أفاد تقرير جديد أن جيل “زد” هم الأكثر إقبالًا في يوم الجمعة السوداء، ذلك مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.
وتأني هذه النتيجة بالتزامن مع التراجع الملحوظ في موسم الشراء خلال السنوات الأخيرة؛ حسبما أوردته شبكة “CNBC” في تقرير لها.
ووفقًا لاستطلاع التسوق للعطلات لعام 2025 الصادر عن AT&T Business، يخطط 40 % من جيل زد و32 % من جيل الألفية لإجراء معظم مشترياتهم في يوم الجمعة السوداء.
من ناحية أخرى، يفضل كبار السن التسوق في وقت متأخر من الموسم؛ أي قبل أسبوع أو أسبوعين فقط من عيد الميلاد.
كما أوضحت أنجيلا روثرفورد؛ نائبة رئيس مبيعات السوق المتوسطة في AT&T، أن عروض الخصومات الضخمة والحملات الإعلانية المكثفة، على وسائل التواصل الاجتماعي، لعبت دورًا محوريًا في استقطاب جيل “زد”.
تحليل سلوك جيل “زد”
في سبتمبر 2025، أظهرت شركة “PwC” أن جيل “زد” يعتزم تقليل نفقاته بواقع 23 % مقارنة بالعام الماضي. ما يعد أكبر انخفاض بين جميع الأجيال. كما عكس الاتجاه السابق الذي توقعوا فيه زيادة إنفاقهم بنسبة 37 %.
وعلى الرغم من ارتفاع اهتمام الشباب بالجمعة السوداء، يخطط الغالبية العظمى منهم إلى خفض إنفاقهم خلال موسم العطلات.
كما أفادت التقارير باستمرار نمط “الاقتصاد على شكل K”. ذلك بالتزامن مع ارتفاع الأسعار وتزايد الضبابية الاقتصادية؛ حيث يستمر الأثرياء في الإنفاق بينما يصبح المستهلكون من ذوي الدخل المحدود أكثر تحفظًا في مشترياتهم.
علاوة على ذلك، كشف استطلاع لشركة Deloitte أن المستهلكين يخططون لإنفاق 4% أقل في الجمعة السوداء هذا العام. نظرا لتزايد المخاطر المتعلقة بالضغوط المالية وارتفاع تكاليف المعيشة.
توجهات المستهلكين
كما أكدت “روثرفورد” أن المستهلكين أصبحوا أكثر وعيًا وحرصًا على القيمة في طريقة إنفاقهم خلال العطلات.
ووفقا لاستطلاع AT&T، يتجه هذا التحول لصالح الأعمال الصغيرة. حيث قال 77% من المستهلكين أنهم سيقومون بكل تسوقهم في المتاجر الصغيرة إذا كانت الأسعار مماثلة.
كذلك، ارتفعت نسبة المستهلكين الذين يتسوقون دعمًا لاقتصادهم المحلي بمقدار 8% مقارنة بالعام الماضي.
وأضافت “روثرفورد”: “هناك وعي سعري ملحوظ. لكنه يترافق مع رغبة في دعم المتاجر المحلية طالما تمكن المستهلك من الحصول على السعر الجيد نفسه.”
دور “السوشيال ميديا” في تغيير سلوك جيل “زد”
من ناحية أخرى، أظهر الاستطلاع أن 72 % من المتسوقين يحصلون على أفكار الهدايا من التسوق المباشر داخل المتاجر. وليس من وسائل التواصل الاجتماعي.
أما بالنسبة لدور الذكاء الاصطناعي في التسوق، يفضل أكثر من نصف المشاركين استخدام وسائل البحث التقليدية عبر الإنترنت.
بينما يستخدم 9% فقط أدوات الذكاء الاصطناعي للعثور على الهدايا.
وفي السياق ذاته، أكدت روثرفورد أن هذا الاتجاه قد يتغير مع مرور الوقت قائلة “لقد اخترق الذكاء الاصطناعي معظم جوانب الحياة. ولكن مع مرور الوقت، سنرى تحولًا تدريجيًا من البحث التقليدي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في التسوق.”
جيل “زد” يغير العالم
وأخيرًا يبقى السؤال الكبير: هل يستطيع رواد أعمال جيل “زد” تغيير العالم؟ إذا استمرت الاتجاهات الحالية. فقد يقود سعيهم للريادة إلى نمو وابتكار هائلين، ولديهم القدرة على إنشاء شركات تغيّر قواعد اللعبة وتتحدى الصناعات التقليدية وتقدم رؤى جديدة لمشكلات قديمة.
لكن معدلات فشل الشركات لا تزال مرتفعة؛ إذ تفشل 50% من الشركات الصغيرة خلال خمس سنوات وفقًا لإدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية. ومع ذلك فإن قدرة جيل زد على التكيف والابتكار واستخدام الأدوات الرقمية تمنحهم فرصة حقيقية للنجاح.
ومن المفيد النظر إلى نوع الأفكار الابتكارية التي تخرج من مؤسسات، مثل: «معهد ماساتشوستس للتقنية – MIT»، وكيف يمكن لقصص نجاح هذه الشركات الناشئة أن تلهم الجيل القادم من رواد الأعمال.
كما تسعى الشركات الناشئة القائمة على الابتكار إلى حل تحديات عالمية كبرى باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي. وتركّز على تقديم حلول رائدة ومستدامة لمشكلات معقدة في الصحة والبيئة وغيرهما من المجالات الحيوية.
وعلى النقيض من ذلك تتمحور المشاريع الريادية القائمة على المؤثرين وصنّاع المحتوى حول بناء العلامة الشخصية وتحقيق الدخل من الوجود الرقمي عبر الشراكات وبيع المنتجات.
ورغم أن كلا النوعين ينطويان على إبداع ورغبة في النجاح. فإن الشركات القائمة على الابتكار تتطلب أبحاثًا وتطويرًا معمّقين. وتخطيطًا طويل الأجل، وجولات تمويل رأسمالي، وتركيزًا على الأثر المستدام.
بينما تركز مشاريع المؤثرين غالبًا على التفاعل الفوري مع الجمهور وتحقيق العائد السريع.
المقال الأصلي: من هنـا



