شهدت سوق العملات المشفرة موجة بيع حادة يوم الجمعة. إذ واصلت بتكوين وغيرها من العملات الرقمية التراجع. في وقت يراقب فيه المستثمرون التطورات عن كثب مع تزايد الاعتقاد بأن أداء الأصول الرقمية بات مؤشرًا استباقيًا لاتجاهات سوق الأسهم الأوسع.
كما تراجعت بتكوين بنحو 4% إلى حوالي 83,000 دولار. بعد أن هبطت خلال الجلسة إلى مستوى 80,745 دولار. لتتعمق خسائرها عند أدنى مستوياتها منذ أبريل.
بتكوين تنزف
كذلك كانت العملة قد سجلت الخميس الماضي أدنى مستوى لها خلال اليوم عند 86,010 دولارات، وهو الأضعف منذ 21 أبريل حين هبطت إلى 84,633 دولار، بحسب بيانات «داو جونز» السوقية.
وبذلك أصبحت بتكوين أقل بأكثر من 31% من أعلى مستوى تاريخي بلغ 126,272 دولار في 6 أكتوبر. كما فقدت أكثر من 11% منذ بداية العام. وعلى أساس شهري، تتجه العملة نحو أسوأ أداء لها منذ يونيو 2022. حين تراجعت بنسبة 40.29%.
وشملت الخسائر معظم سوق العملات المشفرة، حيث انخفضت إيثريوم بأكثر من 6% الجمعة.
العملات المشفرة وسوق الأسهم
كما يرى محللون أن العملات المشفرة باتت تُفسَّر بطرق متعددة لدى المستثمرين: فالبعض يعتبرها رهانات مضاربة تزدهر في أوقات وفرة السيولة الرخيصة. وآخرون يرون فيها بديلاً محتملاً للدولار والعملات الورقية في ظل ارتفاع الديون الحكومية. بينما يعتقد فريق ثالث أن بعض الأصول الرقمية تمثل أدوات مهمة لتعزيز التحول الرقمي في المدفوعات والقطاع المالي.
غير أن الارتباط بين العملات المشفرة والأسهم، وخاصة أسهم النمو. ازداد مؤخرًا، بحسب مايك تريسي، رئيس التحليل في شركة Apex Fintech Solutions.
فقد استفاد الجانبان سابقًا من التفاؤل بشأن استمرار خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. لكن هذا التفاؤل تراجع بعد تصريح رئيس البنك جيروم باول الشهر الماضي بأن خفض الفائدة في ديسمبر ليس «أمرًا محسومًا».

كذلك أشار تريسي إلى أنه إذا أصبح تمويل النمو يعتمد على الديون بدل التدفقات النقدية الذاتية، فإن أسهم النمو ستصبح أكثر مخاطرة. وهو ما ينعكس على العملات المشفرة التي تتعرض لعمليات بيع مشابهة.
كما تعثرت بتكوين الخميس بالتزامن مع تسجيل مؤشر «إس آند بي 500» أكبر انعكاس يومي له منذ 8 أبريل، بانخفاض خلال اليوم بنسبة 3.5%. ليغلق متراجعًا 1.6% عند 6,538.76 نقطة. متأثرًا بخيبة الأمل من نتائج «إنفيديا» خلال جلسة نيويورك.
موجة خسائر مستمرة
كذلك قال دان كوتسورث؛ رئيس الأسواق في AJ Bell، إن «بتكوين، التي تقع في أعلى طيف المخاطر، مددت موجة الخسائر المستمرة منذ أواخر أكتوبر. فإذا فقد المستثمرون الثقة في أسهم التكنولوجيا، فمن غير المرجح أن يغامروا في العملات المشفرة».
وفي السياق نفسه، قال توم لي؛ رئيس الأبحاث في Fundstrat، إن ضغوط السوق على صناع السيولة في سوق العملات المشفرة. الذين تضرروا بشدة من موجة البيع في 10 أكتوبر — تدفع الأسعار للانخفاض تدريجيًا. إذ يضطر هؤلاء لبيع المزيد عند تراجع الأسعار لسد الفجوات في ميزانياتهم.
وفي نهاية المطاف أشار لي إلى أن عملية إعادة رسملة صناع السوق استغرقت بين 6 و8 أسابيع في 2022.
كما أضاف لي: «نحن الآن في الأسبوع السادس من هذه العملية». مؤكدًا أن ضعف السيولة يجعل العملات المشفرة. مثل بتكوين وإيثريوم. مؤشرًا سابقًا لحركة الأسهم.
المصدر: MarketWatch


