في عصر يتضاعف فيه حجم المعرفة كل 12 شهرًا، أصبحت القدرة على التعلم السريع والاحتفاظ بالمعلومات من أهم المهارات التي تميز القادة والعلماء وحتى الأشخاص العاديين الناجحين.
لكن السؤال الأهم: لماذا يبدو بعض الناس قادرين على استيعاب مفاهيم معقدة في ساعات، بينما يكافح آخرون لأسابيع؟ الدراسات الحديثة في علمي الأعصاب والنفس التربوي، تكشف أن التعلم الفعال ليس موهبة فطرية، بل نظامًا يمكن إتقانه من خلال فهم آلية عمل الدماغ وتطبيق إستراتيجيات مدعومة علميًا.
يهدف هذا التقرير في موقع “رواد الأعمال” إلى كشف الأسرار العلمية والعملية للتعلم المتسارع والذاكرة الفولاذية. وفقًا لما ذكره موقع”study”.
5 طرق مثبتة علميًا للتعلم السريع
علّم الآخرين (أو تظاهر بذلك فحسب)
تذكر جامعة واشنطن في “سانت لويس” أنه إذا تخيلت أنك بحاجة إلى شرح المادة التي تتعلمها لشخص آخر، فإن ذلك يمكن أن يسرع من تعلمك. تسمح هذه الطريقة لدماغك بالتعلم بكفاءة أكبر مما لو كان عليك فقط إجراء اختبار.
وبالتالي، إذا كنت تواجه صعوبة في تعلم اللغة الفرنسية، فحاول تعليمها لأصدقائك الذين لديهم مستوى أقل من المعرفة اللغوية. سوف يساعد ذلك.
خذ فترات راحة جدد نشاط عقلك
ينصح الباحثون في جامعة لويزيانا بتخصيص 30-50 دقيقة لدراسة مادة جديدة. قد لا تكون الفترات الزمنية الأقصر كافية، ومن ناحية أخرى، فإن أكثر من 50 دقيقة يعتبر بالفعل وقتًا طويلًا جدًا. لذلك؛ خذ أوقات راحة من 5 إلى 10 دقائق. من الصعب تعلم مادة جديدة وعقلك مُرهق. اعتنِ بنفسك يا طالب.
دوّن الملاحظات يدويًا
عادة ما يكون تدوين الملاحظات على جهاز كمبيوتر محمول أسرع، لكن استخدام القلم والورق يساعدك على تعلم وفهم المادة بشكل أفضل.
اكتشف باحثون في “برينستون” وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أنه عندما يدون الطلاب ملاحظات بخط اليد، فإنهم يستمعون بنشاط أكبر ويكونون أفضل في التعرف على المفاهيم المهمة.
تقول بام مولر؛ أستاذة في جامعة برينستون: إن تدوين الملاحظات على جهاز كمبيوتر محمول أسوأ؛ لأن الطلاب يميلون عادةً إلى كتابة المحاضرات بنسخ الكلمات حرفيًا، بدلًا من معالجة المعلومات وصياغتها بكلماتهم الخاصة. هذا سيء لنتائج التعلم.
لا تخف من أخذ قيلولة
لتتذكر ما تعلمته، من الضروري أن تغلق عقلك دوريًا. تُظهر دراسة في مجلة Psychological Science أن النوم بين الحصص الدراسية يساعد على تذكر المادة بشكل أفضل.
في تجربة أجريت في فرنسا، تم تعليم المشاركين ترجمة 16 كلمة فرنسية إلى السواحيلية على مدار جلستين. درس المشاركون من إحدى المجموعات في الصباح ثم مساء نفس اليوم، ودرس المشاركون من المجموعة الثانية في المساء، ثم ناموا، وفي الصباح حضروا الدرس الثاني. تمكن أولئك الذين ناموا من تذكر ما متوسطه 10 من أصل 16 كلمة، وأولئك الذين لم يناموا – 7.5 فقط.
يوضح هذا أن النوم في عملية التعلم مفيد بشكل مضاعف، فهو يقصر الوقت الذي تستغرقه لإتقان المادة.
استخدم طرق دراسة مختلفة
يقول باحثون في جامعة “جونز هوبكنز” أنه أثناء تعلم مهارات جديدة، من المفيد تغيير طريقة تدريبك عليها.
في تجربتهم، كان على المشاركين إتقان مهمة على جهاز كمبيوتر. أولئك الطلاب الذين استخدموا طريقة مختلفة ومعدلة خلال الجلسة الثانية انتهى بهم الأمر بأداء أفضل من أولئك الذين استخدموا نفس الطريقة للمرة الثانية.
وفقًا لبابلو سيلنيك، من الأفضل تعديل نهجك في التعلم بشكل طفيف في فصول مختلفة بدلًا من التدرب بنفس الطريقة تمامًا عدة مرات متتالية.