شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك في ظل ضعف السيولة قبيل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. بينما توجه المستثمرون إلى تقييم مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال العام المقبل؛ حيث تشير التوقعات إلى سلسلة من خفض أسعار الفائدة.
كما يأتي هذا التحرك بالتوازي مع تقلبات في أداء العملات الرئيسية الأخرى. وسط مؤشرات اقتصادية متفاوتة في الأسواق العالمية.
ضغوط على الدولار الأمريكي وتحركات العملات
وبحسب ما نقلته “رويترز” فإن الين الياباني صعد بنسبة 0.4% مسجلًا 155.87 مقابل الدولار. في حين ارتفع اليورو فوق مستوى 1.16 دولار خلال تداولات الصباح. مستفيدًا من ضعف العملة الأمريكية.
كما شهد الدولار النيوزيلندي انتعاشًا ملحوظًا، ليلامس أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 0.5714 دولار أمريكي. وذلك عقب تحول نبرة بنك الاحتياطي النيوزيلندي نحو التشدد بدعم من بيانات اقتصادية قوية ساهمت في تعزيز الثقة في العملة.
وخلال اجتماع يوم أمس الأربعاء، خفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة، إلا أنه كشف أنه ناقش خيار تثبيتها. مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن دورة التيسير النقدي شارفت على نهايتها. بينما تتجه الأسواق الآن لتسعير احتمال رفع أسعار الفائدة بحلول ديسمبر من العام المقبل. ومن ناحية أخرى، تتوقع الأسواق أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض يزيد على 90 نقطة أساس بنهاية عام 2026. ما يزيد الضغوط على الدولار الأمريكي في المدى المتوسط.
انتعاش العملات السلعـية
وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات اقتصادية حديثة ارتفاع مبيعات التجزئة في نيوزيلندا خلال الربع الثالث. بالتزامن مع قفزة كبيرة في ثقة الأعمال إلى أعلى مستوى في عام. ما وصفه محللون بأنه يعكس تحسنًا سريعًا في الأداء الاقتصادي للبلاد.
كما سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا إضافيًا بعدما جاءت بيانات التضخم أعلى من التوقعات. ما دعم التكهنات بأن دورة الخفض النقدي في أستراليا قد انتهت. ويعد العائد على السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات، البالغ 4.48%، الأعلى بين دول مجموعة العشر. ما يدفع العديد من المحللين إلى اعتبار العملة الأسترالية منخفضة القيمة مقارنة بمقوماتها الاقتصادية.
تحسن أداء اليوان وصعود الإسترليني
كما تشير التحليلات إلى أن الدولار الأسترالي بدأ في تتبع أداء اليوان الصيني بصورة أكبر من ارتباطه بأسعار الفائدة. ما قد يدعم تحقيقه مزيدًا من المكاسب، خاصة أن اليوان سجّل ارتفاعًا قويًا خلال الجلسات الأخيرة. وقد تدخل البنك المركزي الصيني عبر آلية التسعير لتهدئة تقلبات العملة. ما ساعد على استقرارها مع افتتاح تداولات اليوم الخميس.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.3256 دولار ليصل لأعلى مستوى منذ أواخر أكتوبر. مستفيدًا من تفاصيل ميزانية بريطانيا التي خففت المخاوف بشأن أوضاع المالية العامة. ما وضع الإسترليني على مسار أكبر مكسب أسبوعي منذ أغسطس.
توقعات الأسواق وتراجع مؤشر الدولار
على صعيد المؤشرات، استقر مؤشر الدولار الأمريكي عند 99.433 نقطة، بعدما تراجع من أعلى مستوى له في ستة أشهر سجله الأسبوع الماضي. متجهًا نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ يوليو الماضي. ويرى خبراء الأسواق أن المتعاملين بدأوا بالنظر إلى إستراتيجيات التداول لعام 2026؛ حيث بات من غير المرجح أن يكون الرهان على صعود الدولار الأمريكي خيارًا رئيسيًا.
وفي هذا السياق، أوضح برينت دونيلي؛ رئيس شركة سبيكترا ماركتس، أن تعيين كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض -المعروف بدعمه لخفض الفائدة- رئيسًا محتملًا للاحتياطي الفيدرالي قد يشكل ضغطًا إضافيًا على الدولار. وأشار إلى أنه بمجرد انتهاء يوم الجمعة، تتراجع مستويات الطلب المؤسسي والحقيقي على الدولار بشكلٍ واضح.



