بعد عام من انضمامه إلى شركة مايكروسوفت، أعلن مصطفى سليمان؛ الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في الشركة. عن تأسيس فريق جديد تحت اسم «الذكاء الخارق الإنساني (Humanist Superintelligence – HSI)». وهو مبادرة تهدف إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة تعمل دائمًا «لصالح الإنسان وخدمته».
كما يأتي ذلك بعد أن كانت مايكروسوفت مقيدة باتفاقها التاريخي مع شركة أوبن إيه آي. الذي كان يمنعها من تطوير أبحاث مستقلة في مجال الذكاء العام الاصطناعي (AGI). ويحد من قدراتها على تدريب نماذج كبيرة متقدمة. إذ كان الاتفاق يضع سقفًا على القوة الحاسوبية المسموح باستخدامها (مقاسة بوحدة FLOPS).
قال مصطفى سليمان في تصريحات لمجلة «فورتشن» إن هذا القيد كان «تحديًا كبيرًا لشركة بحجم مايكروسوفت». لكنه أضاف:
«الآن أصبحنا أحرارًا في متابعة مسارنا نحو الذكاء الخارق، بالتوازي مع استمرار شراكتنا الوثيقة مع أوبن إيه آي حتى عام 2030».
«الذكاء الخارق الإنساني»
كما يضم الفريق الجديد بقيادة مصطفى سليمان والعالِم كارين سيمونيان. الذي انتقل إلى مايكروسوفت ضمن صفقة استحواذها على فريق «إنفلكشن» في مارس 2024. أيضًا باحثين من «جوجل ديب مايند» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» و«أنثروبيك».
بينما يعتبر الهدف المعلن للفريق هو تطوير ذكاء اصطناعي «إنساني التوجه». أي أن يكون قويًا بقدر ما هو مسؤول. ويركز على التطبيقات التي تقدم فوائد ملموسة وآمنة لمليارات البشر حول العالم.
كما أوضح مصطفى سليمان أن هذا التوجه يختلف عن منافسيه مثل «ميتا» التي أنشأت مختبرات «ميتا سوبرإنتلجنس لابز». و«أوبن إيه آي» التي تقول إنها تجاوزت مرحلة الذكاء العام نحو الذكاء الخارق.
وأكد أن رؤية مايكروسوفت «ترفض ثنائية الخوف والطموح المفرط». بل تسعى إلى تحقيق توازن يضمن تقدّمًا مسؤولًا ومستدامًا.
استقلال تقني متزايد
ضمن سعيها نحو الاستقلالية في أبحاث الذكاء الاصطناعي، استثمرت مايكروسوفت مليارات الدولارات في تطوير رقائق ذكاء اصطناعي خاصة بها. دون الكشف عن حجم البنية التحتية الجديدة.
كما قال سليمان إن الشركة تبني «ثقافة داخلية تركز على الريادة في أبحاث الجبهة المتقدمة للذكاء الاصطناعي»، مشيرًا إلى أن الطريق أمام تحقيق هذا الهدف «سيستغرق سنوات».
كما أضاف أن هذا الجهد «محوري في استراتيجية الشركة». وأن الذكاء الخارق الإنساني هو «استثمار في مستقبل طويل الأمد يوازن بين السرعة والسلامة».
تسارع مدروس
وفيما يتعلق بالسياسات الحكومية، أشار مصطفى سليمان إلى توافق جزئي مع توجهات إدارة الرئيس دونالد ترامب. التي تتبنى مبدأ تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي وتخفيف القيود التنظيمية.
وقال: «أتفق مع ديفيد ساكس؛ مسؤول الذكاء الاصطناعي والعملات المشفّرة في الإدارة، بأن التسريع ضروري لأمريكا وللغرب عمومًا». لكنه شدد على ضرورة أن يكون التسارع «ضمن حدود لا تضر بالمجتمع». محذرًا من مخاطر مثل التضليل والمعلومات الزائفة والأنظمة الذاتية غير المنضبطة.
وأضاف مصطفى سليمان: «يجب أن نتحرك بأقصى سرعة ممكنة، ولكن مع التأكد من أننا لا نؤذي أنفسنا».
توازن بين الضبط والطموح
في نهاية المطاف يرى مراقبون أن دخول مايكروسوفت رسميًا سباق «الذكاء الخارق» يمثل لحظة مفصلية في صناعة الذكاء الاصطناعي، خصوصًا أنها باتت تجمع بين قوتها التقنية وشراكتها المستمرة مع «أوبن إيه آي».
ومع قيادة سليمان، الذي يُعد من أبرز وجوه الجيل المؤسس للذكاء الاصطناعي الأخلاقي. يبدو أن الشركة تحاول إعادة تعريف السباق العالمي من منظور إنساني أكثر من كونه تنافسًا علميًا بحتًا.
المصدر: فورتشن



