شهد القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا خلال السنوات الأخيرة. مدفوعًا بمستهدفات رؤية 2030 الطموحة. فمنذ إطلاقها، عملت المملكة على تطوير بنيتها التحتية، وتنويع خياراتها السياحية، وفتح أبوابها للزوار من جميع أنحاء العالم.
ولم تعد السياحة مجرد قطاع اقتصادي، بل أصبحت ركيزة أساسية لتعزيز التبادل الثقافي، ونقل المعرفة، وإبراز الهوية السعودية الغنية. فيما يأتي هذا التطور ليس فقط ليزيد من أعداد السياح، بل ليقدم تجربة فريدة تجمع بين أصالة التاريخ وحداثة الحاضر. وتضع المملكة على خارطة السياحة العالمية كوجهة أساسية على مدار العام.
إطلاق برنامج شتاء السعودية 2025
وفي خطوة تؤكد التزامها بتعزيز مكانتها السياحية، أطلق معالي وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، الأستاذ أحمد الخطيب، برنامج “شتاء السعودية 2025” تحت شعار “حيّ الشتاء”.
جاء الإعلان خلال حفل كبير في الرياض بحضور أكثر من 120 شريكًا من القطاع الخاص، مما يعكس الشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف السياحية.
في حين، يهدف البرنامج إلى استغلال إنجازات القطاع السياحي خلال الأعوام الماضية، ومواصلة جذب الزوار من مختلف الأسواق الإقليمية والدولية. وكما أوضح معالي الوزير، يسعى البرنامج إلى تحقيق هدف المملكة المتمثل في استقبال 150 مليون سائح بحلول عام 2030.
محاور البرنامج:
كما يتميز برنامج شتاء السعودية 2025 بكونه شاملًا ومتنوعًا. حيث يمتد حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، ويشمل:
- منتجات وعروض سياحية: سيتم إطلاق أكثر من 1,200 منتج سياحي وما يزيد على 600 عرض خاص، مما يتيح للزوار خيارات واسعة تلائم جميع الأذواق والميزانيات.
- وجهات رئيسية ونوعية: يركز البرنامج على وجهات سياحية رئيسية مثل: الرياض، الدرعية، جدة، العُلا، البحر الأحمر، والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى وجهات نوعية أخرى مثل القصيم، حائل، والمدينة المنورة. وهذا التنوع يعكس الثراء الطبيعي والمناخي والثقافي للمملكة.
- فعاليات عالمية: تتضمن أجندة الشتاء فعاليات عالمية المستوى مثل بطولة العالم للراليات، وسباقات الزوارق السريعة في جدة. بالإضافة إلى فعاليات نوعية بالتعاون مع شخصيات عالمية مثل مستر بيست، وفعالية WWE رويال رامبل ضمن فعاليات موسم الرياض، ومهرجان نبض العلا.
- دعم القطاع الخاص: أكد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، الأستاذ فهد حميدالدين، على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص. حيث ستكون هناك منصة موحدة لعروض الشتاء تهدف إلى تحفيز الإنفاق واستقطاب المزيد من السياح.
فيما يمثل برنامج شتاء السعودية 2025 خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية على مدار العام. فمن خلال المزيج الفريد من التجارب الثقافية، والفعاليات العالمية. والمنتجات السياحية المتنوعة. يؤكد البرنامج التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤيتها الطموحة، وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي والسياحي.
بدوره قال الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين، إن هناك طموحات هذا الشتاء بتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص عبر المنصة الموحدة لعروض شتاء السعودية. بما يسهم في تحفيز الإنفاق واستقطاب المزيد من السياح من جميع أنحاء العالم”.
برنامج صيف السعودية 2025
يذكر أن برنامج صيف السعودية 2025 حقق أرقامًا قياسية. إذ بلغ عدد السياح من الداخل والخارج في جميع وجهات السعودية أكثر من 32 مليون سائح. مسجلًا نموًا بنسبة (26%) مقارنة بموسم صيف 2024. كما سجل إنفاق السياح من الداخل والخارج خلال الموسم نحو (53.2) مليار ريال سعودي. محققًا نموًا بنسبة (15%) عن صيف العام الماضي. كما حققت عسير نموًا استثنائيًا بعدد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة (49%).
كما يأتي هذا النجاح امتدادًا لجهود منظومة السياحة السعودية في تطوير القطاع وتعزيز الترويج للمقومات السياحية الوطنية. ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى ترسيخ مكانة السعودية وجهة سياحية عالمية رائدة. عبر استحداث منتجات سياحية نوعية. واستضافة الفعاليات العالمية والأنشطة الثقافية، والارتقاء بجودة الخدمات السياحية بما يلبّي تطلعات السياح ويحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
علاوة على ذلك، كان معالي وزير السياحة قد أطلق في يونيو 2025 برنامج صيف السعودية تحت شعار “لوّن صيفك”. وذلك خلال ورشة عمل جمعت منظومة السياحة السعودية بالشركاء من القطاع الحكومي والقطاع الخاص. واستهدف ترويج ست وجهات سياحية متنوعة، منها البحرية في جدة والبحر الأحمر. والجبلية في كلٍ من الطائف والباحة وعسير، والفعاليات الكبرى مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية وموسم جدة وموسم عسير. التي ضمت العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات والعروض المميزة.
يذكر أن جهود منظومة السياحة مستمرة في جذب السياح من مختلف دول العالم طوال العام. فالاستعدادات قائمة لإطلاق موسم الشتاء قريبًا، الذي سيحمل معه الكثير من الفعاليات العالمية والمنتجات السياحية المبتكرة.




