سجلت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بتقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي في حال عدم توصل موسكو إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. ذلك في وقت واصل فيه المستثمرون تقييم مخاطر الإمدادات المرتبطة بحصار ناقلات النفط الفنزويلية.
وفي هذا السياق، صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 44 سنتًا، أو ما يعادل 0.79%، ليصل إلى 56.38 دولارًا للبرميل عند الساعة 02:56 بتوقيت جرينتش. بعدما كان قد حقق مكاسب تجاوزت الدولار في مستهل التعاملات قبل أن يقلصها لاحقًا. كما ارتفع خام برنت بنحو 42 سنتًا، أو 0.7%، مسجلًا 60.10 دولار للبرميل.
ويأتي هذا الأداء في وقت تترقب فيه الأسواق تطورات المشهد الجيوسياسي العالمي. وسط حساسية متزايدة تجاه أي مستجدات قد تؤثر في مستويات المعروض. لا سيما مع استمرار التوترات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية وتداعياتها على أسواق الطاقة العالمية.
عقوبات محتملة تضغط على إمدادات السوق
وأفادت وكالة «بلومبرج»، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة تدرس جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي. إذا لم تُبدِ موسكو مرونة حيال اتفاق سلام مع أوكرانيا. في حين أكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة «رويترز» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن فرض تلك العقوبات.

وأوضح محللو بنك «آي إن جي» في مذكرة بحثية أن أي إجراءات إضافية تستهدف النفط الروسي قد تشكل خطرًا أكبر على إمدادات السوق. مقارنة بإعلان ترامب الأخير بشأن فرض حصار أمريكي على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتغادر فنزويلا.
وأضاف البنك أن تداول خام برنت قرب مستوى 60 دولارًا للبرميل، إلى جانب توقعات بوجود فائض في المعروض، يمنح الإدارة الأمريكية هامشًا أوسع للتحرك بقدر أكبر من التشدد في ملف العقوبات. دون إحداث صدمة فورية في الأسعار.
تطورات فنزويلا وأثرها على المعروض العالمي
وفي سياق متصل، أشار تقرير «بلومبرج» إلى أن الولايات المتحدة تدرس استهداف ما يُعرف بـ«أسطول الظل» الروسي المستخدم في نقل النفط الخاضع للعقوبات. إضافة إلى التجار الذين يسهمون في تسويقه عالميًا، مع احتمال الإعلان عن هذه الإجراءات في وقت قريب.
وعلى صعيد آخر، يعرّض الحصار المفروض على فنزويلا نحو 600 ألف برميل يوميًا من صادراتها النفطية للخطر، تتجه غالبيتها إلى الصين. في حين يرجح استمرار صادرات تقدر بنحو 160 ألف برميل يوميًا إلى الولايات المتحدة، بحسب تقديرات «آي إن جي». مع مواصلة ناقلات شركة «شيفرون» الإبحار بموجب ترخيص أمريكي سابق.
ورغم تعليق معظم الصادرات الفنزويلية الأخرى، أفادت مصادر بأن شركة النفط الوطنية «بي دي في إس إيه» استأنفت تحميل بعض شحنات الخام والوقود. ذلك عقب توقف مؤقت بسبب هجوم سيبراني. في وقت تشير فيه بيانات السوق إلى أن وفرة الخام المخزن عائمًا وضعف الطلب في آسيا يحدّان من الأثر الفعلي للنفط الفنزويلي. الذي يمثل نحو 1% فقط من الإمدادات العالمية.


