في خُطوة توسعية هامة، دخل بنك «جيفريز فاينانشيال جروب» سوق الائتمان الخاص بالمملكة العربية السعودية لأول مرة. وجاء هذا الدخول عبر قيادة صفقة تمويل كبرى مخصصة لشركة «إيراد»، وهي شركة تمويل ناشئة مقرها الرياض.
وبحسب ما أورده موقع الاقتصادية فإن القيمة الإجمالية للصفقة بلغت 125 مليون دولار. ويمثل هذا الاستثمار مؤشرًا على تزايد الاهتمام العالمي بفرص التمويل البديل في المملكة.
وقدم بنك الاستثمار «جيفريز» تسهيلات مالية مدعومة بالأصول وقابلة للتوسع، بالاشتراك مع المستثمر المشارك «تشانل كابيتال». وتهدف هذه التسهيلات إلى تمكين «إيراد» من توسيع نطاق عمليات الإقراض الموجهة للشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية عبر منصتها الرقمية.
تعزيز قدرات “إيراد” وأهداف التوسع
علاوة على ذلك، يتيح التمويل لشركة «إيراد» تعزيز محفظتها الائتمانية وزيادة قدرتها على دعم التنمية الاقتصادية. وتعد الشركات الصغيرة والمتوسطة عصب الرؤية الاقتصادية للمملكة؛ ما يجعل هذا التمويل ذا أهمية استراتيجية.
كما، يهدف التمويل إلى مساعدة «إيراد» على تلبية الطلب المتزايد على حلول التمويل المرنة والبديلة، خصوصًا مع تسارع وتيرة التحول الاقتصادي بالمملكة. ويؤكد هذا الدور المحوري للتمويل الخاص في دعم ريادة الأعمال.
من ناحية أخرى، ينضم «جيفريز» من خلال هذه الصفقة إلى قائمة بارزة من بنوك «وول ستريت» التي تتسابق خلف فرص الائتمان الخاص في السعودية ومنطقة الخليج. ويشير هذا إلى تحول هيكلي في مصادر التمويل الإقليمية.
جاذبية السوق السعودية وتجارب سابقة
قبل شهرين، شهدت السعودية صفقة تمويل مماثلة بحجم أضخم، ما يؤكد جاذبية السوق. حيث حصلت شركة «تمارا»، التي تعمل بنظام «اشتر الآن وادفع لاحقًا»، على تسهيل كبير مدعوم بالأصول.
كذلك، بلغت قيمة هذا التسهيل 2.4 مليار دولار، وقدمته مجموعة من المؤسسات المالية العالمية الكبرى. ضمت تلك المجموعة أسماء رنانة مثل: «جولدمان ساكس» و«سيتي جروب»؛ ما يعزز مكانة المملكة كمركز مالي جاذب.
واكتسبت «تمارا» وضع «يونيكورن»، أي شركة ناشئة تتجاوز قيمتها مليار دولار؛ ما يبرز إمكانات نمو الشركات التكنولوجية المالية السعودية. ويشجع هذا النجاح دخول المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.
تطور الائتمان الخاص وضغوط البنوك المحلية
وحتى وقت قريب، كان الائتمان الخاص كفئة استثمارية شبه غائبة تمامًا أو غير نشطة بالسعودية. لكن هذا الواقع يتغير بسرعة هائلة نتيجة للفرص المتاحة والاحتياجات التمويلية المتزايدة.
وتتجه الشركات في المملكة بشكل متزايد نحو خيارات التمويل البديل، للابتعاد عن التمويل التقليدي. ويأتي هذا التحول في سياق يواجه فيه القطاع المصرفي المحلي ضغوطًا كبيرة.
وتأتي هذه الضغوط بسبب الاحتياجات التمويلية الضخمة الناتجة عن عملية التحول الاقتصادي الكبيرة والعملاقة التي تمر بها البلاد ضمن رؤية 2030. ويعد الائتمان الخاص حلًا تكميليًا حيويًا لتلبية هذه الفجوة التمويلية.


