قفزت أسعار الفضة هذا العام مع سعي المستثمرين إلى الملاذات الآمنة وسط اضطرابات جيوسياسية واقتصادية متزايدة.
شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا بنحو 75% منذ بداية العام. مدفوعة بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، إلى جانب الطلب الصناعي القوي واستمرار العجز في الإمدادات.
كذلك سجّل سعر الفضة الفوري اليوم الخميس مستوى قياسيًا بلغ 51 دولارًا للأونصة. متجاوزًا عتبة 50 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 1980.
الهجرة للملاذات الآمنة
كما اتجه المتعاملون هذا العام إلى الأصول الملموسة مثل الذهب والفضة كملاذات استثمارية آمنة وأدوات للتحوط من عدم الاستقرار الجيوسياسي وعدم اليقين الاقتصادي. بدءًا من المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية والتضخم. وصولًا إلى القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وأعباء الديون الحكومية.
كذلك استفادت الفضة من الزخم القوي الناجم عن الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب. ويُنظر إلى الفضة على أنها ملاذ آمن بديل وأرخص من الذهب. الذي تجاوز مؤخرًا مستوى 4,000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه.
الفضة تتبع الذهب دائمًا
قال مايكل ديرينزو؛ الرئيس التنفيذي لمعهد الفضة، في تصريح سابق لـ«سي إن إن»: «هناك قدر كبير من القلق حيال الاقتصاد العالمي، وعندما يحدث ذلك، يتجه الناس إلى الأصول الملموسة مثل الفضة».
وأضاف أن «الفضة تميل إلى تتبع الذهب صعودًا».
عام مميز للمعادن الثمينة
في حين أن الطلب الاستثماري هو العامل الأساسي وراء ارتفاع الأسعار. فإن للفضة استخدامات صناعية واسعة أيضًا. تشمل بناء مراكز البيانات، والألواح الشمسية، والهواتف الذكية.
كما قالت إيفا مانثي؛ المحللة الإستراتيجية للسلع في بنك ING، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «الدور المزدوج للفضة كمعادن صناعية وملاذ آمن ضاعف من قوة الارتفاع. ما جعل عام 2025 عامًا تاريخيًا بالنسبة للفضة».
ناهيك عن أن هناك مخاوف على جانب العرض يمكن أن تدعم الأسعار المرتفعة.
كذلك أوضح بيتر غرانت؛ نائب الرئيس والمحلل الإستراتيجي الأول للمعادن في «زانر ميتالز». أن سوق الفضة يعيش عامه الخامس من العجز الهيكلي في الإمدادات بسبب «جمود الإنتاج المعدني». وعدم مواكبته للطلب المتزايد.
كما قال “غرانت” في رسالة بالبريد الإلكتروني: «الطلب القوي والمتنامي على الفضة. إلى جانب العجز المستمر في المعروض، يشكلان وصفة لأسعار أعلى».
أداء الذهب
كذلك ارتفعت أسعار الذهب خلال العامين الماضيين مدفوعة برغبة المستثمرين في تنويع محافظهم نحو الملاذات الآمنة. كما ساهمت البنوك المركزية في دعم الأسعار من خلال تقليص اعتمادها على الدولار وزيادة احتياطاتها من الذهب.
كما امتد هذا الزخم إلى معادن ثمينة أخرى مثل الفضة والبلاتين خلال هذا العام. فقد ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين بنحو 75% و80% على التوالي، متجاوزتين أداء الذهب الذي ارتفع بنحو 51%.
كذلك أصبحت المعادن الثمينة والبيتكوين من المستفيدين من توجه المتداولين ومديري الصناديق في وول ستريت نحو التحوط من ضعف الدولار.
ويمكن للمستثمرين الحصول على تعرض مباشر للفضة من خلال شراء السبائك أو العملات. أو عبر الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة. وقد قفز صندوق iShares Silver Trust بنحو 68% هذا العام.
كذلك وفقًا لمارينا سميرنوفا، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في «سبروت لإدارة الأصول». فإن تدفقات الاستثمار إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة هذا العام هي الأعلى منذ عام 2020.
في نهاية المطاف قالت “سميرنوفا”: «الصعود المتواصل للفضة يتحول إلى اختراق صعودي حقيقي. المعروض يتراجع. والمستثمرون بدأوا يلاحظون ذلك».
المصدر: CNN



