في ظل التوسع المتسارع بالخدمات الرقمية بالمملكة العربية السعودية تمثل شركة رسال إحدى التجارب في قطاع البطاقات الرقمية وحلول الولاء والمكافآت.
تأسست الشركة بهدف تطوير منظومة رقمية متكاملة تتيح للأفراد والشركات إدارة بطاقاتهم وبرامج المكافآت بطرق أكثر كفاءة. مستفيدة من التحول الكبير الذي تشهده السوق المحلية نحو المعاملات غير النقدية.
وهي تضم أكثر من 800 علامة تجارية، وتعمل على تطوير أدوات رقمية تسهّل على المؤسسات بناء برامج ولاء ومكافآت مخصصة. ويتزامن هذا التوجه مع تزايد المنافسة في سوق التقنيات المالية داخل المملكة، خاصة مع توسع مبادرات التحول الرقمي التي تدعمها رؤية 2030.
يتحدث حاتم كاملي؛ الرئيس التنفيذي لشركة رسال مع “رواد الأعمال” عن ملامح هذه التجربة. وأبرز التحولات التي شهدتها “رسال” منذ انطلاقتها. إضافة إلى رؤيته لمستقبل سوق البطاقات الرقمية في المنطقة. والتحديات التنظيمية والتقنية التي تواجه نمو هذا القطاع.
شركة «رسال»
شراكة Resal مع Runa لـ ” Pay to Card” تمثل قفزة نوعية. كيف تغير قدرة الشركات والمؤسسات غير الحكومية في المنطقة على إدارة الحلول الرقمية المكافآت والتعويضات؟
هذه الشراكة تمنح الشركات والمنظمات غير الحكومية في المنطقة قدرة غير مسبوقة على إدارة المدفوعات والبدلات عالمياً بمرونة وشفافية.
زالتركيز على أكثر من 60 سوقًا هو بداية لمرحلة توسع أوسع. ويمثل خطوة عملية نحو بناء بنية تقنية مالية تسمح بتحويل القيمة عبر الحدود بسهولة وسرعة.

ما الأبعاد الإستراتيجية التي تجعل “رسال” قادرة على قيادة تجربة المستخدم النهائي في منظومة توزيع القيمة الرقمية؟
رسال ليست مجرد منتج، بل بروتوكول مالي متكامل. فنحن نوفر للشركات والمستخدمين النهائيين تجربة مرنة وقابلة للتخصيص. حيث يمكن برمجة القيم المالية غير النقدية (مثل القسائم أو النقاط) بشروط الاستخدام: متى، وأين، وكيف تستخدم.
هذه القدرة على “ترميز القيمة” تمنح المستخدم النهائي تجربة سلسة وآمنة. وتمنح المؤسسات سيطرة أكبر وشفافية أعلى.
كيف تساهم هذه الشراكة في تسهيل حركة “القيمة غير النقدية” (القسائم والبطاقات الرقمية والنقاط) بين الأنظمة الاقتصادية المتعددة؟
اليوم معظم أنظمة الولاء والقيمة غير النقدية تعمل بشكل مجزأ. عبر هذه الشراكة نحوّل تلك القيم إلى أصول قابلة للتحويل عبر Resal Value Protocol RVP) التقنية.
وذلك يعني أن النقاط أو المكافآت يمكن أن تتحول إلى إنفاق دولي حقيقي. ما يفتح أسواقًا جديدة للعلامات التجارية. ويمنح المستهلكين حرية أكبر في استخدام قيمهم.
«رسال باي»
إطلاق “رسال باي” يهدف إلى تحويل “القيمة غير المستخدمة” (نقاط الولاء والمكافآت غير المستخدمة) إلى إنفاق يومي. ما حجم القيمة غير المستخدمة الذي تتوقعون تحريره في السوق المحلية والإقليمية بفضل هذا الحل؟
في المنطقة وحدها يُقدَّر حجم القيمة غير المستخدمة من برامج الولاء والمكافآت بمليارات الريالات سنويًا. ومن خلال Resal Pay نستهدف تحرير جزء كبير من هذه القيمة وتحويلها إلى إنفاق يومي يعود بالنفع على الأفراد والاقتصاد المحلي.
وهدفنا هو رفع معدلات الاسترداد بشكل غير مسبوق، بما يوفر دورة اقتصادية أكثر نشاطًا.

حل القروض متناهية الصغر عبر API يمنح المقترضين وصولًا فوريًا إلى التمويل بشروط واضحة وقابلة للبرمجة. مثل: التحديد الجغرافي، أو الفئة، أو فترة الصلاحية. هذا يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه. ويقلل المخاطر على المقرضين.
والنتيجة هي شمول مالي أذكى، وأكثر أمانًا، وأكثر ملاءمة للشرائح المهمشة.
10 مليارات دولار بحلول 2030
تتوقعون أن يبلغ حجم سوق التمويل المُضمَّن في المنطقة 10 مليارات دولار بحلول 2030. ما الحصة السوقية التي تستهدفونها في هذا القطاع؟ وكيف يتفوق حل الـ API لديكم على الحلول التقليدية؟
نحن نستهدف بناء حصة قيادية في سوق يتوقع أن يتجاوز حجمها 10 مليارات دولار بحلول 2030. وتفوقنا يكمن في تمكين الأفراد ماليًا بطرق مرنة وغير تقليدية بدلًا من الاعتماد على حلول مغلقة ومحدودة.
كما نقدّم واجهات API مفتوحة تتيح لأي شخص الوصول إلى حلول تمويلية مدمجة في تجربته اليومية. سواء عبر تطبيقاته المفضلة أو منصات الخدمات التي يستخدمها. ومن خلال شراكاتنا مع الجهات الريادية في مجال التمويل داخل المملكة. نعيد تعريف مفهوم الوصول إلى القيمة، ونجعل التمكين المالي أكثر شمولية، وسرعة، وتخصيصًا.
كيف تقيّمون أثر هذه الإنجازات الثلاثة مجتمعة (الشراكة، Resal Pay، التمويل المُضمَّن) في موقع “رسال” التنافسي في السوق السعودية والإقليمية؟ هل أصبحتم الآن منصة خدمات مالية بديلة شاملة؟
هذه السوق لا تزال في مراحلها الأولى، والتنافس فيها محدود جدًا حاليًا. ونحن نطمح لأن نكون رواد هذا المجال ونقوده من بدايته. عن طريق تقديم بنية تحتية تقنية تُعيد تعريف طريقة إدارة القيمة غير النقدية.
ومع تفعيل المنظومة بشكل كامل خلال الفترة القادمة ستبدأ نتائجها بالظهور تدريجيًا. ونلمس أثرها المباشر في السوق السعودية من حيث الكفاءة، والسرعة، وسهولة الوصول.
التحوّل الرقمي ضمن رؤية 2030
“رسال” شركة سعودية رائدة. كيف تدعم هذه التطورات الأخيرة جهود المملكة في التحول الرقمي ضمن رؤية 2030، لا سيما في مجال الصناعات التقنية المالية؟
رسال تترجم رؤية 2030 عمليًا عبر تمكين اقتصاد رقمي قائم على الابتكار. ونحن نساهم في تطوير صناعة التقنية المالية محلياً، ونفتح المجال أمام حلول عالمية تُبنى من السعودية وتنطلق منها.
هذا يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للتقنية المالية والاقتصاد غير النقدي.
ما الخطوات القادمة لـ “رسال” بعد هذا الزخم القوي؟ وما أبرز الأسواق الجديدة التي تخططون لدخولها بعد شراكة Runa؟
الخطوة التالية هي تسريع إطلاق بنية RVP التقنية وتوسيع منظومة المطورين والشركاء عبر المنطقة.
كما نستعد لدخول أسواق رئيسة في آسيا والشرق الأوسط، مع تعزيز موقعنا داخل السعودية والإمارات ومصر.


