شهدت أسعار النفط ارتفاعًا في مستهل تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بحالة من التفاؤل في الأسواق بأن الإغلاق الحكومي الأمريكي قد ينتهي قريبًا. ويتوقع أن يؤدي هذا الحل إلى رفع الطلب في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وفي رصد لحركة السوق، أفادت وكالة “رويترز” أن هذا الارتفاع جاء ليعوض المخاوف المستمرة بشأن ارتفاع الإمدادات على مستوى العالم. علاوة على ذلك، زادت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 47 سنتًا، أو بنسبة 0.74%، لتصل إلى 64.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:23 بتوقيت جرينتش.
خام غرب تكساس الوسيط
كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 50 سنتًا، أو بنسبة 0.84%، ليبلغ 60.25 دولار للبرميل. ويشير هذا الصعود المتزامن للخامين القياسيين إلى أن العوامل الإيجابية الجديدة بدأت تتفوق على الضغوط السابقة.
وأصبح إنهاء الإغلاق التاريخي للحكومة الأمريكية، الذي دخل الآن يومه الأربعين، في متناول اليد. وتحرك مجلس الشيوخ أمس الأحد نحو التصويت على إعادة فتح الحكومة الاتحادية؛ ما أرسل موجة من الارتياح إلى أسواق الطاقة.
إعادة الفتح الوشيكة
وفي هذا الجانب، علق توني سيكامور؛ محلل الأسواق في مجموعة الأزمات الدولية، قائلًا: إن “إعادة الفتح الوشيكة هي بمثابة دفعة مُرحّب بها”. ويتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات اقتصادية فورية.
كذلك، أوضح سيكامور أن إعادة فتح الحكومة ستعيد الأجور إلى 800 ألف عامل اتحادي. إضافة إلى أنها ستعيد تشغيل البرامج الحيوية. ما سيؤدي إلى رفع ثقة المستهلكين ونشاطهم وإنفاقهم.

انتعاش متوقع لخام غرب تكساس
بينما أضاف المحلل أن هذه التطورات الإيجابية من المفترض أن تساعد أيضًا في تحسين معنويات المخاطرة في الأسواق. ويترجم ذلك مباشرة إلى دعم أسعار السلع الرئيسية.
كما توقع سيكامور أن يتسبب ذلك في انتعاش أسعار خام غرب تكساس الوسيط نحو 62 دولارًا للبرميل. ويشير هذا التفاؤل إلى أن الأسواق تقيّم إمكانية زيادة الطلب الأمريكي بشكلٍ سريع بعد انتهاء الأزمة السياسية.
الخامان القياسيان سجلا انخفاضًا
علاوة على ذلك، تأتي هذه الارتفاعات الأخيرة بعد أداء ضعيف في الأسبوع الماضي. حيث انخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو اثنين بالمئة. وسجلا بذلك ثاني انخفاض أسبوعي لهما على التوالي، وسط مخاوف متزايدة من تخمة المعروض العالمي.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، المعروفة باسم “أوبك+”، على زيادة الإنتاج بشكل طفيف في ديسمبر. لكن المنظمة أوقفت أيضًا أي زيادات إضافية في الإنتاج خلال الربع الأول من العام القادم، في محاولة لتحقيق التوازن في السوق.
زيادة مخزونات الخام الأمريكية
كذلك، زادت مخزونات الخام الأمريكية خلال الفترة الماضية؛ ما يشكل ضغطًا على الأسعار. وفي آسيا، ارتفع حجم النفط المخزن على متن السفن في المياه الآسيوية إلى مثليه في الأسابيع القليلة الماضية.
ويعزى ارتفاع حجم النفط المخزن على السفن إلى تشديد العقوبات الغربية؛ ما قلص الواردات إلى الصين والهند، مع نقص حصة الاستيراد الذي حد من الطلب من شركات التكرير الصينية المستقلة. ما أبقى على مخاوف تخمة المعروض قائمة رغم ارتفاع الأسعار الأخير.


