أظهرت تحليلات «وول ستريت» أن المستثمرين لا يمتلكون القدر الكافي من الأسهم، رغم دخول مؤشر S&P 500 عامه الثالث في السوق الصاعدة واقترابه من أعلى مستوى سجله الشهر الماضي بفارق 1% فقط، في حين يتحرك مؤشر قياس حالة المستثمرين لدى دويتشه بنك حول مستوى الحياد.
وفي السياق ذاته، قال جون فلويد، رئيس قسم تداول الأسهم في الأمريكيتين لدى جولدمان ساكس: “قضى مؤشر معنوياتنا معظم العام في المنطقة السلبية. ما يعكس موقفًا محافظًا للمستثمرين المؤسسين. وجدار القلق هذا كان مرتفعًا للغاية. وهو عادةً إشارة صعودية”.
ديسمبر.. موسم تدفق أموال المستثمرين
علاوة على ذلك، يرتبط سلوك المستثمرين خلال هذه المرحلة من السنة، بتسوية المحافظ وتحسين النتائج السنوية، محور التحليلات.
كما يسلط المحللون الضوء على سؤال: ما حجم القوة الشرائية الكامنة التي ما زالت لدى المستثمرين؟ بالتزامن مع اكتمال معظم توقعات أرباح عام 2025، وعودة توقعات خفض الفائدة في 10 ديسمبر، وهدوء تدفق الأخبار الاقتصادية مع اقتراب العطلات.
هبوط مؤشر S&P 500 ينعش الزخم
كذلك، ساهم التراجع الأول للمؤشر بنسبة 5% منذ سبعة أشهر في:
-
استبعاد المستثمرين القلقين من السوق.
-
إعادة ضبط المزاج العام.
-
اختبار الفرضيات الأساسية التي قادت السوق الصاعدة.
كما أكد وورن بايز، مؤسس أبحاث 3Fourteen، أن هذا التراجع يعد كافيًا لإعادة تنشيط الاتجاه الصاعد. ليزيد تقييم الأسهم بذلك إلى زيادة الوزن.
من ناحية أخرى، قفز حجم التداول على الصناديق العاكسة (Inverse ETFs) إلى أكثر من 40% من إجمالي تداول الصناديق المعاكسة والمرفوعة.
جاء ذلك خلال فترات التراجع الواقعة في شهر نوفمبر. والذي يعتبر مستوى نادر الحدوث. والذي تكرر فقط أربع مرات خلال السنوات الأخيرة.
كما أن المتداولين الأفراد لم يقودوا موجة شراء الهبوط نظرًا للانهيار العنيف للبيتكوين من 124 ألف دولار إلى نحو 80 ألفًا. ما قيد قدرتهم على إضافة المزيد من المخاطر.
فئات تراجعت عن شراء الأسهم
من ناحية أخرى، تستعد الشركات لاستخدام موازنات إعادة شراء الأسهم لدعم السوق حتى نهاية العام. منها:
-
المستثمرون الأفراد.
-
صناديق “استهداف التقلب”.
-
صناديق CTA المعتمدة على الزخم.
هل التقييمات مرتفعة بالفعل؟
أفادت البيانات بتخصيص المستثمرين الأفراد للأسهم عند مستويات تاريخية مرتفعة. بالإضافة إلى سمع السوق العام الماضي توقعات مماثلة بموجة صعود نهاية العام. ولكن سرعان ما تبخرت مع هبوط ديسمبر. رغم الحديث عن ضعف التعرض للأسهم.
تغييرات السوق
ورغم هبوط سهم شركة NVIDIA بواقع 12.5% خلال الشهر، حافظ مؤشر S&P 500 على استقراره.
كما استجابت السوق لانتقادات “ضيق” المكاسب عبر جلسات ارتفاع واسعة النطاق. والتي لم تقدها الأسهم التقنية المتعطشة للذكاء الاصطناعي وحدها.
ومع ذلك، قفزت الارتفاعات الهائلة في القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا الكبرى. مثل قفزة قيمة Alphabet بواقع تريليوني دولار خلال 7 أشهر. ما قد يؤدي إلى:
-
التذبذب.
-
الاندفاع.
-
انتشار سلوك القطيع.
ديسمبر ينهي عام إنجازات المستثمرين
حظى المستثمرون بكثير مما يدعوهم للامتنان لعام 2025. ذلك بالتزامن مع ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 16% هذا العام.
وفيما يلي نستعرض خمس نقاط رئيسة يمكن للمستثمرين أن يشعروا بالشكر تجاهها خلال هذا العام:
- يمكن للمستثمرين أن يشعروا بالامتنان لـ تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث دفعت مؤشرات السوق التجارية إلى أعلى.
- ساهمت الشركات العملاقة في دعم هذا التطور. رغم المخاوف من حدوث فقاعة محتملة بسبب تمركز السوق. حيث تشكل أكبر 10 شركات نحو 40% من وزن مؤشر S&P 500 .
- بالإضافة إلى ذلك، يرتفع سعر الذهب في حالة تراجع الأسهم. حيث يعتبر ملاذًا آمنًا كلاسيكيُا.
أما بالنسبة للمستثمرين الذين يملكون الذهب فقد استفادوا من زيادة بواقع 56% هذا العام. بالتزامن مع صعود سوق الأسهم.
يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بالقلق من ارتفاع مستويات الدين الحكومي والتوترات الجيوسياسية.
علاوة على ذلك، رفع ترامب متوسط التعريفة الجمركية على الواردات الأمريكية إلى نحو 13% بدلًا من 2.3% سابقًا. ذلك على الرغم من تخفيف التعريفات الأكثر صرامة. وبالتالي، حذر المستثمرون الاقتصاديون من انفجار التضخم نتيجة لذلك.
بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) قليلًا من المستوى المستهدف. في حين لم يصل إلى حد يمنع البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة في سبتمبر وأكتوبر. بالتزامن مع خفض آخر خلال ديسمبر.
ومع ذلك، أكد خبراء الاستثمار طويل الأمد أن 2025، كان عامًا مليئًا بالتقلبات والتحديات الاستثنائية لمستثمري البيتكوين، مع تأثيرات اقتصادية وسياسية بارزة. إلا أن التوجه العام يشير إلى آفاق إيجابية وفرص نمو مستقبلية. وهو ما يشجع على الحفاظ على إستراتيجيات استثمارية متوازنة ومرنة تتماشى مع ديناميكيات السوق المتغيرة.
المقال الأصلي: من هنـا



