يؤثر الإجهاد المرتبط بالعمل على ملايين الأشخاص حول العالم، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب؛ ما يجعل فهم علاماته وكيفية الحصول على الدعم أمرًا بالغ الأهمية.
الاكتئاب في العمل
إذا كنت تشعر بالاكتئاب أثناء العمل، فأنت لست وحدك؛ إذ تؤثر أعراض مثل الحزن، والقلق، وفقدان الحافز، وصعوبة التركيز، على ملايين الأفراد سنويًا. حيث تشير التقديرات إلى إصابة أكثر من 21 مليون بالغ أمريكي بذلك وحده.
نظرًا لأن الموظفين بدوام كامل يقضون ما معدله 8.5 ساعة يوميًا في العمل. فمن المفهوم أن الإجهاد المرتبط بالعمل يمكن أن يسهم في تفاقم الاكتئاب.
وتظهر الأبحاث الصادرة في عام 2024 وجود ارتباط قوي بين ضغط العمل والاكتئاب. خاصة العوامل الناتجة عن إجهاد الوظيفة وعدم التوازن بين الجهد والمكافأة. إن فهم هذه الروابط يساعدك على التعرف على العلامات والبحث عن الدعم.
ما هو اكتئاب العمل؟
في حين أن الوظيفة بحد ذاتها قد لا تسبب الاكتئاب. إلا أن بيئة العمل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل منه.
وتقول الدكتورة راشمي بارمار؛ طبيبة نفسية: “يمكن أن تكون أي بيئة عمل أو وظيفة سببًا محتملاً أو عاملًا مساهمًا في الاكتئاب. اعتمادًا على مستوى الإجهاد والدعم المتوفر في مكان العمل”.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن أن تؤدي بيئة العمل السلبية إلى:
- مخاوف تتعلق بالصحة العقلية والجسدية.
- التغيب عن العمل.
- فقدان الإنتاجية.
- زيادة تعاطي المواد المخدرة.
كما تشير منظمة الصحة العقلية الأمريكية إلى أن الاكتئاب يُصنّف ضمن المشاكل الثلاثة الأولى في مكان العمل بالنسبة لمتخصصي مساعدة الموظفين.
وتؤكد “بارمار” أن الوعي والكشف المبكر هما المفتاح. مضيفةً: “الاكتئاب حالة معقدة تتنوع في مظاهرها وتأثيراتها، ومجموعة متنوعة من العوامل المتعلقة بالعمل وغير المتعلقة به قد تلعب دورًا في معاناة أي شخص من اكتئاب مكان العمل”.
ما هي العلامات؟
تتشابه علامات الاكتئاب في العمل مع الأعراض العامة للاكتئاب. لكن بعضها قد يظهر بشكل أكثر تحديدًا في بيئة العمل. تؤثر هذه الحالة على مستوى أدائك في وظيفتك وكذلك في المنزل.
ومن أبرز العلامات الشائعة:
- زيادة مستويات القلق، خاصة عند التفكير في العمل خارج ساعات الدوام أو التعامل مع المواقف الضاغطة.
- مشاعر عامة بالملل والرضا الذاتي عن الوظيفة.
- انخفاض الطاقة وقلة الحافز، والتي قد تظهر أحيانًا كملل من المهام.
- مشاعر الحزن المستمرة أو المزاج المنخفض لفترات طويلة.
- فقدان الاهتمام بالمهام في العمل، وخاصة الواجبات التي كنت تجدها ممتعة ومُرضية سابقًا.
- مشاعر اليأس، والعجز، وانعدام القيمة، أو الشعور بالذنب الغامر.
- عدم القدرة على التركيز على مهام العمل وصعوبة تذكر المعلومات الجديدة.
- ارتكاب أخطاء مفرطة في المهام اليومية.
- زيادة أو نقصان في الوزن أو الشهية.
- شكاوى جسدية مثل الصداع، والإرهاق، واضطراب المعدة.
- زيادة التغيب أو التأخر في الوصول والمغادرة المبكرة.
- ضعف القدرة على اتخاذ القرارات.
- سرعة الانفعال، أو زيادة الغضب، وانخفاض تحمل الإحباط.
- نوبات بكاء أو دمع في العمل، مع أو بدون محفزات واضحة.
- مشاكل في النوم أو النوم المفرط (مثل أخذ قيلولة خلال ساعات العمل).
علامات قد يلاحظها زملاء العمل:
حتى لو كنت جيدًا في إخفاء الأعراض، هناك علامات قد يلاحظها زملاؤك، وفقًا للدكتورة “بارمار”:
- الانسحاب أو العزلة عن الآخرين.
- إهمال النظافة الشخصية أو تغيير كبير في المظهر.
- التأخر في الوصول، أو الاجتماعات الفائتة، أو أيام الغياب المتزايدة.
- التسويف، وتفويت المواعيد النهائية، وانخفاض الإنتاجية، وضعف الأداء، وصعوبة اتخاذ القرارات.
- اللامبالاة الظاهرة، والنسيان، والانفصال، وعدم الاهتمام بالأشياء.
- ظهور التعب أو الإرهاق خلال معظم اليوم.
- سرعة الانفعال، أو الغضب، أو الشعور بالإرهاق، أو الانفعال الشديد أثناء المحادثات (قد يبدأ في البكاء فجأة).
- نقص الثقة بالنفس أثناء محاولة أداء المهام.
لماذا قد تشعر بالاكتئاب في العمل؟
هناك أسباب متنوعة لتفاقم أعراض الاكتئاب. وبالرغم من أن التجارب تختلف، إلا أن هناك عوامل مشتركة تسهم في اكتئاب العمل، منها:
- الشعور بأنه ليس لديك سيطرة على قضايا العمل.
- الشعور بأن وظيفتك مهددة.
- العمل في بيئة عمل سامة.
- العمل المفرط أو الأجر المنخفض.
- التعرض لـالتحرش أو التمييز في مكان العمل.
- العمل في ساعات غير منتظمة.
- الافتقار إلى التوازن بين العمل والحياة الخاصة.
- العمل في بيئة لا تتوافق مع قيمك الشخصية.
- القيام بعمل لا يخدم أهدافك المهنية.
- ظروف العمل السيئة أو غير الآمنة.



