عادة ما يتجه أغلب الشباب من جيل زد إلى البحث عن فرص عمل خلال موسم العطلات. ولكن المفارقة أن بعض الوظائف الأكثر طلبًا تعد الأكثر “مللًا” في الولايات المتحدة. بجانب تعرضها للاستبدال بأدوات الذكاء الاصطناعي.
وخلال السنوات الخمس الماضية تنحى نحو 340 ألف محاسب من المهنة. كما أكدت البيانات أن 75% من المحاسبين المتبقين سيغادرون خلال العقد المقبل.
وذلك بالتزامن مع خروج جيل كبار السن ورفض جيل الألفية مجالًا يرونه روتينيًا ورتيبًا. ما يؤدي إلى وجود أزمة نقص حاد في المواهب داخل القطاع. ومع ذلك تمثل هذه الفجوة فرصة ذهبية لجيل زد.
وبحسب تحليل جديد لمنصة “Monster” تعد وظيفة محاسب الضرائب هي الوظيفة الأكثر طلبًا في السوق.
جيل «زد» يحفّز ظهور الوظائف الموسمية
كما أظهر تقرير Monster أن العمل الموسمي ليس مجرد راتب قصير المدى، بل غالبًا ما يكون بداية رحلة مهنية أطول. مشددًا على أن العديد من الشركات تستخدم التوظيف الموسمي لاختبار أداء موظفين محتملين قبل تثبيتهم بوظائف دائمة.
كذلك يتطلب من المتقدمون الحصول على درجة البكالوريوس في المحاسبة. بينما يسمح الحصول على شهادة محاسب قانوني CPA بالوصول إلى رواتب قد تصل إلى 200 ألف دولار سنويًا.
قائمة الوظائف الموسمية الأكثر طلبًا
-
محاسب ضرائب.
-
ممثل خدمة عملاء.
-
مستشار تجميل.
-
سائق توصيل.
-
إخصائي تقني.
-
ممثل مبيعات.
-
عامل مخزن.
-
مناول مواد.
-
مصور.
-
إخصائي مبيعات بالتجزئة.
-
سائق شاحنات
-
Concierge.
-
عامل استلام.
-
مساعد تخزين.
-
نادل.
-
بائع بالتجزئة.
-
باريستا.
-
بائع كتب.
-
طاهٍ.
-
عامل نظافة.
وبالتالي تتركز القائمة في مجالات الخدمات، والضيافة، وسلاسل التوريد.
الوظائف الموسمية الأعلى أجرًا
علاوة على ذلك كشفت أبحاث منفصلة عن أن مهن الضيافة، مثل: النادل والبارستا، تحظى بارتفاع ملحوظ في الأجور يفوق وظائف المكاتب.
كما أفاد تحليل Bankrate بأن أجور العاملين في الضيافة ارتفعت بواقع 30% منذ عام 2021، متجاوزة التضخم بأكثر من 4%.
واكتشف أيضًا العديد من الشباب قدرتهم على تحقيق رواتب تتجاوز 100 ألف دولار دون شهادة جامعية؛ من خلال الدخول في المهن الحرفية التقليدية.
في حين أصبحت الوظائف الموسمية بوابة غير متوقعة نحو فرص عمل طويلة الأمد. ويأتي ذلك بالتزامن مع ركود سوق الوظائف المكتبية وتصنيف ملايين من جيل زد ضمن فئة NEETs.
نهاية الوظيفة الموسمية هي نقطة بداية الحياة المهنية
يختتم الباحثون في تقرير Monster قائلين: “من خلال إظهار الحماس والقدرة على التكيف والموثوقية، يمكن للمرشحين الحصول ليس فقط على موسم ناجح. بل أيضًا على فرص طويلة المدى بعد انتهاء العطلات”.
جيل «زد» يغيّر نمط الحياة العملية التقليدية
كما يدير كثير من الشباب عدة أعمال جانبية في وقت واحد بسبب الضغوط المالية ورغبتهم في التحكم بوقتهم؛ ما قد يؤدي إلى الإرهاق والحاجة للموازنة.
وفي الاقتصاد الحالي يشعر كثير من أفراد الجيل زد بأن العمل الجانبي ضروري ليتمكنوا من عيش نمط الحياة الذي حظي به آباؤهم.
فيما تظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن عدد الأشخاص الذين يعملون في أكثر من وظيفة بدوام كامل ارتفع خلال السنوات الأخيرة وبلغ مستوى قياسيًا بأغسطس 2022، وكان الجيل زد في الصدارة.
كما أظهر استطلاع «باي تشيكس» أن نحو نصف الجيل زد يعملون في وظيفتين أو أكثر، مقارنة بالأجيال الأخرى.
أيضًا كشف استطلاع «ديلويت 2022» عن أن ثلث جيل زد يقلق بشأن تكاليف المعيشة أكثر من أي شيء آخر، وأن 45% منهم يعيشون من راتب إلى راتب، وما يزيد على ربعهم لا يعتقدون أنهم سيتمكنون من التقاعد براحة.
ووجد استطلاع «فريدي ماك» أن نحو 34% من الجيل زد يظنون أنهم لن يتمكنوا يومًا من شراء منزل.
وغالبًا ما يتحول العمل الجانبي إلى عمل أساسي؛ ما يصنع رواد أعمال مدفوعين بالضرورة وليس بالابتكار. وفي الواقع تفترض «ماكينزي» أنه في ظل اقتصاد يعاني من تضخم مرتفع وديون طلابية وبطاقات ائتمان مرتفعة وتكاليف إسكان باهظة فإن الجيل زد يبحث في الحقيقة عن رواتب مستقرة نسبيًا أكثر من سعيه وراء مشاريع جانبية.
ريادة الأعمال.. أهم مستهدفات جيل «زد»
يعيد الجيل الجديد رسم ملامح مستقبل العمل. إذ يوازنون بين الوظائف التقليدية والمشاريع الجانبية، ويسعون بنشاط إلى بناء أعمالهم الخاصة.
وأحد العناصر الرئيسة لريادة الأعمال لدى جيل زد هو صعود «اقتصاد صُنّاع المحتوى». كما أصبح المؤثرون وصانعو المحتوى قوة مهيمنة، يستغلون حضورهم عبر الإنترنت لبناء أعمال ناجحة.
ووفقًا لتقرير «سي بي إس نيوز» فإن 86% من الشباب الأمريكيين يطمحون لأن يصبحوا مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث توفر هذه المهنة فرص دخل تفوق كثيرًا المسارات التقليدية.
ويدرك رواد الأعمال من هذا الجيل أهمية الأصالة، ونجحوا في بناء علاقات قوية مع جماهيرهم تمنحهم ميزة فريدة عند تأسيس شركاتهم.
بينما يمثل ولع جيل زد بالعالم الرقمي قوة دافعة خلف نجاحهم. فهم «رقميون بالفطرة» نشأوا مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما يمنحهم قدرة طبيعية على التنقل في البيئة الرقمية. وساعدهم ذلك على بناء علامات شخصية وجني الأرباح من نفوذهم عبر الشراكات، والمحتوى المدفوع، وبيع المنتجات.
كذلك استعرضت منصتا «ذا سوشيال ستاندرد» و«غو دادي» قصصًا لرواد أعمال من هذا الجيل حققوا نجاحًا كبيرًا كمؤثرين وصناع محتوى.
المقال الأصلي: من هنـا



