شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا في التعاملات الآسيوية المبكرة لهذا اليوم الثلاثاء. وجاء هذا التراجع ليقلص المكاسب التي حققها الخامان القياسيان في الجلسة السابقة، في إشارة إلى استمرار حالة الترقب في السوق.
وفي تحليل لحركة الأسعار، أفادت وكالة “رويترز” أن المخاوف المتزايدة من زيادة المعروض العالمي طغت على التفاؤل بشأن الحل المحتمل لأزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي. علاوة على ذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 13 سنتًا، أو بنسبة 0.2%، لتصل إلى 63.93 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:00 بتوقيت جرينتش.
خام غرب تكساس الوسيط يتراجع
كما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في التداولات الآسيوية المبكرة 60 دولارًا للبرميل. وقد انخفض الخام الأمريكي بمقدار 13 سنتًا، أي بنسبة 0.2%. ما يعكس الضغط السلبي على الأسعار.
وكان كلا الخامين قد ارتفع بنحو 40 سنتًا في الجلسة السابقة. ما يدل على التقلب المستمر والتنافس بين العوامل الصاعدة والنازلة في السوق.
تسوية لإنهاء أطول إغلاق حكومي
بينما من ناحية أخرى، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الاثنين على تسوية من شأنها أن تنهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة. ووضع هذا التصديق حدًا لحالة الجمود المستمرة منذ أسابيع.
كذلك، كان لهذا الإغلاق تداعيات سلبية واسعة؛ حيث أدى إلى تعطيل مساعدات غذائية لملايين المواطنين، وترك مئات الآلاف من موظفي الحكومة دون رواتب، كما تسبب في إرباك حركة الطيران.

مخاوف تخمة المعروض العالمي
بينما أدت التطورات المرتبطة بإنهاء الإغلاق الحكومي إلى تعزيز الأسواق بوجه عام، إلا أن أسعار النفط بقيت تحت ضغط مستمر. ويعود هذا الضغط بفعل المخاوف المتزايدة من تخمة المعروض من الخام.
كما أوضح محللون في شركة ريتر بوش اند أسوشيتس في مذكرة لهم، أن مع استمرار زيادة إنتاج أوبك، يتجه التوازن العالمي في النفط إلى جانب سلبي بشكلٍ متزايد على صعيد المعروض.
تباطؤ نمو الاقتصاد في الدول الكبرى
علاوة على ذلك، أضاف محللو الشركة أن الطلب على النفط “لا يزال منخفضًا”. ويأتي هذا الانخفاض بالتزامن مع تباطؤ نمو الاقتصاد في الدول الكبرى المستهلكة للنفط. ما يزيد من تحديات تخمة المعروض.
في حين وافق تحالف “أوبك+” في وقت سابق من هذا الشهر على رفع أهداف الإنتاج لشهر ديسمبر بمقدار 137 ألف برميل يوميًا. لكن التحالف وافق أيضًا على تجميد أي زيادات في الربع الأول من العام المقبل، في محاولة لإدارة مستويات الإمدادات.
تأثير العقوبات الأمريكية
كذلك، ظل تركيز السوق منصبًا على تأثير أحدث العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. وقد استهدفت هذه العقوبات تحديدًا شركتي النفط الروسيتين الكبيرتين روسنفت ولوك أويل.
ويعد تراجع أسعار النفط اليوم دليلًا على أن القوة الدافعة للمخاوف الأساسية المتعلقة بالإمدادات العالمية والنمو الاقتصادي، تتفوق حاليًا على العوامل الإيجابية قصيرة الأجل مثل إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي. ما يبقي سوق الطاقة في حالة حذر وترقب.


