كشقت صحيفة فايننشال تايمز ، الأسبوع الماضي، أن تيم كوك،؛ الرئيس التنفيذي لشركة آبل، سيستقيل من منصبه العام المقبل 2026.
ورغم أن هذا الخبر لم يؤثر في سعر سهم الشركة، فقد أشعل نقاشات واسعة بين محبي الشركة والمحللين التقنيين.
وصنف بعض المعارضين اعتبار كوك مجرد مدير “مشروعات” أو “محاسب”، وليس القيادي المناسب لإدارة أكبر شركة تكنولوجيا استهلاكية في القرن الحادي والعشرين. خاصة بعد عهد ستيف جوبز، العقل الإبداعي الذي غير معايير الصناعة.
واليوم، يرشح هؤلاء تولي جون تيرنوس، الذي يشغل منصب نائب رئيس قسم هندسة العتاد في آبل، منصب الرئيس التنفيذي لما يمتلكه من رؤية إبداعية مماثلة لرؤية جوبز.
بينما تعتبر هذه الفكرة تقليلًا كبيرًا من حجم إنجازات تيم كوك. ولصالح آبل. حيث يأمل البعض الآخر أن يكون الرئيس التنفيذي المقبل مزيجًا من صفات كوك وجوبز. نظرًا إلى أن كليهما قدم ما لا يمكن الاستغناء عنه، ولكل منهما دوره في نجاح الشركة.
تيم كوك.. القائد الذي اختلف عليه النقاد
بحسب تقرير فاينانشيال تايمز، يعتبر وصف تيم كوك، أنه ليس رجل منتجات تعبير ظالم له. حيث يكفي النظر إلى قائمة المنتجات والخدمات الثورية التي أطلقتها آبل منذ توليه القيادة في عام 2011.
ففي 2014، أطلقت الشركة Apple Pay، الذي أحدث ثورة في الدفع الإلكتروني اللا تلامسي إلى الجمهور العالمي لأول مرة.
بينما أعادت آبل تعريف مفهوم الساعة الذكية عبر Apple Watch في 2015. كما أطلقت الشركة Apple Music كأول منافس حقيقي لمنصة سبوتيفاي المتخصصة في خدمات البث الموسيقي.
كذلك، أطلقت آبل AirPods ، والتي قلبت صناعة السماعات رأسًا على عقب وأصبحت الأكثر مبيعًا عالميًا.
وفي 2017 قدمت iPhone X الذي تخلى عن زر الشاشة الرئيسة واعتمد تصميم الشاشة الكاملة وميزة Face ID. كأفضل نظام للتعرف على الوجه حتى اليوم.
كما توسعت الشركة خلال الفترة بين 2019 و2020 بشكل ضخم في قطاع الخدمات بإطلاق: Apple Card ،Apple TV+Apple Arcade ، Apple Fitness+ ، Apple News+.
علاوة على ذلك، اتخذت الشركة خطوة تقنية غير مسبوقة منذ عقود عبر الانتقال من معالجات إنتل إلى معالجات Apple Silicon. ما أعاد الحيوية لمبيعات ماك وأتاح تصاميم جديدة مذهلة. كذلك في عام 2024، طرحت آبل في تحت إدارة تيم كوك جهاز Apple Vision Pro.
وعلى الرغم من أن المبيعات لا توافق التوقعات حتى الآن، يضم هذا الجهاز تقنيات مبتكرة تفوق ما احتوته النسخ الأولى من الآيفون والآيبود.
يذكر أن كوك ليس مهندسًا، لكنه كان يشرف على فرق التصميم والهندسة ويمنحهم الثقة اللازمة لإطلاق منتجات يصعب تخيل حياتنا بدونها.
وعند وفاة جوبز، كانت آبل تعتمد على أربعة منتجات أساسية فقط: الماك، والآيبود، والآيباد، والآيفون.
بينما أضافت الشركة في عهد كوك: AirPods، Apple Watch، iPad Pro، وVision Pro. بالإضافة إلى تطويرات جوهرية للآيفون والماك. فكيف يمكن بعد كل ذلك اعتبار تيم كوك “ليس رجل منتجات”؟
تيم كوك يدير المهمة الأصعب في تاريخ الشركة
لا يكمن الإنجاز الحقيقي لكوك في طرح هذه المنتجات، بل في نجاحه لخلافة المؤسس ستيف جوبز. حيث أصبح من السهل أن تنهار آبل بعد خسارة قائدها المؤسس، خصوصًا أن الكثيرين يرون أن جوبز هو المؤسس الحقيقي لآبل.
كما بلغت المعنويات أدنى مستوياتها، والقلق بلغ ذروته. أي رئيس تنفيذي آخر قد كان سيفشل في توجيه الشركة. أو حتى في الحفاظ على استقرارها.
ولو رأى جوبز اليوم منتجات مثل Apple Watch وAirPods وVision Pro، فالغالب أنه سيقول: “رائع!” ويفخر بمسار الشركة التي بناها.
إيرادات شركة آبل في عهد تيم كوك
ففي عام 2010 حققت الشركة حوالي 65 مليار دولار. بينما بلغت الإيرادات بنهاية 2025 أكثر من 416 مليار دولار. كذلك حققت الشركة عند وفاة جوبز حوالي 350 مليار دولار. أما الآن بلغت إيرادات الشركة 4 تريليونات دولار.
وعلى الرغم من ذلك، واجه كوك تحديات لم يكن جوبز يتخيلها، حيث تحولت الشركة إلى جزءًا من العمل السياسي والدبلوماسي العالمي.
كذلك، تحول دور الرئيس التنفيذي إلى مزيج من القيادة التجارية والعلاقات الدولية. إذ قاد هذه المرحلة الحساسة باحترافية.
من المرشح القادم لرئاسة آبل ؟
أظهرت قضية تعويضات إيلون ماسك الأخيرة أن العديد من الشركات تعتمد بشكل كبير على شخصية رئيسها التنفيذي.
وبالتالي اتخذت آبل في العقد الأول من الألفية وضع مماثل، إذ اعتقد كثيرون أن مستقبلها يعتمد بالكامل على جوبز.
بينما لم تحصل الشركة على فرصة اختيار خليفة جوبز، واضطرت للتعامل مع الواقع. ولكنها كانت محظوظة بأن يتولى تيم كوك المنصب خليفة لجوبز.
وبحسب التقارير، مغ اقتراب نهاية عهد كوك قد تواجه آبل “ثاني أصعب مهمة في تاريخ الأعمال”. ألا وهو العثور على رئيس تنفيذي يواصل مسيرة النجاح بعد تيم كوك.
سواء كان جون تيرنوس هو الشخص المناسب أم لا، من المرجح أن يتطلب المنصب شخصًا يوازن بين صرامة كوك الإستراتيجية ورؤية جوبز الإبداعية.
المقال الأصلي: من هنـا



