ليس من قبيل المجازفة القول إن أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية من تلك الأهداف التي يجب أن تكون عامة، وأن يعمل الجميع على تطبيقها وتنفيذها.
ويبدو أيضًا أن هذه الأهداف ستأخذ حيزًا أكبر من التنفيذ، ناهيك عن الانشغالات الفكرية والنظرية حولها؛ إذ إن هناك إيمانًا بمبادئ وأسس وأهداف ريادة الأعمال الاجتماعية بشكل عام.
فوفقًا لمسح أجرته شركة Golin / Harris International وجد الباحثون أن حوالي 70% من الأمريكيين سيبدأون أو يزيدون أعمالهم مع شركة مكرسة للصالح الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة.. جهود لحماية الكوكب
مفهوم المؤسسة الاجتماعية
ويجمل بنا، قبل الخوض في تفصيل الكلام عن أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية، أن نتحدث عن أبرز المفاهيم المرتبطة بها.
فريادة الأعمال الاجتماعية، كنظرية متبوعة بممارسة، لم تأت هكذا بمفردها، وإنما أتت يدًا بيد مع جملة مفاهيم ومصطلحات أخرى، من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر: مفهوم المؤسسة الاجتماعية.
وهو ذاك المفهوم الذي تم تطويره بالمملكة المتحدة في أواخر السبعينيات؛ لمواجهة التوجهات التقليدية في الممارسة التقليدية، علاوة على أن هذا المفهوم كان _كما هو الحال بالنسبة لريادة الأعمال الاجتماعية_ استجابة لبعض معطيات محددة؛ منها: تغول رأس المال، وإحداث أضرار جسيمة على البيئة والمجتمع على حد سواء؛ جراء الانفتاحات العولمية والصناعية المختلفة.
وبشكل أكثر تحديدًا واختصار يمكن القول _قبل التطرق إلى ذكر أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية_ إن المؤسسات الاجتماعية تتموضع عند تقاطع القطاع الخاص والقطاع التطوعي؛ فهي ليست مؤسسات تطوعية صرف ولا هي مؤسسات قطاع خاص خالصة، وإنما هي بين هذين الحدين، وهذه البينية سمتها الأبرز.
اقرأ أيضًا: دمج استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية في الحملة التسويقية
أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية
ويرصد «رواد الأعمال» أبرز أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية وذلك على النحو التالي..
-
حل المشكلات الاجتماعية
لعل أول أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية هو العمل على حل المشكلات الاجتماعية؛ فالمجتمع _بما فيه من مشكلات وأدواء_ هو الشغل الشاغل هنا.
صحيح أن هناك أهدافًا أخرى لكنها جميعًا ليست سوى فرع أو تجلٍ للرغبة الجادة في حل المشكلات الاجتماعية المختلفة.
اقرأ أيضًا: 3 أمور مهمة عن المسؤولية الاجتماعية عليك معرفتها
-
إحداث التغيير
إحداث التغيير هو أيضًا أحد أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية، ولكنه في الوقت ذاته فرع عن الهدف الأول.
وريادة الأعمال الاجتماعية، وفقًا لهذا الطرح، تبدو طموحة جدًا لكن مثاليتها عملية؛ إذ إنها لا تطمح إلى التغيير طموحًا نظريًا فحسب، وإنما تجترح من الطرق والآليات ما يمكّنها من تحقيق هذه الأماني وتلك الطموحات.
-
تحقيق الربح
سنجافي الحقيقة لو قلنا إن تحقيق الربح ومراكمة الأموال ليس داخلًا ضمن أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية؛ فهذا قول لا يستقيم مع قواعد النظرية التي قام عليها هذا الفرع من فروع ريادة الأعمال الاجتماعية.
فلا مانع من طلب الربح والسعي الدؤوب إليه، لكن الفرق الجوهري هنا أن الربح هذا ليس مطلوبًا في ذاته، وهو ليس من أجل تجميع المال ومراكمته، وإنما يتم ذلك من أجل هدف أسمى منه وأهم.
هذا الهدف السامي هو خدمة المجتمع، وعلى نحو أكثر دقة وعملية: ضمان بقاء المؤسسة في عملها الخدمي والاجتماعي، فما لم تربح لن تخدم أحدًا؟ وكيف لها ذلك أصلًا من دون أموال؟!
اقرأ أيضًا: استراتيجيات الشركات للحفاظ على كوكب الأرض.. كيف نحقق الاستدامة البيئية؟
-
الابتكار
ليس الابتكار أحد أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية فحسب، وإنما هو شرط أساسي كي تتمكن من الوصول إلى مبتغياتها.
فمجرد اكتشاف المشكلات الاجتماعية بحاجة إلى نوع من الابتكار والمهارة والقدرة على سبر الأغوار، فكيف بحل هذه المشكلات ذاتها؟!
ولأن الابتكار على هذا القدر من الأهمية أدرجناه ضمن أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية؛ فهو وإن كان إحدى الآليات المساعدة في تحقيق الأهداف الاجتماعية، وليس بإمكان ذلك أن يحدث من دون قدر لا بأس به من الابتكار، تم اعتبار الابتكار أحد أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية التي لا مناص منها ولا من العمل على تطبيقها.
اقرأ أيضًا: مسؤولية رفع الضرر لدى الشركات.. لحظة وعي أخلاقية
-
القضاء على البطالة
لا شك أن القضاء على البطالة أحد أهداف ريادة الأعمال الاجتماعية الأساسية، لكنها، من حيث العمق، تعمل على القضاء على بطالة فئات معينة من الأفراد.
فهي تعمل على توظيف الأشخاص الأكثر تعرضًا للأخطار من غيرهم، صحيح أن البطالة شبح يهدد الجميع لكن قدرة الناس على تحمله ليست واحدة، ومن هنا تركز ريادة الأعمال الاجتماعية على أكثر الفئات ضعفًا وتعرضًا للخطر.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية للشركات والقضاء على التدخين
سوفيناس.. ومبادرات المسؤولية الاجتماعية