شهدت أسعار الذهب استقرارًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بإشارات صادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توحي باستمرار السياسة النقدية التوسعية. إلا أن هذا الدعم تراجع نسبيًا مع ثبات الدولار قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسة هذا الأسبوع، في وقت واصلت فيه أسعار الفضة التحليق قرب مستويات قياسية.
ووفقًا لما نقلته “«رويترز»، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 4334.70 دولار للأونصة بحلول الساعة 05:34 بتوقيت جرينتش. بعدما كان قد ارتفع بأكثر من 1% في وقت متأخر من جلسة يوم أمس الأربعاء. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% إلى 4365.40 دولار للأونصة.
وفي المقابل، حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على مكاسبه السابقة، بعدما لامس أعلى مستوى له في نحو أسبوع خلال جلسة أمس الأربعاء. وهو ما حدّ من مكاسب الذهب المقوّم بالعملة الأمريكية، مع اتجاه المستثمرين إلى الترقب والحذر.
الفضة تحافظ على بريقها القياسي
وفي سوق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 66.48 دولار للأونصة. بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 66.88 دولار في الجلسة السابقة، مواصلًا أداءً لافتًا منذ بداية العام.

وحققت الفضة مكاسب قوية بلغت 130% منذ مطلع العام، متجاوزة مكاسب الذهب البالغة 65%. مدفوعة بالطلب الصناعي القوي، واستمرار اهتمام المستثمرين، إلى جانب انخفاض مستويات المخزونات.
ويتوقع بعض المحللين أن تختبر أسعار الفضة مستوى 70 دولارًا للأونصة خلال العام المقبل. لا سيما في حال واصلت تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية دعم الإقبال على المعادن النفيسة.
السياسة النقدية تحت المجهر
وفي هذا الجانب، قال كيلفن وونج؛ كبير محللي السوق لدى شركة OANDA، إن تصريحات كريستوفر والر؛ محافظ الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى أن البنك المركزي قد يبقي على دورة خفض أسعار الفائدة الحالية. ما يدعم أسعار الذهب والفضة في المرحلة الراهنة. كما أشار في الوقت ذاته إلى احتمال ظهور عمليات جني أرباح عند المستويات الحالية.
وكان كريستوفر والر قد صرّح بأن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يمتلك هامشًا لخفض أسعار الفائدة في ظل تباطؤ سوق العمل. مؤكدًا أنه سيدافع «بكل تأكيد» عن استقلالية البنك المركزي إذا ما واجه تحديات. وذلك بالتزامن مع تزايد الحديث عن خليفة محتمل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي.
وأظهرت بيانات صدرت مطلع الأسبوع ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.6% خلال نوفمبر، متجاوزًا توقعات استطلاع «رويترز» البالغة 4.4%. ومسجلًا أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021، في وقت ينتظر فيه المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلكين لاحقًا اليوم. يليه مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي يوم الجمعة القادم، وسط ترقب لمسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.


