تحوّل تطبيق الواتساب إلى المنصة الأكثر تفضيلًا بالنسبة لشركات الاستثمار التابعة للأثرياء للغاية. حيث تستخدم في كل مهام مختلفة ومتنوعة؛ بدءًا من تدقيق الصفقات الاستثمارية وصولًا إلى العثور على أفضل الجراحين.
على سبيل المثال: يدير سام نالين كوبلي؛ مستشار استثماري في مكتب عائلي مقره لندن، مجموعة واتساب تضم نحو 970 عضوًا من مكاتب العائلات الفردية.
كما شاهد عبرها كل ما يمكن تخيله، مثل: التحقق من المؤهلات، والعثور على شركاء استثمار، وصولًا إلى بيع مجموعات بملايين الدولارات من عظام الديناصورات وبطاقات “بوكيمون”.
وفي السياق ذاته قال كوبلي:” إذا احتجت إلى أي شيء في أي وقت من اليوم، يمكنني مراسلة ما يقرب من ألف شخص بشأن صندوق بيتكوين جديد، أو أن أسأل من هو أفضل محامي ضرائب في ألمانيا”.
كذلك يستخدم كوبلي التطبيق لتنظيم اللقاءات والاجتماعات الخاصة بشبكة مكاتب العائلات التي يديرها تحت اسم Family Office Social.
«واتساب» يتصدى لعمليات الاحتيال
علاوة على ذلك أوضح كوبلي أن أهم فائدة لهذه المجموعات تكمن في كشف المحتالين الذين يروجون لصفقات وهمية. وهي مشكلة شائعة في عالم مكاتب العائلات.
وقال: “مجال مكاتب العائلات هو أسهل قطاع مالي يمكن التظاهر فيه بالثراء. إذا ظهر شخص وقال: أنا أملك مليار دولار في بيتكوين”.
وعلى الرغم من صعوبة إثبات ذلك إلا أن المجموعة الآن كبيرة وقوية بما يكفي لإجراء تدقيق واقعي: هل سمع أحد بهذا الشخص؟ هل تعامل معه أحد من قبل؟ إذا كانت الإجابة لا، فذلك يثير الشكوك فورًا».
أهمية التطبيق
في حين أوضح خبراء مختصون بمكاتب العائلات لموقع Inside Wealth أن الواتساب وسيلة سهلة للتواصل أثناء التنقل ومع أشخاص في مناطق زمنية مختلفة.
كما أشادوا بالخصوصية والحصرية؛ إذ إن رسائل واتساب مشفرة ولا يمكن التواصل إلا مع من يملكون أرقام هواتف بعضهم البعض.
لذا تفرض العديد من هذه المجموعات. بما في ذلك مجموعة كوبلي، قواعد صارمة تمنع الترويج المباشر للمنتجات أو الصفقات. كما يتم استبعاد الموردين والوسطاء.
وعلى عكس البنوك الاستثمارية التي قد تتعرض لغرامات كبيرة بسبب استخدام واتساب لا تخضع مكاتب العائلات عادة للقيود التنظيمية نفسها.
«الواتساب».. بديل مثالي لمنصات التواصل الاجتماعي
وفي سياق ذلك يعد روبن لوبر؛ الشريك الرئيس في مكتب عائلي سويسري، عضوًا في Family Office Social ومجموعة واتساب الخاصة بها.
وقال إنه يفضل واتساب على البريد الإلكتروني ولينكد إن؛ فهناك يتعرض لسيل من العروض الاستثمارية غير المرغوب فيها وعمليات الاحتيال.
بينما قال لوبر؛ من شركة Infinitas Capital: “واتساب سهل الاستخدام ومريح في الإدارة. بصراحة لا أقرأ رسائلي على لينكد إن”.
حماية أسرار الشركات
من جهتها أشارت إيرين هاركلس مور؛ المسؤولة عن الاستثمارات في مكتب عائلة ميليندا غيتس (Pivotal Ventures)، إلى أنها عضو في عدة مجموعات واتساب يتبادل فيها كبار مسؤولي الاستثمار تدفقات الصفقات، ويتناقشون حول استخدام الذكاء الاصطناعي. ويطلبون المساعدة على التوظيف.
كما أضافت أن الأعضاء تناولوا كيفية تعديل توزيعات المحافظ الاستثمارية في ظل تراجع عمليات التخارج ونقص السيولة في استثمارات رأس المال الجريء.
كذلك قالت: “من الجميل أن تكون هناك منتديات تضم أشخاصًا يعملون في المجال نفسه ويؤدون عملًا مشابهًا؛ لمتابعة ما يقرؤونه ويجدونه مثيرًا للاهتمام. أعتقد أن ذلك يجعلني مستثمرة أذكى وأفضل”.
فرصة للتواصل مع الجيل الجديد
علاوة على ذلك أكد جوشوا جنتين؛ مستشار مكاتب عائلية ووريث من الجيل الثالث لشركة Sargento Foods، أن استخدام واتساب أصبح ضرورة للتواصل مع الجيل الجديد من أفراد العائلات الثرية.
ويصف جنتين؛ البالغ من العمر 45 عامًا، نفسه بأنه رجل بريد إلكتروني. حيث يمتلك مجموعة واتساب تضم ستة ورثة تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عامًا.
وأضاف: “علينا أن نلتقي بهم على منصاتهم. التواصل عبر البريد الإلكتروني، خصوصًا مع من هم دون 35 عامًا، أصبح صعبًا جدًا”.
الفرق بين «واتساب» والمنصات المتخصصة
في المقابل توجد منصات مخصصة لمكاتب العائلات والأفراد ذوي الثروات الفائقة، مثل: Trusted Family وForge، والتي توفر خدمات مراسلة خاصة.
وعلى الرغم من ذلك يظل واتساب التطبيق الأكثر استخدامًا. فهو يضم اكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا حول العالم.
وفي السياق ذاته أوضح مايكل كول؛ الشريك الإداري في R360، وهي مجموعة استثمارية لأصحاب الثروات التي تتجاوز 100 مليون دولار، أن لدى R360 تطبيقًا خاصًا يركز على الفعاليات، إلا أن الأعضاء لا يزالون يفضلون الواتساب.
وجدير بالذكر أن الشبكة تضم مجموعات واتساب حسب الاهتمامات. مثل: الطيران الخاص والمغامرات الخارجية، فيما استخدمت مجموعة الصحة وطول العمر والعافية واتساب مؤخرًا لتحفيز أعضائها خلال تحدي الصيام.
لذلك أوضح كول أن العديد من الأعضاء، رغم ملكية واتساب لشركة ميتا، يرونه أكثر خصوصية من المنصات المصممة خصيصًا لاستهدافهم.
وقال: “الناس يحبون واتساب لأنه لا يوجد ما يمكن تسميته بـ“الأخ الأكبر”، أو على الأقل لا يوجد هذا الانطباع. يمكنهم إنشاء مجموعات بالطريقة التي يريدونها”.
المصدر: CNBC



