أعلنت شركة سافي للألعاب، المدعومة باستثمار ضخم من صندوق الاستثمارات العامة، عن توقيع مذكرة تفاهم إستراتيجية مع شركة «هيومين»، وهي شركة سعودية ناشئة ومتخصّصة في مجالات الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الشراكة إلى دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة في كافة عمليات مجموعة الألعاب.
وفي تفاصيل الاتفاقية، أشار تقرير لصحيفة «arabnews» إلى أن هذه الاتفاقية، التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، تمهِّد الطريق أمام الشركتين لاستكشاف وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصَّصة. علاوة على ذلك، تتيح الاتفاقية لـ«سافي للألعاب» الاستفادة من مراكز البيانات والبنية التحتية الحاسوبية السحابية الخاصة بـ «هيومين». ما يمثل ترتيبًا لتبادل التكنولوجيا والقدرات بين كيانات الصندوق السيادي.
الشراكة تعكس تحول «سافي»
كما أشار برايان وورد؛ الرئيس التنفيذي لمجموعة سافي للألعاب، إلى تطلعات المجموعة نحو هذه الشراكة؛ حيث قال: “نتطلع إلى العمل مع «هيومين» لاكتشاف وتفعيل السبل التي يمكن أن تعزز الطريقة التي نستفيد بها من الذكاء الاصطناعي في سافي”. ويؤكد هذا التصريح على التوجه نحو الابتكار الداخلي.
وتعد هذه المذكرة مؤشرًا على تحوّل في الاتجاه التشغيلي لسافي، التي ركزت أنشطتها المعلنة حتى الآن على الاستثمار وعمليات الدمج والاستحواذ في القطاع. ويُشير التوقيع إلى بداية بناء قدرات داخلية في الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع نضوج سوق الألعاب المحلي.
نظام التشغيل «هيومين ون»
من ناحية أخرى، تأتي هذه الصفقة بالنسبة لـ«هيومين» بعد فترة وجيزة من إطلاقها لنظام التشغيل المبتكر “هيومين ون”. ويعد هذا النظام، الذي تم الكشف عنه خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، نظام تشغيل يعتمد على الوكلاء الذكيين.
كذلك، تقدّم الشركة هذا النظام بوصفه قاعدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في قطاعات محددة، ومن بينها قطاع الألعاب. وتقول «هيومين» إن قطاع الألعاب دخل مرحلة جديدة يمكن فيها للذكاء الاصطناعي أن يؤثر بشكل ملموس في الإنتاجية والإبداع على حد سواء.
الذكاء الاصطناعي يحدث أثرًا
بينما أكد طارق أمين؛ الرئيس التنفيذي لشركة «هيومين»، أن تطوير الألعاب يعدّ من أكثر المجالات إثارة. حيث يمكن للاستخدام الفعّال لحلول الذكاء الاصطناعي أن يحدث أثرًا ملموسًا في تعزيز كل من الإبداع والإنتاجية.
كما تعد «هيومين» محورًا أساسيًا في منظومة الذكاء الاصطناعي السيادية الناشئة في السعودية. وتغطي الشركة مجالات حيوية تشمل مراكز البيانات، وتدريب النماذج اللغوية. وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المصمّمة لخدمة احتياجات القطاعين الحكومي والخاص.
هيومين تركز على توطين التقنيات
علاوة على ذلك، يركّز نهج «هيومين» على تطوير نماذج لغوية ضخمة مُدرَّبة بالعربية. بالإضافة إلى تطبيقات متخصّصة بالقطاعات المختلفة. ويأتي هذا التوجه بما يتماشى مع الأولويات الرقمية الوطنية للمملكة. كتوطين التقنيات الأساسية وتنمية الكفاءات المحلية.
وتعكس هذه الشراكة إستراتيجية أوسع داخل صندوق الاستثمارات العامة، الذي يقدم دعمًا استثماريًا ضخمًا لـ “سافي” يبلغ 38 مليار دولار. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تعزيز الترابط التشغيلي بين الشركات التابعة له في مجالات التقنيات الناشئة.
إنشاء منصات مشتركة ومعايير متكاملة
كذلك، تشير الاتفاقية إلى اتجاه نحو إنشاء منصات مشتركة، وطبقات بيانات موحدة، ومعايير تقنية متكاملة. ويعد هذا التوجّه أمرًا شدد عليه صانعو السياسات السعوديون مرارًا في إطار رؤية المملكة 2030 لبناء اقتصاد رقمي متكامل. بدلًا من التعامل مع الذكاء الاصطناعي كمنتج منفصل.
ولم تفصح أي من الشركتين عن القيمة المالية للاتفاق أو الجدول الزمني للمشروعات. غير أنه تم التأكيد على أن المبادرات البحثية والتطويرية المشتركة تشكل جزءًا من التعاون. وفي حال نفِّذ هذا التعاون بنجاح، فسيجعل من «سافي» إحدى أولى شركات الألعاب الكبرى في المنطقة التي تفعل الذكاء الاصطناعي على نطاق تشغيلي واسع، متجاوزةً الاستخدامات التقليدية.


