قالت خبيرة مخضرمة في شركة «IBM» إن 90% من الموظفين لا يجيدون استخدام الذكاء الاصطناعي كما يجب أن يكون.
وعلى الرغم من أن الشركات تنفق ملايين الدولارات للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، من أجل تعزيز الإنتاجية. فإن الموظفين ما زالوا عالقين في استخدام جزء ضئيل جدًا من الإمكانيات الحقيقية لهذه التكنولوجيا. وفق تأكيدات عرض تقديمي لإحدى أبرز القيادات التنفيذية في هذا المجال. التي تقدم الاستشارات لكبرى شركات “Fortune 500” في مجالات الاستراتيجية وتبني التقنيات الحديثة.
وخلال مؤتمر Fortune Brainstorm AI في مدينة سان فرانسيسكو. الأسبوع الماضي واستناداً إلى خبرة تمتد لعقود في شركات كبرى مثل IBM وAmazon Web Services (AWS)، قالت “آلي ك. ميلر”، الرئيسة التنفيذية لشركة “Open Machine”، إن الذكاء الاصطناعي يوفر في الواقع أربعة أنماط مختلفة ومتدرجة من التفاعل. إلا أن معظم المستخدمين لا يستفيدون إلا من أبسطها.
كذلك، قالت ميلر، التي أسهمت في إطلاق أول فريق ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط داخل IBM. إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل كـ منفذ مهام صغيرة (Microtasker)، مرافق (Companion)، مفوض (Delegate)، زميل فريق (Teammate).
مستويات استخدام الذكاء الاصطناعي
كما أوضحت أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الغالبية العظمى من المستخدمين لا تتجاوز النمط الأول، أي استخدام الذكاء الاصطناعي كـ«منفذ مهام صغيرة»، أشبه بمحرك بحث متطور يعرض إجابات مباشرة على استفسارات بسيطة.
وركزت أيضا على الطريقة البدائية التي يتفاعل بها معظم الموظفين مع نماذج اللغة الضخمة (LLMs).
فبينما كان البرمجيات التقليدية (Software 1.0) تتطلب مدخلات دقيقة للحصول على مخرجات دقيقة، يوفر الذكاء الاصطناعي الحديث إمكانات أوسع تشمل الاستدلال والتكيف.
وبحسب ميلر، فإن الخلط بين المهام يؤدي إلى إهدار قيمة الاشتراكات السنوية في أدوات، مثل: ChatGPT، أو Gemini وغيرهما.
كذلك، قالت ميلر: “اشتراكاتكم السنوية تصبح بلا قيمة، لأن الناس عالقون في هذا النمط”، مشيرة إلى أن هذا العائق يمنع الشركات من تحقيق مكاسب إنتاجية حقيقية.
البيانات.. الركيزة الأساسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي
وبحسب دراسة نشرت في نوفمبر عن شركة البرمجيات Cornerstone OnDemand، هناك ما يعرف بـ«اقتصاد ظل للذكاء الاصطناعي» يتنامى داخل الشركات الأميركية الكبرى.
كما توصلت الدراسة إلى أن 80% من الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل.
بينما تلقى أقل من نصفهم تدريباً مناسباً على استخدامه.
إستراتيجيات الاستخدام
من ناحية أخرى، عرضت ميلر تصورًا للانتقال إلى ثلاثة أنماط أكثر تقدمًا. ذلك بهدف تحقيق القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي المؤسسي. حيث تتضمن الأنماط المعروضة المرافق (Companion)، والمفوض (Delegate)، والأهم على الإطلاق الذكاء الاصطناعي كزميل فريق (AI as a Teammate).
كذلك، لا يقتصر دور الـAI على تقديم إجابات تفاعلية، بل يعتبر شريكاً تعاونياً يمكنه حضور الاجتماعات، الإجابة عن الأسئلة، بل واتخاذ إجراءات فعلية.
كما أكدت ميلر أن مطوري شركة أوبن أيه آي يطبقون هذا المفهوم بالفعل عبر دمج وكيل البرمجة Codex في تطبيق Slack والتعامل معه عملياً كأنه زميل عمل.
وبينما يستطيع نمط «المفوض» تولي مهام تستغرق 40 دقيقة، مثل إدارة البريد الوارد، يمثل نمط «زميل الفريق» تحولًا جذريًا في البنية التحتية للعمل.
وفي سياق ذلك، لا يكون الـAI أداة معاملاتية، بل عنصرًا فعال في رفع كفاءة النظام أو الفريق بأكمله، لا الفرد فقط.
كما توقعت ميلر حدوث انقلاب في طريقة العمل الحالية، قائلة “لن نعود نحن من يوجه الأوامر إلى الـAI.. بل سيبدأ الذكاء الاصطناعي بتوجيهنا، لأنه سيكون مدمجاً في أنظمتنا ويساعد الفريق ككل”
علاوة على ذلك، أكدت أن هذا النهج يجعل الـAI أساسًا للمهام اليومية داخل الشركات. حتى غير المتخصصة في مجال التقنية. ما يجعل منه محفز حقيقي للإنتاجية بدلاً من كونه أداة جانبية للإجابة عن أسئلة عامة.
الفجوة بين مهام الذكاء الاصطناعي
بينما طرحت ميلر مفهوم «الحد الأدنى من الاستقلالية القابلة للتطبيق» (Minimum Viable Autonomy – MVA)، وهو تطوير لفكرة «الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق» في تصميم المنتجات. ذلك بهدف سد الفجوة بين إعادة صياغة رسائل البريد الإلكتروني وبناء أنظمة ذاتية التشغيل
كذلك تشجع هذه الاستراتيجية على التوقف عن التعامل مع الـAI كروبوت محادثة يتطلب «موجهات مثالية من 18 صفحة». والبدء في التعامل معه كبرمجيات موجهة بالأهداف.
كما قالت “لم نعد نقدم تعليمات مثالية خطوة بخطوة. بل سنحدد الأهداف والحدود والقواعد، وستعمل أنظمة الـAI انطلاقًا من الهدف إلى الخلف”.
بالتالي، أوصت بتطبيق «بروتوكولات الوكلاء». والتي تعتبر إرشادات صارمة تصنف المهام إلى: «نفذ دائمًا»، و«اسأل أولًا»، و«لا تنفّذ أبدًا».
مخاوف وتحذيرات
وفي النهاية، توقعت ميلر أن الـAI سيتمكن من العمل بشكل مستقل لأكثر من ثماني ساعات متواصلة.
ومع انخفاض التكاليف، ستنتقل الشركات من تنفيذ استعلامات فردية إلى تشغيل مئات الآلاف من المحاكاة قبل كل إطلاق للسوق.
كما شددت ميلر على أن تقييم ما إذا كان الـAI «جيدًا أم لا». حيث سيصبح متطلبًا أساسيًا لأي منتج أو استراتيجية.
واختتمت بالقول: “الـAI. والمنظمات التي تستمر في التعامل معه على هذا الأساس، ستتساءل خلال العقد المقبل عمّا حدث لها”.
المصدر: Fortune


