سامّي إكمارك، البالغة من العمر 29 عامًا. شاركت في تأسيس شركة «Ink’d Greetings». المتخصصة في بطاقات التهنئة والهدايا المخصصة عام .2023 إلى جانب زوجها أندرو. في خطوة تمثل تحولًا جذريًا عن مسيرتها السابقة كلاعبة تنس بارزة.
كما بدأت إكمارك ممارسة التنس في سن العاشرة. وبحلول فترة الجامعة أصبحت تلعب ضمن فريق الدرجة الأولى. حيث جاءت ضمن أفضل 50 لاعبة تنس فردي في الولايات المتحدة.
وتقول:
«كنت أركز على التنس بشكل كامل. في المدرسة الثانوية كنت أملك سجلًا 0-92. ولم أخسر أي مباراة».
كما أضافت أنها كانت تتدرب يوميًا لساعتين ونصف بعد المدرسة. إضافة إلى المباريات والبطولات في عطلات نهاية الأسبوع. وكان هدفها أن تصبح لاعبة محترفة. لذلك كانت غالبًا ما تضع التنس فوق دراستها وحياتها الاجتماعية.
ومع اقتراب تخرجها من المدرسة الثانوية، لفتت أداؤها أنظار الجامعات عبر الولايات المتحدة. لتتلقى العديد من العروض. واختارت في النهاية جامعة ولاية أريزونا التي منحتها منحة دراسية كاملة للعب ضمن فريقها.
إصابة قاتلة وتحول جذري
لكن خلال إحدى البطولات الليلية في الجامعة، تعرضت لإصابة قوية بعد وضع قدمها بطريقة خاطئة. ما أدى إلى تمزق الرباط الصليبي الأمامي في الركبة. وهي إصابة تُعد خطيرة في عالم الرياضة.
كما توضح لاعبة التنس:
«يعتبر الكثيرون تمزق الرباط الصليبي إصابة تنهي المسيرة. اضطررت للابتعاد عامًا كاملًا. وكان الأمر صعبًا للغاية».
التحول إلى ريادة الأعمال
عادت إكمارك للّعب بعد التعافي. لكنها خلال تلك الفترة بدأت تكتسب اهتمامًا بريادة الأعمال بعد التحاقها بمقرر جامعي في هذا المجال. ورغم أن الرياضة كانت محور حياتها، قررت في النهاية تغيير مسارها والتركيز على تأسيس «Ink’d Greetings».
وبحسب وثائق اطلعت عليها «CNBC Make It»، يحقق مشروعها اليوم أكثر من 25 ألف دولار شهريًا.
رياضة تقوم على «تضحيات هائلة»
تشبه قصة إكمارك الكثير من قصص الرياضيين. فالسعي نحو الاحتراف يتطلب سنوات من التدريب المكثف. غالبًا بدعم عائلي مالي وزمني كبير.
كما ينفق الآباء في الولايات المتحدة نحو 3,000 دولار سنويًا على رياضة أطفالهم. مع ارتفاع التكاليف لدى 64% منهم. وفق تقرير لشركة «نيويورك لايف» لعام 2025.
لكن أقل من 2% من بين أكثر من 500 ألف رياضي جامعي في رابطة «NCAA» ينجحون في الوصول إلى الاحتراف.

كذلك تقول إكمارك:
«الرياضة على مستوى عالٍ تضحية هائلة.. مساحة الخطأ صغيرة جدًا».
كما تشير دراسات إلى أن كثيرًا من الرياضيين الذين لا يحترفون يواجهون صعوبات بعد التخرج. تشمل أزمات هوية ومشكلات نفسية. إضافة إلى نقص الخبرة العملية المطلوبة لسوق العمل.
كذلك تقول كيت فيتزجيرالد، رياضية سابقة وشريكة في تأسيس «SPORTx» بجامعة ولاية أريزونا:
«هؤلاء يملكون مهارات مذهلة، لكن دون خبرة مهنية رسمية. ما يجعلهم متأخرين مقارنة بغيرهم».
كما ترى إكمارك أن خصائص الرياضيين هي ذاتها التي تميز رواد الأعمال الناجحين:
«أعتقد أن أفضل رواد الأعمال سيكونون من الرياضيين السابقين».
جيل جديد من رواد الأعمال
أُقرّ في يونيو 2024 اتفاق «House v. NCAA»، ليشكّل تحولًا تاريخيًا في رياضة الجامعات. حيث يحق للاعبي الدرجة الأولى الحصول على تعويضات مالية.
كذلك من المتوقع أن يحصل اللاعبون الذين شاركوا بين 2016 و2025 على 2.75 مليار دولار كمدفوعات متأخرة.
كما بات بإمكان الجامعات دفع ما يصل إلى 20.5 مليون دولار سنويًا مباشرة للاعبين. ما ينهي رسميًا حقبة «الهواية» التي كانت تمنعهم من الاستفادة من اسمهم وصورتهم وحقوقهم التسويقية.
كذلك ترى إكمارك أن البيئة الجديدة تفتح الباب أمام الرياضيين لبدء مشاريعهم خلال مسيرتهم الجامعية. وتضيف:
«الفرصة الآن أكبر من أي وقت مضى». وتقول فيتزجيرالد: «يمكن للرياضيين اليوم تأسيس مستقبلهم بعد الرياضة بفضل هذا التحول».
وتعمل جامعات مثل ولاية أريزونا على دعم الرياضيين عبر برامج مثل «SPORTx». الذي يهدف إلى الإرشاد وريادة الأعمال وبناء العلامات التجارية لهم.
وتختتم إكمارك:
«يجب أن نتيح للرياضيين طريقًا آخر. وأن نبدأ ذلك مبكرًا، قبل أن يفشلوا أو يفقدوا فرصة الاحتراف. وأعتقد أن ريادة الأعمال هي الطريق الأفضل».
المصدر: CNBC


