نمكن جيل زد من تحويل رحلات العمل التقليدية إلى فرصة للترفيه، استنادًا إلى دمج السفر المهني مع إجازات قصيرة مستفيدة من مزايا الشركات.
كذلك، أكدت سارة ليموين، البالغة 24 عامًا، تزامن مؤتمر عمل في ميامي مع عيد ميلادها. حيث دعت صديقتها وحولت الرحلة إلى إجازة مصغرة.
وفي رحلة أخرى إلى لوس أنجلوس، قدمت طلب إقامتها لاستكشاف المدينة وإنشاء محتوى لمتابعيها عبر تيك توك.
وقالت “لا تحتاجين رجلًا ليدفع لك تكاليف السفر… كل ما تحتاجينه هو وظيفة بامتيازات سفر”.
كذلك، أفادت بيانات Harris Poll أن نحو ثلثي موظفي جيل زد يدمجون السفر الشخصي مع رحلات العمل.
كما أكد تقرير Hotels.com أن هذه الفئة أكثر ميلًا لتمديد رحلات العمل مقارنة بالأجيال الأكبر.
وعلى عكس الصورة النمطية لـ”مسافري المؤتمرات” التقليديين، الذين يكتفون بالإقامة الفندقية والاجتماعات، يسعى شباب جيل إلى البحث عن أقصى درجات المتعة. بدء من اصطحاب شخص مقرب، إلى الاستفادة من الفنادق الفاخرة، وصولًا إلى مشاركة تجاربهم على وسائل التواصل.
كما أظهرت بيانات Hotels.com أن 90% من موظفي جيل زد يرون في رحلات العمل فرصة للترقية والرفاهية. ما يعادل أكثر من ضعفي الأجيال الأكبر استعدادًا لدفع مبالغ إضافية لترقية الرحلة. في حين دفع ثلثيهم من جيوبهم للانتقال إلى فندق أفضل.
كذلك أوضح إيميلي ناصر، 26 عامًا من تورنتو، مثال آخر.
ففي إحدى رحلاتها، استغلت السعر المخفض الفنادق الفاخرة لتدعو صديقتها لقضاء أيام إضافية في منتجع Ojai Valley Inn بسعر 389 دولارًا بدلًا من 800.
واصطحبت أيضا شريكها في رحلة عمل تضمنت إقامة في الريتز-كارلتون.
ورغم أن رحلات العمل غالبًا ما تقود إلى مدن ليست سياحية، فإن جيل زد يبحث عن الوجهات “الحلم”. حيث يتصدر طوكيو اختياراتهم، مقابل لندن بالنسبة للأجيال الأكبر.
لذلك، يظل العامل المشترك بين كل المسافرين، صغارًا وكبارًا: عالم النقاط والمكافآت.
بالتالي، يعتمد أكثر من نصف جيل زد على نقاط البطاقات الائتمانية لتمويل السفر. بينما يتخذ نحو نصفهم قرارات السفر بناء على تعظيم هذه المكافآت.
ما الذي يميز الجيل زد؟
ينظر جيل زد إلى ريادة الأعمال بشكل مختلف عن الأجيال السابقة. إذ تغيّر المشهد الريادي، وانخفضت الحواجز أمام دخول السوق.
علاوة على ذلك تغيّرت النظرة إلى ما هو مهم. وناقش موقع «بزنس إنسايدر» بعض هذه الفروق، ومن أبرزها:
سهولة تأسيس الشركات:
بفضل التكنولوجيا المتاحة ومنصات مثل «شوبيفاي» أصبح إطلاق مشروع تجاري أسهل من أي وقت مضى. فبعد أن كان يستغرق شهورًا ورؤوس أموال ضخمة، بات ممكنًا في غضون أيام قليلة.
كما يستخدم رواد أعمال من هذا الجيل الناشئ أدوات تحليل البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة تساعدهم على تحسين العمليات والتركيز على الصورة الكبرى.
في حين بات بناء العلامة الشخصية ضرورة إستراتيجية للعديد من شركات هذا الجيل. إذ يدركون أهميتها في جذب الفرص والشراكات.
قبول الاختلافات:
يقدّر هذا الجيل الشمولية والتنوع، ويجعلها جزءًا من نهجه في العمل والابتكار.
ريادة أعمال أكثر إنسانية ومسؤولية اجتماعية:
أخيرًا يهتم الجيل زد بالقضايا الاجتماعية والبيئية ومساعدة مجتمعاتهم.
هل يستطيع الجيل زد تغيير العالم؟
أخيرًا يبقى السؤال الكبير: هل يستطيع رواد أعمال جيل زد تغيير العالم؟ إذا استمرت الاتجاهات الحالية. فقد يقود سعيهم للريادة إلى نمو وابتكار هائلين، ولديهم القدرة على إنشاء شركات تغيّر قواعد اللعبة وتتحدى الصناعات التقليدية وتقدم رؤى جديدة لمشكلات قديمة.
لكن معدلات فشل الشركات لا تزال مرتفعة؛ إذ تفشل 50% من الشركات الصغيرة خلال خمس سنوات وفقًا لإدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية. ومع ذلك فإن قدرة جيل زد على التكيف والابتكار واستخدام الأدوات الرقمية تمنحهم فرصة حقيقية للنجاح.
ومن المفيد النظر إلى نوع الأفكار الابتكارية التي تخرج من مؤسسات، مثل: «معهد ماساتشوستس للتقنية – MIT»، وكيف يمكن لقصص نجاح هذه الشركات الناشئة أن تلهم الجيل القادم من رواد الأعمال.
كما تسعى الشركات الناشئة القائمة على الابتكار إلى حل تحديات عالمية كبرى باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي. وتركّز على تقديم حلول رائدة ومستدامة لمشكلات معقدة في الصحة والبيئة وغيرهما من المجالات الحيوية.
وعلى النقيض من ذلك تتمحور المشاريع الريادية القائمة على المؤثرين وصنّاع المحتوى حول بناء العلامة الشخصية وتحقيق الدخل من الوجود الرقمي عبر الشراكات وبيع المنتجات.
ورغم أن كلا النوعين ينطويان على إبداع ورغبة في النجاح. فإن الشركات القائمة على الابتكار تتطلب أبحاثًا وتطويرًا معمّقين. وتخطيطًا طويل الأجل، وجولات تمويل رأسمالي، وتركيزًا على الأثر المستدام.
بينما تركز مشاريع المؤثرين غالبًا على التفاعل الفوري مع الجمهور وتحقيق العائد السريع.
المقال الأصلي: من هنـا


