أكدت مؤسسة بريندا سترافورد ،المؤسسة الخيرية الأعرق، أن وضع الإنسان في المقام الأول ليس مجرد شعار. بل هو جوهر رسالتها.
وتكرس المؤسسة، التي تتخذ من مدينة كالغاري الكندية مقرًا لها، جهودها لتحسين حياة الأفراد. ذلك عبر رعاية كبار السن، وتقديم الرعاية الصحية الدولية، ومنع العنف الأسري ودعم ضحاياه، فضلًا عن الابتكار والبحث العلمي.
من ناحية أخرى، واجهت المؤسسة تحديات متزايدة، إذ بدأت التقنيات القديمة والمجزأة تقيد قدرتها على تحقيق أهدافها الإنسانية.
كما تفرض المؤسسة البنية التحتية التقنية المتقادمة على الموظفين جمع البيانات يدويًا من مصادر متعددة. ما تسبب في إهدار الوقت والجهد على حساب المهام الأساسية المتصلة مباشرة برسالة المؤسسة.
كذلك، قال بريندان بارك، مدير إدارة المعلومات وتقنية المعلومات في المؤسسة. “بالنسبة للمنظمات غير الربحية التي تقودها رسالة إنسانية، فإن كل ساعة وكل دولار لهما قيمة بالغة. نحن نسعى باستمرار لتحسين خدماتنا من أجل إثراء حياة الناس.”
التحول الرقمي داخل المنظمات الخيرية
كذلك، يتعين على قادة المؤسسة اتخاذ قرار حاسم هل يواصلون الاعتماد على الأنظمة القديمة المعرضة للمخاطر، أم ينطلقون نحو تحول رقمي شامل يبني المرونة التشغيلية ويعزز الكفاءة؟
بالتالي، قررت المؤسسة التوجه نحو الخيار الثاني. كما قررت التعاون مع شركة SAP لإعادة تصميم بنيتها التقنية بالكامل. ذلك عبر توحيد الأنظمة المتفرقة في منصة سحابية موحدة توفر الكفاءة المالية وتعزز الحماية السيبرانية.
كما قال يان جيلغ، الرئيس المشارك للإيرادات في SAP للأميركتين وعضو مجلس الإدارة الموسع للشركة “بالنسبة للمؤسسات التي تستند إلى رسالة إنسانية، فإن المرونة ليست رفاهية، بل مسألة بقاء”
لذا، من الضروري أن تكون العمليات التشغيلية شديدة الكفاءة والتناغم.
البيانات.. المحرك الأساسي للتحول الرقمي
فعلى سبيل ذلك، تتشابه قصة تفتيت بيانات المؤسسة الخيرية بريندا سترافورد مع ما مرت به العديد من المنظمات التي توسعت بسرعة مع تطور التكنولوجيا.
وجدير بالذكر أن المؤسسة كانت تضم دار رعاية واحدة للمسنين عندما تأسست المؤسسة عام 1975.
وبمرور السنوات، وسعت المؤسسة الخيرية نطاق خدماتها لتضم أربع مجتمعات رعاية لكبار السن في مقاطعة ألبرتا، إلى جانب مراكز رعاية للعيون في جامايكا وهايتي ودومينيكا لخدمة المرضى من ذوي الدخل المحدود.
كما أنشأت المؤسسة ملاجئ للنساء والأطفال ضحايا العنف الأسري، ومراكز لإيواء الأسر المشردة مؤقتًا.
كذلك، قال بارك “كانت لدينا أدوات متفرقة لإدارة الشؤون المالية وسلاسل التوريد والموارد البشرية. كنا نواجه ازدواجية في البيانات وصعوبة في إغلاق الدفاتر في نهاية كل شهر. ببساطة، لم تواكب أدواتنا حجم التغيرات التي شهدناها.”
صفقات المنظمات الخيرية
في 2024، لجأت المؤسسة إلى SAP لقيادة عملية التحول إلى منصة سحابية موحدة، استنادا إلى ثلاثة ركائز أساسية:
-
بناء مركز بيانات موحد لخفض الأعباء الإدارية وتقليل أخطاء المحاسبة.
-
توفير رؤية شاملة للبيانات. ما يتيح للفرق اتخاذ قرارات فورية دون تأخير شهر أو أكثر كما كان يحدث سابقًا.
-
تعزيز الأمن السيبراني لتقليل التهديدات الرقمية وتخفيف الضغط عن فرق تقنية المعلومات.
وخلال عام ونصف فقط من التنفيذ، تحققت هذه الأهداف بنجاح.
كما قال بارك “نشهد الآن تحسينات واضحة في توافر البيانات وسرعة التسويات المالية وتعزيز الأمان واتخاذ القرارات بشكل أسرع.”
الدروس المستفادة
من ناحية أخرى، أكد يان جيلغ أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة لإدارة عدم اليقين. حيث يلخص رؤيته في ثلاث نقاط رئيسية.
عدم اليقين في كل مكان
أصبح التكيف السريع ضرورة استراتيجية، والمرونة باتت من مقومات البقاء. ذلك خلال بيئة الأعمال والسياسة المتغيرة باستمرار.
المنصات السحابية تعزز القدرة على التكيف
إذا كنت تسعى إلى المرونة، فأنت بحاجة إلى بنية تحتية تكنولوجية تتيح عمليات متكاملة تتحدث بلغة واحدة عبر المؤسسة.
انتشار ثقافة التكنولوجيا السحابية
كما تسجل تقنيات التحول الرقمي السحابي مرحلة من النضج تجعلها قادرة على تحقيق نتائج ملموسة وقابلة للقياس.
التحول الرقمي داخل المؤسسات الخيرية
ففي ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والتكنولوجية المتقلبة عالميًا، تتعرض المؤسسات الخيرية غير الربحية إلى تراجع في معدلات التمويل وارتفاعًا في التكاليف. بالإضافة إلى زيادة في الطلب على خدماتها.
كذلك، تعتبر القدرة على التكيف بسرعة مع التغيرات غير المتوقعة من أهم مميزات التحول التقني.
لذا، باتت مؤسسة بريندا سترافورد أكثر استعدادًا للتعامل مع الأزمات والتقلبات. نظرا لبنيتها التقنية الجديدة.
كما قال بارك “نحن حريصون على أن يستخدم كل دولار يتبرع به بأقصى قدر من الفاعلية. حيث مكنتنا بنيتنا التحتية الجديدة من الحفاظ على استمرارية خدماتنا بغض النظر عن ضغوط القوى العاملة أو التغيرات التنظيمية أو تقلبات التمويل.”
مرونة المؤسسات الخيرية
بالتالي، أكد بارك أن المرونة الرقمية ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لتعزيز القدرة على خدمة الناس بفعالية أكبر.
كما أصبح بإمكان موظفي المؤسسة تركيز جهودهم على تقديم الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية التي تغير حياة الأفراد. مع وجود منظومة بيانات موحدة وتطبيقات متكاملة.
واختتم بارك قوله “التقنيات ليست غاية، بل وسيلة لتحقيق رسالتنا. وبالنسبة لنا، فإن المرونة هي جوهر المسؤولية.”
المقال الأصلي: من هنـا


