أعلن بنك يو بي إس (UBS) السويسري تأجيل عملية نقل بعض عملاء كريدي سويس الأثرياء إلى أنظمته الخاصة لعدة أشهر. ما يمثل انتكاسة في خطة الدمج التي تسير بسلاسة حتى الآن. حسبما ذكرت وكالة رويترز
وبحسب البيان الرسمي للبنك، أكد هذا التأجيل أن البنك يواجه صعوبة في الوفاء بالموعد النهائي المحدد لنهاية شهر مارس 2026. والمخصص لاستكمال نقل جميع العملاء الذين يمتلكون حسابات داخل سويسرا.
وفي السياق ذاته، أوضح متحدث باسم “يو بي إس” أن عملية الانتقال في سويسرا “تسير وفق الخطة المقررة”.
بنك UBS يستعد لأكبر عملية دمج في التاريخ
في عام 2023، وقع البنك صفقة استحواذ طارئة لإنقاذ كريدي سويس. والتي تتضمنت أكبر اندماج مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية في عامي 2008-2009.
كما تضم عملية الدمج أكثر من مليون عميل، ومن المفترض أن تستمر لعدة سنوات.
بينما أشار بنك “يو بي إس” إلى أنه سينجز الجزء الأكبر من عملية الدمج بحلول نهاية عام 2026.
من ناحية أخرى، يتابع المستثمرون هذه العملية، نظرا لأن دمج الأنظمة التقنية والبيانات يعد محورًا أساسيًا في خطة البنك لتحقيق وفورات مالية قدرها 13 مليار دولار من خلال الاندماج.
كما يعتبر نقل العملاء إلى منصات تقنية جديدة تحديًا كبيرًا للبنوك العالمية مثل “دويتشه بنك”. حيث واجه صعوبات مماثلة في عمليات الدمج السابقة.
ميعاد نقل العملاء
ووفقا للبيان الرسمي الصادر عن البنك، أجل “يو بي إس” عملية نقل عملاء إدارة الثروات الفائقة إلى الربع الأول من عام 2026. مشددا على أن بعض هؤلاء العملاء كان من المفترض نقلهم في سبتمبر الماضي. بينما تم تحديد موجات جديدة من النقل في فبراير ومارس 2026.
كما يتضمن القرار العملاء المعنيون المسجلين عبر سويسرا، سواء من المقيمين المحليين أو العملاء الأجانب الذين يحتفظون بحسابات مصرفية سويسرية.
أسباب التأجيل
وعلى الرغم من أن أسباب التأجيل لم تتضح بعد، أوضح فرق العمل أن فرق الدمج تعمل تحت ضغط كبير، وأن تنفيذ النقل قبل نهاية العام كان سيؤدي إلى تعقيد الملفات الضريبية الخاصة بالعملاء.
كما أشار مصدران من بين الستة إلى أن البنك أجل نقل العملاء فاحشي الثراء عقب ظهور بعض الأعطال التقنية أثناء نقل فئات أخرى من العملاء الأقل ثراء.
كذلك، شملت المشكلات عمليات مالية تطلبت مراجعة. بجانب أنظمة لم تكن متاحة فورًا بعد التحويل. دون الكشف عن مدى هذه الأعطال أو تأثيرها.
ولم يعلق “يو بي إس” على الأسئلة المتعلقة بهذه الأعطال.
التحديات والمخاطر
علاوة على ذلك، كما أشارت أحد المصادر إلى أن البنك قلق من أن تتجاوز تدفقات الأموال الخارجة من حسابات عملاء “كريدي سويس” المنقولين المستويات المتوقعة.
كما شدد بنك UBS، خلال إعلان نتائجه للربع الثالث من العام، على أنه يسير على المسار الصحيح لتنفيذ عملية الدمج كما تم التخطيط لها. مشددا على تحقيق “تقدم ممتاز” مع نقل أكثر من ثلثي الحسابات المسجلة في سويسرا بنجاح حتى الآن.
نماذج اندماج البنوك
ويذكر أن عمليات اندماج البنوك تعتبر أكثر الإجراءات تعقيدًا في القطاع المالي. وغالبًا ما تحدث تحديات تشغيلية وتنظيمية كبرى للمؤسسات المستحوذة.
فعلى سبيل المثال، تسبب استحواذ دويتشه بنك على بوست بنك عام 2008 في شكاوى عملاء ومراجعات تنظيمية ودعاوى قضائية مكلفة. حيث استغرق الانتهاء من دمج الأنظمة التقنية حتى عام 2023.
نبذة عن بنك UBS
وجه المتداول السابق توم هايز، دعوى قضائية ضد بنك UBS السويسري، الذي كان يعمل به؛ للمطالبة بدفع تعويض قدره 400 مليون دولار.
وتضمنت الدعوى اتهام هايز البنك بالقضاء على حياته المهنية والشخصية. على خلفية استغلاله للادعاء العام في قضية التلاعب بأسعار الفائدة المعروفة باسم فضيحة ليبور.
كما شملت الدعوى التي رفعت يوم الإثنين، أمام محكمة في ولاية كونيتيكت الأمريكية، بأن البنك حمل توم هايز مسؤولية التلاعب بأسعار الفائدة المرجعي العالمي ليبور.
ولجا البنك إلى التخلي عن مسؤوليته أمام القضاء في “فضيحة ليبور” لحماية سمعته وتجنب غرامات بمليارات الدولارات بعد الأزمة المالية عام 2008.
وفي السياق ذاته، قال هايز في تصريحات نقلتها صحيفة The Guardian “استغرق الأمر أكثر من عقد لتبرئة اسمي من تهمة خاطئة . والآن يحمل فريقي القانوني بنك UBS مسؤولية التهم التي نسبت لي لحماية كبار التنفيذيين وإنقاذ البنك من العقوبات”.
كما أوضح هايز أن البنك ضلل السلطات البريطانية والأمريكية عبر تحقيق مزيف لتبرئة نفسه وإلقاء التهمه عليه وحده.
ومع ذلك، واجه بنك UBS عددًا من التحديات القانونية والتنظيمية. من أشهرها قضايا التلاعب بأسعار الفائدة والتهرب الضريبي في الولايات المتحدة وأوروبا.
المقال الأصلي: من هنـا


