يمثل الطريق إلى النجاح مضمارًا قاسيًا محفوفًا بالمخاطر، التي تترك أثرًا لا يُنسى بمرور الزمن. خاصة إذا نجح الإنسان في تحويل الإخفاقات إلى وسائل تقوده إلى النجاح الصلب والحقيقي.
مخاطر طريق النجاح
وبحسب الأبحاث المنشورة في كتاب عادات الثراء (Rich Habits)، يخوض الغالبية العظمى من المليونيرات العصاميين صراعاً شاقاً، ليخرجوا في النهاية أكثر حكمة وصلابة وتركيزاً على ما يحقق النتائج الفعلية.
كذلك، يتطلب السعي نحو النجاح جلداً ومثابرة.
ماذا عن هذه الندوب؟ إنها خريطة الإتقان.
وكما ورد في كتاب Rich Habits: The Daily Routines Millionaires Use To Build Wealth، أظهرت دراستي الممتدة لخمس سنوات مرهقة، والتي تضم 233 فرداً ثرياً و128 ممن يكافحون مالياً، البيانات التالية:
-
عانى 27% من الأثرياء الفقر في طفولتهم.
-
اعترف نحو ثلثهم بالفشل في مرحلة ما من حياتهم.
-
واجه 80% من المليونيرات العصاميين «سوء حظ» أو اخفاقات كبيرة مثل فقدان وظائف، إخفاقات تجارية، أو أزمات شخصية.
نقاط التحول
وعلى الرغم من ذلك، لا تعتبر هذه الإخفاقات النهايات، بل تعد نقاط تحول. حيث حول الأثرياء تلك الالتحديات إلى استراتيجيات.
كما رأوا في الفشل معلماً قاسياً في مدرسة التجارب الحياتية، ليس هزيمة
من ناحية أخرى، استكمل 6% من الفقراء الطريق عند مواجهة الأزمات؛ حيث يتراجع معظمهم إلى دور الضحية أو الهروب عند أول عقبة.
الأسباب والتحديات
من ناحية أخرى، تفرض ضريبة النجاح طرح تساؤلات التأمل الذاتي. من بينها، ما الخطأ؟ لماذا لم ينجح الأمر؟ أين حدث الخلل؟ وكيف أصلحه؟
وجدير بالذكر أن اجتياز طريق النجاح تجربة تصهر الضعفاء وتنتقي فقط أصحاب الإرادة الحديدية.
ففي أبحاثي ،المنشورة داخل ميزات مجلة SUCCESS Magazine، يقرأ 88% من المليونيرات سير العظماء مثل توماس إديسون، الذي أخفق في 10,000 محاولة لصناعة المصباح قبل أن يضيء العالم.
وفقا لتجربة إديسون، تعتبر ضريبة النجاح نتاج إخفاقات زادت شدتها بالسخرية الإعلامية وتدهور وضعه المالي.
ومع ذلك، علمته هذه الندوب ما يصلح وما لا يصلح، وقادته في النهاية نحو نجاح هائل.
بينما أكدت العديد من مقالاتي على CNBC أن 94% من الأثرياء يخصصون 30 دقيقة يومياً للتعلم الذاتي، و3 ساعات للممارسة اليومية ،عادات نابعة من لسعة الفشل، لكنها تحول أصحابها بمرور الوقت إلى خبراء وناجحين متفردين.
كذلك، تترك الصفقة الفاشلة علامة تعكس نقصاً في المعرفة. بينما يشير الفصل من العمل إلى نقاط ضعف في المهارات أو العلاقات.
بالتالي، لا تعتبر هذه الدروس نظرية فقط، بل واقعية ومؤلمة، وتجبرك على أن تنمو أو تبقى خارج دائرة المنافسة.
لكل قصة نجاح قاعدة من الدروس المستفادة
علاوة على ذلك، تعتبر قصتي الشخصية خير مثال، وهي موثقة في Rich Habits وعلى CNN وHuffPost.
ففي التاسعة من عمري، دمر حريق مقر عمل عائلتي multimillion-dollar، فانهارت أوضاعنا ودخلنا دائرة الفقر لمدة 14 عاماً.
وأثارت هذه الندبة داخلي هوساً لفهم سر الاختلاف بين من يصبحون أثرياء وبين من يظلون عالقين في الفقر.
لذا، تعلمت أن التحلي بالاقتصاد ليس بخلاً. بل بقاء. وأن المخاطرة ليست تهوراً. بل قراراً محسوباً ومدروساً.
وفي السياق ذاته، أكدت دراسات بيزنس هارفارد ريفيو.فشل 79% من المشاريع.
ولكن المؤسسين الذين يحملون «ندوباً سابقة» تزيد احتمالات نجاحهم في المحاولة التالية بنسبة 20%.
بالتالي، يعتبر سجل الفشل ضخم. ما يكشف جذور الإخفاق. الغرور، ضعف التوقيت، نقص التمويل، الشركاء السيئون، أو الفرق الضعيفة.
استمرارية السعي
من ناحية أخرى، يضم الطريق إلى النجاح ليال بلا نوم، علاقات تتصدع، وهزيمة النفوس داخل غرف الاجتماعات.
ومع ذلك، تمنحك هذه الندوب القوة فيما بعد.
ووفقا لمقالتي في موقع Business Insider، إن العمل المستمر رغم الظروف يعزز الثقة ويحول الجهد إلى قوة.
حقيقة النجاح؟
علاوة على ذلك، يكرر الفقراء الأخطاء. بينما يتعلم الأغنياء منها ويغيرون المسار.
لذا، يجب احتواء نقاط ضعفك. فهي ليست عيوباً… بل أوسمة لخبراتك.
وأكدت دراساتي أن 76% من المليونيرات يخصصون وقتاً للتطوع أو الإرشاد، لرد الجميل بدروس استقوها من ثمن نجاحهم.
لذا، ابدأ بخطوات بسيطة:
- تدوين الإخفاقات الواقعة مؤخراً، واستنتاج ثلاثة حلول.
- القراءة بشغف
- تكوين شبكة علاقات قوية.
حيث إن النجاح لا يهدى. بل ينتزع خطوة بخطوة
كذلك، يعتبر خوض طريق النجاح ميزة تنافسية. وكل ما عليك أن تتزين بها. فهي ما يجعل الإنسان العادي لا ينهزم.



