المشاريع غير الربحية من أكثر احتياجات العصر الراهن؛ ففي عالم مفعم بالمشاكل والمعضلات، ومتعاظم فيه الشعور بالأنا وتغليب المصلحة الفردية على العامة، يبدو هذا النوع من المشاريع هو طوق النجاة من كل هذه المدلهمات.
وفي عالم تتفاقم فيه المشاكل المجتمعية بسبب وباء كورونا تُعد المنظمات غير الربحية تأكيدًا لوجود أشخاص على استعداد لمساعدة المحتاجين، والرغبة الجادة في الارتحال من الأنا إلى الآخر.
وإنما تنبع أهمية المشاريع غير الربحية من قدرتها على معالجة مجموعة متنوعة من القضايا، بدءًا من الرعاية الصحية ورعاية الحيوان إلى الفنون والثقافة.
اقرأ أيضًا: تحفيز المسؤولية الاجتماعية.. منظور جديد للشركات
تعريف المشاريع غير الربحية
لكن ما هي المشاريع غير الربحية؟ وما هي خصائصها؟ وتعريفاتها؟ تلك الأسئلة التي يحاول «رواد الأعمال» الإجابة عنها على النحو التالي..
يُعرّف البعض المنظمات أو المشاريع غير الربحية بأنها منظمات معفاة من الضرائب تم تشكيلها لأغراض دينية أو خيرية أو أدبية أو فنية أو علمية أو تعليمية، وهي عبارة عن شركة مدمجة لا يستفيد منها مساهموها أو أمناؤها ماليًا، ويجب أن تحتفظ المنظمة بأي أموال يتم ربحها، وتستخدمها في نفقاتها وعملياتها وبرامجها.
وثمة من يرى أن المنظمات أو المشاريع غير الربحية هي نوع من المنظمات التجارية التي يجب أن تعمل وتقدم خدماتها دون أن يكون الهدف الأساسي كسب المال.
وتخدم المنظمات غير الربحية المصلحة العامة، ويتم تصنيفها في الغالب على أنها معفاة من الضرائب من قِبل مصلحة الضرائب أو الهيئات الحكومية المختصة.
وعلاوة على ما فات هناك تعريف ثالث للمنظمات أو المشاريع غير الربحية؛ حيث يتم النظر إليها باعتبارها منظمة تجارية تخدم بعض الأغراض العامة، وبالتالي تتمتع بمعاملة خاصة بموجب القانون.
ويمكن للشركات غير الربحية، على عكس اسمها، تحقيق ربح ولكن لا يمكن تصميمها في الأساس لتحقيق الربح.
وتُستخدم جميع الأموال المكتسبة من منظمة غير هادفة للربح أو التي تم التبرع بها إليها في متابعة أهداف المنظمة وإبقائها عاملة.
وعلى عكس الأعمال الربحية قد تكون المشاريع غير الربحية مؤهلة للحصول على مزايا معينة، مثل المبيعات والممتلكات والإعفاءات من ضريبة الدخل على مستوى البلاد.
ويتم تصنيف المنظمات غير الربحية إلى العديد من الفئات مثل: مجموعات الرعاية الاجتماعية، منظمات العمل والزراعة، نوادٍ ترفيهية وأكثر.
اقرأ أيضًا: 7 عوامل فعالة لتبني المسؤولية الاجتماعية كصاحب شركة صغيرة
الواقع والأهمية
ولكي نقف على واقع المشاريع غير الربحية وأهميتها فسوف نعرج على بعض البيانات التي تعيننا على إدراك ماهية هذه المشاريع حول العالم في الحقبة الراهنة.
فقد تم تسجيل ما يقرب من 1.54 مليون منظمة غير ربحية في دائرة الإيرادات الداخلية عام 2016 في الولايات المتحدة الأمريكية، بزيادة قدرها 4.5 %عن عام 2006، ومن عام 2006 إلى عام 2016 ارتفع عدد المنظمات غير الربحية المسجلة لدى مصلحة الضرائب الأمريكية من 1.48 إلى 1.54 مليون، بزيادة قدرها 4.5%، كما ساهم القطاع غير الربحي بما يقدر بـ 1.047.2 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي عام 2016، مشكلًا 5.6%من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وتجاوز إجمالي الإيرادات من المنظمات غير الربحية في عام 2019 84.7 مليار دولار، وفي عام 2019 أبلغت تسع منظمات من أكبر المنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة عن دخل استثماري يزيد على 100 مليون دولار.
وبلغ إجمالي الدخل والأوقاف للجمعيات الخيرية في إنجلترا وويلز 77.825.024.292 جنيه استرليني، بحسب مفوضية المؤسسات الخيرية لإنجلترا وويلز.
وبلغ العطاء الخيري من قِبل الأفراد والوصايا والمؤسسات والشركات 449.64 مليار دولار في عام 2019 في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: أمور يغفل عنها رائد الأعمال بشأن المسؤولية الاجتماعية
هل من منافع؟
هناك مسألة يجب بيانها وإزالة اللبس الحادث بشأنها، فالمشاريع غير الربحية تحقق ربحًا _كما مر معنا سابقًا_ وهي وإن كانت لا تسعى إلى الربح فإنها لا ترفض الحصول عليه؛ حتى تتمكن من الوفاء بمتطلباتها وتظل قائمة تؤدي الخدمات وتنهض بالأهداف التي أنشئت من أجلها.
وبغض النظر عن مسألة تحقيق الربح تلك فإن المشاريع غير الربحية تجني مجموعة من الفوائد؛ من بينها: الإعفاء من ضرائب الدخل، القدرة على قبول التبرعات المعفاة من الضرائب للمانح، الأهلية للحصول على المنح الحكومية، الأهلية المحتملة لبعض الإعفاءات الضريبية المحلية أو على مستوى البلاد.
اقرأ أيضًا:
- المسؤولية الاجتماعية الداخلية.. ترتيب البيت من الداخل أولًا
- لماذا يجب على رواد الأعمال تبني “الرأسمالية الواعية”؟
- سواحل الجزيرة الإعلامية ترعى حفل رواد العمل الاجتماعي
- الأمير فهد بن نواف: مبادرة رواد العمل الاجتماعي تظهر دور المسؤولية الاجتماعية للشركات
- الجوهرة العطيشان: العمل الاجتماعي يعدّ رافدًا أساسيًا من روافد التنمية الوطنية