حافظ الدولار الأمريكي على مكاسبه مقابل العملات الرئيسة اليوم الخميس، في ظل حالة من الترقّب والحذر التي تسيطر على الأسواق العالمية قبيل صدور قرارات السياسة النقدية من البنوك المركزية في بريطانيا وأوروبا واليابان؛ ما عزّز الطلب على العملة الأمريكية كملاذ نسبي في المرحلة الراهنة.
وجاء هذا الاستقرار في وقت بقي فيه الجنيه الإسترليني تحت الضغط، عقب تراجع غير متوقع في معدل التضخم بالمملكة المتحدة. الأمر الذي عزّز من احتمالات إقدام بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب. ما انعكس سلبًا على أداء العملة البريطانية.
وفي المقابل، قلّص الين الياباني خسائره المسجلة في الجلسة السابقة، مع انطلاق اجتماع بنك اليابان الذي يستمر يومين. وسط توقعات واسعة برفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاثة عقود، في ظل استمرار الضغوط التضخمية.
تفاعل إيجابي مع تصريحات “ترامب”
ووفقًا لما نقلته “رويترز”، تلقّى الدولار الأمريكي دعمًا إضافيًا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سيؤمن بخفض أسعار الفائدة «بشكل كبير». وهو ما عزّز توقعات الأسواق باتجاه سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في المرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، قال راي أتريل؛ رئيس إستراتيجية العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني، إن الدولار الأمريكي سيكون «أقوى بشكل عام». لافتًا إلى أن التراجع المفاجئ في التضخم البريطاني «حسم الأمر لصالح خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة لاحقًا».
وبقي مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية تشمل الين واليورو، مستقرًا عند مستوى 98.416 نقطة. وذلك بعد ارتفاعه بنسبة 0.2% في الجلسة السابقة.
تحركات العملات الأوروبية والآسيوية
وسجّل الين الياباني انخفاضًا طفيفًا إلى 155.76 ينًا للدولار، بعد تراجعه بنسبة 0.6% يوم أمس الأربعاء. فيما استقر اليورو عند مستوى 1.1739 دولار، والجنيه الإسترليني عند 1.3367 دولار، عقب هبوطه بنسبة 0.4% في الجلسة الماضية.
وتشير توقعات العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى احتمال شبه مؤكد لخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في أعقاب بيانات التضخم الضعيفة لشهر نوفمبر. بينما يتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير، مع الإشارة إلى عدم الاستعجال في خفضها.
وفي آسيا، تتجه الأنظار إلى بنك اليابان؛ حيث يرجّح أن يرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.75% من 0.5%. مع بقاء التضخم فوق هدف البنك البالغ 2% نتيجة ارتفاع تكاليف المواد الغذائية.
الفيدرالي الأمريكي في دائرة الغموض
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال الغموض يحيط بتوقيت خفض أسعار الفائدة مجددًا من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. لا سيما في ظل تباين آراء صانعي السياسات وتصريحات ترامب حول المرشحين المحتملين لخلافة جيروم باول.
وفي هذا الإطار، قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إن البنك المركزي لا يزال يمتلك هامشًا لخفض الفائدة في ظل تباطؤ سوق العمل. بينما اعتبر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك أن خفض الفائدة الأخير لم يكن مبررًا.
وأكد ترامب عزمه الإعلان قريبًا عن مرشحه لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي. مشيرًا إلى أن الرئيس القادم «سيؤمن بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير». وهو ما انعكس على توقعات الأسواق لمسار السياسة النقدية الأمريكية.
أسواق العملات الرقمية والعملات السلعية
وعلى صعيد العملات الأخرى، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% إلى 0.6597 دولار أمريكي. فيما انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.3% إلى 0.5760 دولار. متجاهلًا إلى حد كبير بيانات أظهرت عودة اقتصاد نيوزيلندا إلى النمو في الربع الثالث.
وفي سوق العملات الرقمية، ارتفع سعر “البيتكوين” بنسبة 0.5% ليصل إلى 87,375.39 دولار. كما صعد “الإيثيريوم” بنسبة 0.3% إلى 2,826.20 دولار، في ظل تحسّن نسبي في شهية المخاطرة لدى المستثمرين.



