سجلت أسعار الذهب تراجعًا في تداولات اليوم الجمعة؛ ما وضع المعدن النفيس على مسار تسجيل انخفاض أسبوعي، وذلك بعد أن دعم تقرير قوي للوظائف في الولايات المتحدة التقديرات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي لن يخفض الفائدة في اجتماعه المقبل في ديسمبر 2025.
وفي تفاصيل الأداء السعري أفادت “رويترز” بأن أسعار الذهب في المعاملات الفورية هبطت بنسبة 0.2% إلى 4062.79 دولار للأوقية بحلول الساعة 0157 بتوقيت جرينتش.
علاوة على ذلك سجل المعدن النفيس تراجعًا بنسبة 0.3% منذ مطلع الأسبوع وحتى الآن؛ ما يؤكد الضغط الهبوطي.
تقرير الوظائف غير الزراعية يرتفع
كما أظهر تقرير صادر عن وزارة العمل الأمريكية، والذي تأجل نشره بسبب الإغلاق الحكومي الاتحادي، ارتفاعًا مفاجئًا في الوظائف غير الزراعية. حيث زادت الوظائف بمقدار 119 ألف وظيفة في سبتمبر الماضي.
وتفوق هذا الارتفاع بأكثر من مثلي الزيادة المتوقعة. والتي كانت تبلغ 50 ألف وظيفة فقط.
ويشير هذا الأداء القوي لسوق العمل إلى متانة الاقتصاد الأمريكي. ما يقلل الحاجة الملحّة إلى التيسير النقدي.
توقعات خفض الفائدة تتراجع
من ناحية أخرى تسببت قوة بيانات التوظيف في انحسار رهانات خفض الفائدة. حيث يتوقع المتعاملون حاليًا بنسبة 39% تقريبًا فقط أن يخفض البنك المركزي الأمريكي الفائدة الشهر المقبل.
كذلك يمثل هذا انخفاضًا حادًا عن توقعات كانت بواقع 60% في وقت سابق من هذا الشهر. ويعكس ذلك التغير السريع مدى تأثير بيانات الاقتصاد الكلي في قرارات المستثمرين وتوقعات السياسة النقدية.

الدولار يتجه لتسجيل أقوى أداء أسبوعي
يشكل الذهب الذي لا يدر عوائد خطرًا أكبر على المستثمرين في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة. وعادة ما يميل المعدن الأصفر إلى الارتفاع في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.
كما يتجه الدولار الأمريكي اليوم الجمعة لتسجيل أقوى أداء أسبوعي له في أكثر من شهر. وتجعل قوة الدولار الذهب، المسعر بالعملة الأمريكية، أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. ما يزيد من الضغوط البيعية عليه.
الفضة تنخفض والبلاتين والبلاديوم يرتفعان
علاوة على ذلك سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة؛ وهذا يدل على انفصال نسبي عن حركة الذهب. حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 50.39 دولار للأوقية.
في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1517.95 دولار، كما زاد البلاديوم 0.3% ليصل إلى 1381.22 دولار.
التركيز ينصب الآن على اجتماع الاحتياطي
في حين بعد صدور تقرير الوظائف القوي ينصب التركيز الآن بشكلٍ كامل على الاجتماع القادم للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في ديسمبر 2025. ويتوقع أن تُبنى قرارات البنك المركزي على أساس متانة سوق العمل والابتعاد عن التيسير النقدي.
ويظهر تراجع الذهب اليوم أنه لا يزال تحت رحمة البيانات الاقتصادية الأمريكية. إذ عزز التقرير القوي للتوظيف من موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد. ما يضع حاجزًا أمام أي ارتفاع كبير محتمل للملاذ الآمن حتى نهاية العام.


