سجّلت أسعار الذهب والفضة والبلاتين مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعةً بزخم قوي من المضاربات وتراجع السيولة في نهاية العام.
إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد رهانات الأسواق على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة، وهو ما عزز الطلب على المعادن النفيسة كملاذات آمنة.
وجاء هذا الأداء الاستثنائي في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ما دفع المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في الأصول غير المدرة للدخل، وعلى رأسها الذهب والفضة. وسط توقعات باستمرار الدعم السعري خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق عكست تحركات الأسعار حالة من الزخم القوي في السوق؛ حيث تفاعلت المعادن النفيسة مع عدة عوامل متداخلة. شملت: ضعف الدولار، وتراجع السيولة الموسمية، إضافة إلى تنامي المخاطر الجيوسياسية على الساحة الدولية.
الذهب والفضة عند قمم تاريخية
ووفقًا لما أوردته “رويترز” سجّل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 4504.79 دولارًا للأونصة، بحلول الساعة 04:23 بتوقيت جرينتش. بعدما لامس في وقت سابق مستوى قياسيًا بلغ 4530.60 دولارًا.
في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 0.7% لتسجل 4535.20 دولارًا.

وفي السياق ذاته قفز سعر الفضة الفوري بنسبة 3.6% ليبلغ 74.56 دولارًا للأونصة. بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 75.14 دولارًا. مدعومًا بقوة الطلب الاستثماري والصناعي على حد سواء.
وفي هذا الجانب قال كيلفن وونغ؛ كبير محللي السوق في شركة OANDA، إن زخم السوق والمضاربين يقودان ارتفاع أسعار الذهب والفضة منذ أوائل ديسمبر الجاري.
وأشار إلى أن ضعف السيولة في نهاية العام، إلى جانب توقعات استمرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، أسهمت مجتمعة في دفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة.
مكاسب سنوية غير مسبوقة
وأضاف وونغ أنه بالنظر إلى النصف الأول من عام 2026 قد يصل سعر الذهب إلى مستوى 5000 دولار. بينما يحتمل أن تصل الفضة إلى نحو 90 دولارًا، في حالة إن استمرت العوامل الداعمة الحالية.
وشهد الذهب ارتفاعًا قويًا هذا العام، مسجلًا أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979. مدفوعًا بتخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار الغموض الجيوسياسي. إلى جانب الطلب القوي من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة، واستمرار تراجع الدولار.
وفي المقابل قفزت الفضة بنسبة 158% منذ بداية العام. متجاوزة مكاسب الذهب التي بلغت نحو 72%، مدعومة بالعجز الهيكلي في المعروض. وإدراجها ضمن المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، فضلًا عن الطلب الصناعي القوي.
البلاتين والبلاديوم يواصلان الصعود
وعلى صعيد المعادن الأخرى ارتفع سعر البلاتين الفوري بنسبة 7.8% ليصل إلى 2393.40 دولارًا للأونصة. بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2429.98 دولارًا في وقت سابق.
بينما صعد سعر البلاديوم بنسبة 5.2% إلى 1771.14 دولارًا، عقب تسجيله أعلى مستوى له في ثلاث سنوات خلال الجلسة السابقة. مع اتجاه جميع المعادن النفيسة لتحقيق مكاسب أسبوعية.
وشهدت أسعار البلاتين والبلاديوم، المستخدمين على نطاق واسع في المحولات الحفزية للسيارات، ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة شح المعروض وعدم استقرار الرسوم الجمركية.
علاوة على تحوّل جزء من الطلب الاستثماري من الذهب؛ حيث ارتفع سعر البلاتين بنحو 165% والبلاديوم بأكثر من 90% منذ بداية العام.
في حين قال جيغار تريفيدي؛ كبير محللي الأبحاث في شركة ريلاينس للأوراق المالية في مومباي، إن الطلب الصناعي القوي يدعم أسعار البلاتين.
ولفت إلى أن تجار التجزئة في الولايات المتحدة يتولون تغطية مراكزهم وسط مخاوف متعلقة بالعقوبات. ما يسهم في الحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة.


