صيتة 85 أين رجال الأعمال من الجهاد بأموالهم؟

أين رجال الأعمال من الجهاد بأموالهم؟

لم تلق دعوة مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ- والتي دعا فيها رجال الأعمال، مطلع الشهر الجاري، إلى التبرع بأموالهم لصالح القوات السعودية المرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن- النتائج المرجوة؛ إذ قوبلت باستجابة متواضعة للغاية من قبل عدد محدود من رجال الأعمال.

فعلى الرغم مما حققته الدعوة من تعاطف وصدىً واسع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يتبرع بالفعل سوى الدكتور عبدالله بن محفوظ؛ رجل الأعمال الشهير، بمبلغ قدره مليون ريال، كما تبرع المهندس عساف العساف؛ إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة  100 ألف ريال ، وتلاه بندر العامري؛ رئيس مجلس إدارة شركة العامرية للاستثمار، معلنًا تخصيص 5% من أرباح شركته لصالح جنود الحد الجنوبي.

ولا يخفى على أحد المعاناة التي يواجهها أفراد القوات المسلحة السعودية، وما يضحون به للحفاظ على تراب الوطن ، وماتتطلبه مثل هذه الحروب من أموال طائلة، سواء للإنفاق على الأفراد أو المعدات من استبدال ماتم تدميره، والحاجة لقطع غيار بصفة مستمرة؛ الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الدعم المالي.

لقد سجلت المملكة عجزًا في ميزانية عام 2015 بلغ 98 مليار دولار، ومن المتوقع زيادته إلى 87 مليار دولار في ميزانية عام 2016؛ وذلك لتراجع الإيرادات بشكل ملحوظ، نتيجة تدهور أسعار النفط.

وإذا كنا لا نملك الجهاد بأنفسنا والوقوف جنبًا إلى جنب مع جنودنا البواسل على أرض المعركة، فلقد بين رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنواعًا أخرى من الجهاد؛ أهمها وأعظمها أجرًا “الجهاد بالمال”، الذي اقترن بجهاد النفس في القرآن في عَشَرة مواضع، تقدَّم فيها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في تسعة مواضع، من بينها قول الله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

وللجهاد بالمال دور كبير في رفع الروح المعنوية للجنود، وتخفيف ما يقع على عاتقهم من أعباء مادية هائلة من جهة، وحثهم على مزيد من العطاء والتفاني في الدفاع عن الأرض والدين والعرض من جهة أخرى.

أدعو  كل المؤسسات الأهلية، والبنوك، وأثرياء المملكة للمتاجرة مع الله تجارةَ لن تبور أبدًا، موقنين بفيضِ من الأموال تتدفق عليهم تباعًا، لعل الله يكتب لأمتنا الإسلامية نصرًا مؤزرًا يُثلج صدورنا جميعًا.

الرابط المختصر :

عن صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز

شاهد أيضاً

مقارنة المشاريع

مقارنة المشاريع.. فشل أم بداية نجاح؟

إذا كنت اخترت مجال المشروع الذي تريد إنشاءه وانجرفت نحو مقارنة المشاريع المماثلة به؛ فهناك …