سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا في تداولات اليوم الاثنين، في ظل استعداد المستثمرين لصدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المتراكمة. وتأتي هذه الحركة بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الذي طال أمده.
وبحسب ما أوردته وكالة “رويترز” فإن المستثمرين يأملون أن تسهم هذه البيانات في توضيح رؤية مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة في ديسمبر. علاوة على ذلك، جاء رد فعل الأسواق فاترًا تجاه تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض الرسوم الجمركية على أكثر من 200 سلعة غذائية. إذ لم تكن الخطوة مفاجئة في ظل ضغوط تكاليف المعيشة.
الجنيه الإسترليني يظل تحت الضغط
كما بقي الجنيه الإسترليني تحت الضغط بعد جلسة حافلة بالتقلبات شهدها يوم الجمعة الماضي. ويأتي هذا التوتر وسط تكهنات تدور حول ميزانية الحكومة البريطانية المنتظرة في السادس والعشرين من نوفمبر الجاري.
وظل الفرنك السويسري، الذي يعد ملاذًا آمنًا، قريبًا من أعلى مستوى له في شهر، واستقر عند 0.7941 مقابل الدولار الأمريكي. ويستفيد الفرنك من التوترات التي خلّفها التراجع الحاد الأخير في أسواق الأسهم العالمية.
المستثمرون يركزون على تقرير الوظائف
من ناحية أخرى، يركّز المستثمرون هذا الأسبوع على عدة بيانات أمريكية للوقوف على صحة الاقتصاد الأكبر في العالم. ويعد هذا التركيز نابعًا من “فراغ في البيانات” دام أكثر من 40 يومًا.
كذلك، تعد أبرز البيانات المنتظرة هي تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، الذي سيصدر يوم الخميس القادم. وفي هذا السياق، قالت كارول كونغ؛ محللة العملات لدى بنك الكومنولث الأسترالي، إن المخاطر تميل بالتأكيد إلى صدور بيانات أضعف للوظائف.
البيانات الأضعف للوظائف
بينما أضافت كونغ أن صدور بيانات وظائف أضعف قد يعيد إشعال توقعات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. ويتوقع أن يدفع هذا التطور الدولار الأمريكي للهبوط.
كما سادت حركة محدودة في أسواق العملات بآسيا صباح الاثنين قبل صدور البيانات. إذ تراجع اليورو بنسبة 0.11% إلى 1.1607 دولار. بينما خفّض الدولار الأسترالي جزءًا من مكاسبه وتراجع 0.15% إلى 0.6527 دولار.
الأسواق تسعر احتمالية خفض الفائدة
علاوة على ذلك، انخفض الدولار النيوزيلندي كذلك بنسبة 0.12% إلى 0.5673 دولار. بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي قليلًا إلى 99.37. ورغم مؤشرات الضعف الإضافي في الاقتصاد الأمريكي التي ظهرت في بيانات القطاع الخاص مؤخرًا، قلّص المستثمرون توقعاتهم لخفض الفائدة الشهر المقبل.
وباتت الأسواق تسعّر احتمالية تتجاوز 40% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل. وهو انخفاض من أكثر من 60% في وقت سابق من هذا الشهر. ويعزى ذلك إلى ترجيح أن يؤدي نقص البيانات الاقتصادية إلى تأجيل المزيد من التيسير النقدي.
ضعف الدولار يعكس إغلاق المراكز الشرائية
كذلك، رغم تراجع توقعات خفض الفائدة، لم ينجح ذلك في دعم الدولار بشكلٍ كبير. إذ تعرض الأسبوع الماضي لموجة بيع واسعة. وفي هذا الجانب، قال تييري ويزمان؛ إستراتيجي العملات العالمية لدى مجموعة ماكواري، إن ضعف الدولار يعكس إقدام المتعاملين المضاربين على إغلاق مراكز الشراء قبل ارتفاع متوقع في التقلبات.
وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.11% بسبب تقارير عن تراجع وزيرة المالية عن رفع ضريبة الدخل في الميزانية. ما أثار قلق المستثمرين بشأن قدرة الحكومة على تحقيق ضبط مالي كافٍ. وظل الين الياباني قريبًا من مستوى 155 مقابل الدولار وسط ترقب لتدخل السلطات لوقف تراجعه. رغم تضرر الاقتصاد الياباني من الرسوم الأمريكية.



