بناء الشخصية الريادية ليس مرتبطًا بعمر معين؛ إذ يمكن للمرء أن يمسي رائد أعمال وهو على مشارف الستين أو جاوزها، وإن كان من المهم والمفيد جدًا أن يتم تعليم الأطفال بعض المهارات الريادية المفيدة لهم على المدى الطويل.
لكن هذا لا يعني أن من تعلم مهارات رواد الأعمال وهو في سن صغيرة سوف يمسي حتمًا رائد أعمال، وأن ذاك الذي حاول فعل ذلك وهو في الستين لن يفلح، ولن تنجح مساعيه؛ الأمر على خلاف ذلك بالكلية؛ إذ إن المسألة _وذاك أبعد حتى من مسألة بناء الشخصية الريادية_ لا تعني مجرد إطلاق مشروع أو مشروعين، وإنما هي أقرب ما يكون إلى نمط تفكير، وطريقة تعاطي مع العالم والأشياء.
لا يهم إذًا أن تكون أطلقت مشروعًا أو لم تطلق وإنما المهم أن تكون اتخذت قرارًا بأن تمسي رائد أعمال بالفعل؛ فتلك هي الخطوة الأولى على طريق بناء الشخصية الريادية.
ولا يعزب هذا الطرح الذي نقدمه عن جوهر وماهية ريادة الأعمال؛ تلك التي تعني الثقة والإيجابية والإبداع والحيوية والمرونة، فرائد الأعمال هو الشخص الذي يواجه مشكلة ما ثم يعمل على إيجاد الحل.
اقرأ أيضًا: كيف تُحقق برامج الاقتصاد التكنولوجي استدامة الشركات عالميًا؟
كيفية بناء الشخصية الريادية
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الاقتراحات والخطط التي يمكن أن تساعد في بناء الشخصية الريادية، وذلك على النحو التالي..
-
تطوير العقلية
ليس منطقيًا أن نسعى إلى بناء الشخصية الريادية من دون وضع الأساس اللازم لذلك، وهو العقلية الريادية، فالخطوة الحاسمة في هذا المسار أن نسعى إلى تطوير عقلية هذا الشخص أو ذاك ليكون مؤهلًا ليمسي رائد أعمال.
وتتضمن عملية بناء الشخصية الريادية النظر إلى الداخل والخارج معًا؛ فعلي الصعيد الداخلي نسهر على تطوير العقلية نفسها، وتحديد كيفية رؤية هذا الشخص لقدراته الخاصة، وكيف ينظر إلى النجاح والفشل؟ ومدى تعامله بثقة مع المواقف الجديدة. كل هذه محددات تطلعنا على مدى نضج وتطور عقلية هذا الشخص أو ذاك.
أما المستوى الخارجي فهو ذاك المتعلق بالاعتقاد بأن هؤلاء الراغبين في بناء الشخصية الريادية يستطيعون إحداث تغيير إيجابي أو إنشاء شيء ذي قيمة، أو كيفية رؤيتهم للعمل وما هو مكانه في مستقبلهم.
وينظر الأشخاص الرياديون إلى التغيير ويرون الفرصة، إنهم ينظرون إلى المشاكل والخلل، ويرون فرصة لإضافة قيمة؛ باختصار ينظرون إلى المشاكل ويرون الحلول.
ومن الناحية العملية فإن مساعدة شخص ما على تطوير وبناء الشخصية الريادية تعني مساعدته في الإيمان بنفسه وقدرته على تحقيق أحلامه وطموحاته.
اقرأ أيضًا: طموحات رواد الأعمال.. شرط كل نجاح
-
صقل المهارات
ترتهن عملية بناء الشخصية الريادية بتطوير مهارات تنظيم المشاريع، وممارسة مهارات العمل التي يستخدمها رواد الأعمال في كل وقت. وتشمل هذه المهارات: تقديم العروض، والتفاوض، واتخاذ القرارات، والقيادة، وخدمة العملاء والتفكير الإبداعي.
ويتم تطوير مهارات تنظيم المشاريع (وريادة الأعمال ككل) من خلال تشجيع النقاش الصحي، وتحديد المهام والتحديات، ومحاولة الخروج بالأفكار الإبداعية وحل المشكلات.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح شركات ملهمة.. عظماء عبروا قناة النار
-
رؤية الفرص واقتناصها
بناء الشخصية الريادية يعني تمكين الناس من التعرف على فرص ريادة الأعمال، وتجريب الأفكار التجارية في بيئة آمنة وخالية من المخاطر، ناهيك عن السماح بالتجربة والتفاعل مع سيناريوهات ريادة الأعمال الواقعية التي تفتح الأعين على كل الاحتمالات.
إن الانفتاح على الفرص يعني الرؤية بعقلية الاحتمال والوفرة، كما يعني، في الوقت ذاته، الإيمان بأن الفرص موجودة في كل مكان، يجب العثور عليها فقط.
ويفكر رواد الأعمال العظماء باستمرار في الأفكار الجديدة للمنتجات والخدمات والشركات. وإن كانوا يستبعدون 99% من أفكارهم؛ من أجل التركيز على الفكرة التي يلتزمون بها، وتصبح أدمغتهم مدربة على البحث عن الفرص. ويعمل رواد الأعمال المخضرمون بقوة على أفكارهم كل يوم، ويعتقدون أن النجاح أمر لا مفر منه.
اقرأ أيضًا: “كبسولات ريادية”.. نصائح الخبراء لتنمية مشاريع رواد الأعمال
-
لقاء الرواد
لكن هل ترى أن بناء الشخصية الريادية ممكن من دون لقاء رواد أعمال حقيقيين والتحدث معهم؟! بدون استلهام الدروس من أولئك الذين حققوا نجاحًا باهرًا بالفعل؟! ليس الأمر منطقيًا؛ إذ يستلزم بناء الشخصية الريادية تعريف المبتدئين بمجموعة متنوعة من الأشخاص، من جميع الخلفيات، الذين اختاروا أن يكونوا رواد أعمال؛ بحيث يمكن أن يشمل الحديث معهم عن عملهم، وحياتهم اليومية، وأسلوب حياتهم.
والمؤكد أن النماذج التي يحتذى بها لها أهمية قصوى؛ فمن شأن رؤية شخص ناجح في عمله أن يفتح العين والعقل على ما يمكنه فعله من قِبل كل واحد منا.
اقرأ أيضًا:
من أرشيف “رواد الأعمال”.. دليلك إلى النجاح
نصائح لرواد الأعمال.. 4 منطلقات أساسية
أهم الخدمات الريادية من “رواد الأعمال”
كيف يتحكم الدولار في أسعار الذهب؟.. علاقة عكسية
التضخم وتأثيره السلبي على الاقتصاد