السلع.
صحيح أن 43.8% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا يعملون بدوام جزئي ويكسبون حوالي 100 دولار إلى 500 دولار شهريًا، ولئن كان هذا قد أفاد مطاعم التجزئة والوجبات السريعة منخفضة التكلفة، مثل وول مارت وماكدونالدز، فإن تفضيل اليابانيين للقيمة على السعر يظل قائمًا.
ينفق اليابانيون بسخاء على تحسينات المنزل وأجهزة التلفزيون والسلع الفاخرة، لكنهم دومًا ما يجنحون إلى تفضيل الجودة على السعر، وإن كانت مسألة السعر (التكلفة) تأتي في المرتبة التالية مباشرة.
ناهيك عن كون التفكير في الجودة هو إحدى الاستراتيجيات الثابتة من أجل التوفير والادخار، فالسلعة ذات الجودة الأعلى توفر أكثر بكثير من السلعة زهيدة الثمن ولكن رديئة الجودة.
اقرأ أيضًا:
- التواصل التقليدي والتسويق.. هل انتصرت الرقمنة حقًا؟
- التسويق الاستكشافي.. الاستقصاء واكتشاف الفرص
- اللاءات الخمس في استراتيجية الحملة الإعلانية
- الأسس الأربعة لعمليات التسويق الرقمي (3-3)
- التواصل مع المستهلكين غير المتصلين بالإنترنت.. استراتيجيات يجب تبنيها