يشعر غالبية أصحاب الوظائف ذات الضغط العالي بعدم الرضا عن الحياة العملية. على الرغم من قضاء سنوات طويلة من الجهد للوصول إلى مناصبهم الحالية.
ويشير علماء النفس إلى هذه الحالة باسم “التشابك”، وهي حالة تمر بيها الحدود بين الفرد ومحيطه بمرحلة ضبابية، فيفقد الشخص إحساسه بهويته المستقلة. وبالتالي يصبح مرتبطًا ليس مع شخص آخر، وإنما مع مسيرته المهنية نفسها.
مظاهر الدمج بين الحياة المهنية والهوية الشخصية
1. ارتباط جميع الأهداف بالحياة العملية فقط
يجب أن يحدد المديرون الطموحون أهدافًا مهنية كبرى. ومع ذلك يكمن الخطأ الحقيقي في أن تصبح كل أهداف حياتك جزءًا من العمل فقط.
وفي السياق ذاته يقول سميت بانسال؛ الرئيس التنفيذي لشركة TrumpExcel:
“السعي لتحقيق أهداف مهنية عالية أمر رائع، لكن عملك ليس حياتك بالكامل. إنه مجرد قطعة من الصورة الكاملة، فلا تدعه يبتلع الصورة كلها”.
لذا إن فقدت الاتصال بأهدافك الشخصية مؤخرًا حاول اكتساب مهارة جديدة. مثل: تعلم لغة، أو إعادة تكوين عادة القراءة، أو العمل على هدف لا علاقة له بالمال أو التقدم الوظيفي.
2. تحمل مسؤوليات فريق العمل كاملًا
في كثير من الأحيان يجد الأشخاص، الذين يربطون هويتهم بوظائفهم، صعوبة في قول “لا”. لذلك يتحملون مسؤوليات أكبر من طاقتهم.
كذلك قال جيريش راديكار؛ المؤسس المشارك لشركة Sprinto: “بمجرد أن يعرف الآخرون أنك مستعد لتحمل المزيد، ستجد زخم من المهام على مكتبك”.
إذًا إن تعرضت لهذا الموقف فهو وقت لإعادة التفكير والمطالبة بمعاملة عادلة. حيث لا يعني انضمامك إلى الفريق أن تتحمل ما يفوق قدراتك.
3. العمل من المنزل بعد مواعيد العمل الرسمية
في عصر العمل الهجين لم تعد الحدود بين الحياة الشخصية والعملية واضحة. ومع ذلك يعد تحويل كل لحظة خاصة إلى وقت للعمل مؤشر خطير.
كما قال ديفيد ورست؛ الرئيس التنفيذي لشركة Webcitz: “إذا كنت تفحص بريدك الإلكتروني أثناء العشاء، أو تحمل حاسوبك مثل بطانية أمان. فأنت تضع عملك فوق صحتك النفسية”.
بينما تبدأ الحلول بوضع حدود واضحة ومنع الاحتراق الوظيفي.
4. المسمى الوظيفي هو التعريف الشخصي
أكد شاد إيليا؛ الرئيس التنفيذي لشركة New England Home Buyers، أن ما تفعله لا يجب أن يكون ما أنت. لذا يجب طرح سؤال: متى كانت آخر مرة تحدثت فيها عن نفسك دون ذكر وظيفتك أولًا؟
وأضاف إيليا: “اسأل نفسك: ما المهارات التي أمتلكها؟ ما الذي أحبه؟ ما القضايا التي تهمّني؟. حيث يوجد ما يشكل الهوية الشخصية بعيدًا عن طبيعة الحياة المهنية”.
5. تأثير النقد في الهوية
عندما تصبح وظيفتك هي هويتك يتحول أي نقد صغير إلى هجوم شخصي.
علاوة على ذلك يتساءل دارشان سوماشاكار؛ الرئيس التنفيذي لشركة Spider Solitaire Challenge: “هل يشعرك النقد البناء بالانهيار؟”
لذا يجب تدريب النفس على رؤية التعليقات كفرص للنمو، لا أحكام على الشخصية.
6. عدم نفاد رصيد الإجازات المرضية
في حين تعد الإجازات المرضية جزءًا من رعايتك الذاتية.
أكد لورين كوك–ماكاي؛ من Divorce Answers، النظرية قائلًا: “توقع العمل 365 يومًا في السنة أمر غير واقعي وغير صحي. استخدم أيامك المستحقة”.
7. التفكير في العمل أثناء النوم
إن التفكير في العمل طوال الليل يعطي مؤشرًا على أن وظيفتك تستحوذ عليك.
فيما قال ستيف بوغسون؛ مؤسس FirstPier : “أي نوع من الأرق المرتبط بالعمل يقلل من إنتاجيتك. الاعتناء بنومك هو اعتناء بعملك ذاته”.
8. تراجع شبكة العلاقات الشخصية
يمر الجميع بفترات من الضغط، ولكن عندما يتحول العمل إلى محور حياتك طوال الوقت، فمن الطبيعي أن تتأثر علاقاتك.
وقال جيسون ماكماهون؛ إستراتيجي رقمي في شركة Bambrick: “إذا لاحظ شركاؤك أو أصدقاؤك تغيبك الدائم أو انشغالك، فمن المحتمل أنك تسقط توترك المهني على علاقاتك”.
كذلك يعتبر إعادة تقييم الأولويات أمر ضروري للحفاظ على روابطك الإنسانية.
وجدير بالذكر أن التفاني في العمل والالتزام بالمواعيد النهائية والاحترافية أمور ضرورية لتحقيق النجاح في الحياة المهنية. ومع ذلك قد يشعر البعض بالإحباط رغم اجتهادهم، وكأنهم يتم تجاهلهم أو أن جهودهم لا تثمر التقدم المنشود.
والحقيقة أن الأمر لا يتعلق دائمًا بمقدار الجهد المبذول؛ بل هناك العديد من العادات الدقيقة التي قد تعوق التقدم المهني دون أن ندرك ذلك.
هذه العادات ربما تكون مرتبطة بالتواصل مع الزملاء والمديرين، أو بطريقة إدارة الوقت والمهام أو حتى أسلوب التعامل مع التحديات والصعوبات.
المقال الأصلي: من هنـا



