بينما عايش الغالبية العظمى من أبناء الجيل الحالي فجوة واضحة في الادخار للتقاعد. إذ لا يسير معظمهم على المسار الصحيح للتقاعد بمال كاف. فإن باحثين سلطوا الضوء على أن هناك خيارات متاحة لتعديل هذا المسار، تعتمد جميعها على تنازلات.
وبحسب أبحاث “فانغارد”، فلا يتجاوز عدد العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 61 و65 عامًا ـ أصغر فئة من جيل الطفرة ـ 40% ممن هم على المسار المالي الصحيح للتقاعد.
تفسير الأجيال لمدخرات التقاعد
في حين تشير التقديرات إلى أن هؤلاء فقط سيتمكنون من الحفاظ على مستوى معيشتهم الحالي بعد التقاعد.
من ناحية أخرى، يفترض أن يعاني الباقين من عجز مالي. حيث سيواجه الشخص النموذجي بين 61 و65 عامًا عجزًا سنويًا قدره 9,000 دولار خلال التقاعد. ما يمثل فجوة بنسبة 24% من احتياجاته التمويلية.
كذلك، تتزامن هذه النتائج مع تحول ديموغرافي تاريخي في الولايات المتحدة، يعرف باسم “ذروة الستين والخمسين” ـ Peak 65 ـ حيث يصل أكثر من 4 ملايين شخص سنويًا، أو 11 ألف شخص يوميًا، إلى سن 65 من عام 2024 حتى 2027.
بالتالي، لا يزال العدد الصحيح للأموال المطلوبة للتقاعد مجهولا. إذ لا يمكن التنبؤ بالعمر المتوقع أو تكاليف الرعاية الصحية أو الرعاية الطويلة الأمد. لكن من المؤكد أن الذين يقتربون من التقاعد باتوا في موقع أصعب من الأجيال الأصغر.
ففي حين يملك جيل “زد” وجيل “واي” عقودًا من الزمن لتصحيح مسار الادخار، والاستفادة من التراكم المركب، يفتقر كبار السن إلى تلك الميزة الزمنية.
كما يحتفظ من يقتربون من التقاعد بنسبة أقل من الأسهم، المحرك الرئيس لنمو محافظ التقاعد. نظرا لمخاطر السوق قبل بدء السحب من المدخرات.
كذلك، سكون هناك تداعيات اقتصادية أكبر إذا اضطر عدد كبير من المتقاعدين المحتملين، لخفض إنفاقهم للحفاظ على مدخراتهم.
وفي السياق ذاته، قال ديفيد بلانشيت، المخطط المالي المعتمد ورئيس أبحاث التقاعد في “بروودنشال” ” يطلق بعض الخبراء جرس الإنذار ويتحدثون عن أزمة تقاعد، لكن الوضع ليس بالقدر الذي يبدو عليه.”
ولكن، يملك أبناء جيل الطفرة ثلاث طرق رئيسية يمكن أن تساعدهم في سد فجوة الاستعداد للتقاعد، وإن كانت ليست مناسبة للجميع.
زيادة فترات العمل
كما يصف بلانشيت تأجيل التقاعد بأنه “الحل السحري” لتقليص فجوة التمويل التقاعدي.
ويقول: “حتى بضع سنوات إضافية من العمل يمكن أن تحدث فارقًا هائلًا في نتائج التقاعد.”
يسهم العمل لفترة أطول في الآتي:
-
زيادة الادخار خلال سنوات الدخل المرتفع
-
رفع قيمة معاش الضمان الاجتماعي مدى الحياة بفضل تأخير المطالبة
-
تقليل عدد سنوات التقاعد التي تحتاج إلى تمويل
كما تشير “فانغارد” إلى أن تأجيل التقاعد لعامين فقط ،أي التقاعد عند سن 67، يرفع نسبة من هم على المسار الصحيح من 40% إلى 47%.
وبحسب مسح «ثقة التقاعد» لعام 2025، غادر 40% من المتقاعدين سوق العمل مبكرًا لأسباب خارجة عن إرادتهم، من بينها: مشكلات صحية، فقدان الوظيفة، إعادة الهيكلة.
التوجه نحو التأجير بدلا من الامتلاك
يعود عدم جاهزية جيل الطفرة لتقاعد مريح إلى التحول من نظام التقاعد القائم على المعاشات إلى نظام 401(k). ما جعلهم بين مرحلتين ولم يستفيدوا بالكامل من أي منهما.
من ناحية أخرى، فإن أغلبية هذا الجيل تمتلك منزلًا.
ووفقا لبيانات أبحاث “فانغارد” يمتلك 86% من أبناء جيل الطفرة يمتلكون منازل. بينما يبلغ صافي قيمة المنزل لديهم 113 ألف دولار.
وإذا استخدمت هذه القيمة، فإن نسبة الاستعداد للتقاعد ستزيد من 40% إلى 60%.
كيفية الاستفادة من قيمة المنازل؟
-
التحول إلى الإيجار بدلا من السعي وراء التمليك
-
بيع المنزل والانتقال لمسكن أصغر
-
الانتقال إلى منطقة أقل تكلفة
-
الاقتراض بضمان المنزل عبر الرهن العكسي أو خط ائتمان للملكية العقارية (HELOC)
بينما يظل هذا الاختيار حساسًا، حيث:
-
يشكل المنزل جزءًا مهمًا من الهوية والارتباط العاطفي
-
بيع المنزل يعني فقدان المجتمع والعلاقات الاجتماعية
-
يدفع زيادة سعر الفائدة بعض المالكين إلى التمسك بقروضهم القديمة منخفضة الفائدة
-
إجراءات القروض العقارية معقدة وتكاليفها مرتفعة
3. تقليل معدلات الإنفاق قبل وبعد التقاعد
يكمن الخيار الثالث في حفض النفقات.
كذلك، يوصي بلانشيت بادخار المزيد في السنوات الأخيرة من العمل لتنمية المدخرات وإجبار الأسر على التكيف مع دخل أقل.
كما أفادت الأبحاث أن:
-
المتقاعد المثالي يقلل إنفاقه بواقع 20% عند دخول التقاعد
-
بينما يرضى 90% من المتقاعدين بدرجة متوسطة أو كبيرة عن حياتهم بعد التقاعد
لذا، لا يعني خفض الإنفاق بالضرورة تراجع جودة الحياة، رغم المخاوف المتكررة من “أزمة التقاعد”.
المقال الأصلي: من هنـا


