يتجه الدولار الأمريكي، اليوم الجمعة، لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من شهر، مدعومًا بتوقعات الأسواق حيال السياسة النقدية الأمريكية.
ويأتي هذا الأداء القوي في وقت يراهن فيه المستثمرون على أنه من غير المرجح أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وفي تفاصيل الأداء أفادت “رويترز” بأن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من عملات أخرى، لامس أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر ونصف الشهر.
علاوة على ذلك وصل المؤشر في أحدث التداولات إلى 100.20، ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.9%.
الين يرتفع لفترة وجيزة
كما ارتفع الين الياباني لفترة وجيزة اليوم الجمعة، وذلك بعد تصريح حاسم من ساتسوكي كاتاياما؛ وزيرة المالية اليابانية. إذ أشارت إلى أن “التدخل أمر وارد” للتعامل مع التحركات المتقلبة والمضاربة المفرطة التي يتعرض لها الين.
وجاء تصريح الوزيرة بمثابة تصعيد من جانب طوكيو لوقف تراجع العملة. ومع ذلك تراجع الين لاحقًا ليقترب من أدنى مستوى له في عشرة أشهر. ووصل في أحدث التداولات إلى 157.33 مقابل الدولار.
تقرير الوظائف الأمريكية يرسم صورة متباينة
من ناحية أخرى رسم تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والذي صدر أمس الخميس بعد تأخر نشره، صورة متباينة لسوق العمل. حيث أظهر التقرير تسارع نمو التوظيف في سبتمبر الماضي.
كما أوضح في المقابل أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.4%. وهو أعلى مستوى له خلال أربع سنوات. وفي هذا السياق قال خبراء الاقتصاد في شركة ويلز فارجو إن تقرير الوظائف لم يقدم أي توضيح بشأن ما ستفعله اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في اجتماعها القادم.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية
بينما عززت هذه البيانات المتباينة وجهة النظر القائلة بأن البنك المركزي الأمريكي من المرجح ألا يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر 2025. ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه صناع السياسة يتعاملون مع الضبابية الاقتصادية الناجمة عن إغلاق الحكومة الأمريكية.
كما صارت الأسواق تتوقع حاليًا بنسبة 27% فقط أن يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة الشهر المقبل. ما يؤكد تضاؤل آمال التيسير النقدي.
اليورو قرب أدنى مستوى في أسبوعين
علاوة على ذلك، انعكست قوة الدولار الأمريكي على العملات الرئيسية الأخرى. حيث استقر اليورو قرب أدنى مستوى له في أسبوعين، ووصل في أحدث التداولات إلى 1.1528 دولار. ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.8%.
في حين ارتفع الجنيه الإسترليني 0.11% إلى 1.3084 دولار، لكنه يتجه لخسارة 0.7% خلال الأسبوع. ويترقب المستثمرون كذلك الميزانية البريطانية القادمة في اختبار رئيسي لعملة البلاد وأسواق السندات.
الين يتجه لأسوأ أداء أسبوعي
كذلك، انصب الكثير من التركيز في سوق العملات هذا الأسبوع على الين المتراجع وسط قلق المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد. وجاء هذا القلق بعد حزمة تحفيز سخية تبنتها رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي.
ويخطط مجلس الوزراء الياباني للموافقة على الحزمة التي من المقرر أن تبلغ قيمتها حوالي 21.3 تريليون ين (135.29 مليار دولار) في وقت لاحق اليوم الجمعة. بينما يتجه الين لانخفاض بما يقرب من اثنين بالمئة خلال الأسبوع في أسوأ أداء له منذ أكثر من شهر. ما يبرز حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.



