أظهرت شركة الاتصالات السعودية STC قدرًا كبيرًا من المرونة والقدرة على التأقلم مع المستجدات والأحداث الطارئة، سواء كانت منافسين كبارًا أو تغير المعطيات السوقية أو التعرض لوباء قاتل مثل فيروس كورونا المستجد، التي تعتبر أهم ما يميز المؤسسات والشركات الكبرى والناشئة على حد سواء، ولعل ذلك هو ما قصده المؤلف والكاتب ورائد الأعمال إريك ريس؛ عام 2011، في كتابه “The Lean Startup” أو الشركة الناشئة المرنة.
حاول “إريك” في هذا الكتاب أن يقدم سلسلة من النصائح، والاستراتيجيات التي تقي الشركات من الفشل. يظهر من هذا الطرح أن لدى هذه الشركات _خاصة تلك التي أتقنت قواعد اللعبة_ قدرة كبيرة على التأقلم، وعلى المرونة؛ فليس مقصودًا أن يُخلي الاقتصاد الساحة للأحداث العارضة والمستجدات حتى وإن كانت خارجة عن التحكم، فهو، أي الاقتصاد، يبتكر وسائل وطرقًا جديدة للتعامل مع هذه الظروف الطارئة، ولعل من بين هذه الوسائل “العمل عن بُعد”، الذي كانت شركة الاتصالات السعودية STC سبّاقة إلى اعتماده في الآونة الحالية.
3 آلاف موظف يعملون عن بُعد
قررت شركة الاتصالات السعودية STC إلزام أكثر من ثلاثة آلاف موظف وموظفة بالعمل عن بُعد لمدة أسبوعين كاملين، وذلك من باب الحفاظ على صحة وسلامة مواظفيها، والتجاوب مع كل التدابير الاحترازية التي اتخذتها الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد، والحد من انتشاره.
ليس هذا فحسب، بل إنها تسعى عبر اتخاذ هذا القرار بالعمل عن بُعد، من جهة أخرى، إلى تفعيل استراتيجيتها العامة التي تركز، من بين ما تركز عليه، على رقمنة أعمال الشركة، وتحقيق التحول الرقمي.
وتحاول الشركة، عبر إجراء كهذا، ليس التأقلم مع الأحداث الطارئة والمستجدات الخارجة عن التحكم فحسب، وإنما تسعى كذلك إلى تحقيق مكسب ذي أثر مزدوج، فهي، من جهة، تعمل على تفعيل استراتيجيتها المتعلقة برقمنة الأعمال، والإسهام في تسريع وتيرة التحول الرقمي التي تنتهجها المملكة، والتي شددت عليها رؤية 2030.
ناهيك عن كونها تسعى، من جهة أخرى، إلى تعزيز صورتها الذهنية لدى مجتمعها الداخلي (موظفيها بالتحديد) ولدى المجتمع المحيط بها؛ فمن خلال بناء وتعزيز سمعتها وصورتها الذهنية ستجني مكاسب على المدى الطويل فيما بعد.
المسؤولية الاجتماعية والتجاوب مع الأحداث
يمكننا أن نستنتج من خلال تعامل شركة الاتصالات السعودية STC مع أزمة فيروس كورونا المستجد مدى تبنيها مبادئ وأسس المسؤولية الاجتماعية، وتطبيقها كذلك؛ حيث قررت منح 3 آلاف موظف فرصة العمل عن بُعد؛ حفاظًا على صحتهم وسلامتهم فحسب، وهو الأمر الذي سيعمق من ولاء هؤلاء الموظفين للشركة، ويرفع مستوى اندماجهم ورضاهم الوظيفي، وهو ما سينعكس تاليًا على معدلات إنتاجهم بالإيجاب، بل جودة أدائهم كذلك.
ليس هذا فحسب، وإنما قررت، وكان هذا الإجراء الأول الذي اتخذته الشركة تقريبًا، منح جميع الموظفات الأمهات ميزة العمل عن بُعد، بالتزامن مع تفعيل الجهات المعنية للتعليم عن بُعد؛ وذلك استجابة لحاجة الأمهات في البقاء بجانب أبنائهن، ومساندتهم في دروسهم اليومية.
وكانت stc بادرت بإتاحة العمل عن بُعد لجميع موظفيها في منطقة القطيف، كما اعتمدت ضمن خطواتها الاحترازية على نظام البصمة عبر الجوال، وأوقفت نظام البصمة التقليدي حرصًا على سلامة الموظفين.
وتأتي هذه الخطوات _وفقًا لتصريح المهندس أحمد بن مسفر الغامدي؛ نائب الرئيس لقطاع الموارد البشرية_ تعزيزًا لنجاح توجه الشركة إلى تيسير ميزة العمل عن بُعد، المعتمد في النظام الوظيفي لمنسوبي الشركة في العامين الماضيين؛ حيث يحق للموظف 5 أيام كعمل عن بُعد في الشهر، كما تأتي حرصًا على سلامة الموظفين واستشعارًا لحاجاتهم.
وفي الواقع لا تقتصر جهود الشركة على الالتزام بالمسؤولية باتخاذ قرار العمل عن بُعد؛ إذ شاركت الاتصالات السعودية STC في مبادرة أطلقتها، قبل عامين، جمعية الحاسبات السعودية _ممثلة في الفرع النسائي_ لدعم المكفوفين.
وهو الأمر الذي يعني أن الشركة تحاول، قدر جهدها واستطاعتها، مد يد العون، ومساعدة أكبر قدر من الأفراد في المجتمع السعودي؛ إيمانًا بأن قاطرة التنمية يجب أن يتشارك الجميع في الدفع بها قُدمًا.
جوائز جديدة
وفي مطلع العام الحالي، أعلنت شركة الاتصالات السعودية STC 9 جوائز جديدة لهذا العام؛ لتكريم شركاء النجاح ضمن برنامج الشركة لتعزيز المحتوى المحلي “روافد”. فالشركة، وفقًا لذلك، لا تدخر جهدًا في مساعدة من بحاجة إلى الدعم والمعونة، أيًا كان شكل هذا الدعم وتلك المعونة.
العمل عن بُعد: الرقمنة ومكاسب من نوع فريد
على الرغم من أن اتخاذ هذا القرار _أي العمل عن بُعد_ سواء من قِبل شركة الاتصالات السعودية STC أو غيرها من الشركات في المملكة، جاء على خلفية أزمة كبرى، وهي وباء كورونا الذي ظهر في مقاطعة ووهان الصينية خلال ديسمبر الماضي، ثم ما فتأ يداهم العالم برمته، حتى وصل إلى 114 دولة، إلا أن قرار العمل عن بُعد جلب معه الكثير من المكاسب والمزايا المختلفة؛ منها أن هذه الاستراتيجية ستعمل على تقليل تكلفة التشغيل، ناهيك عن تكريس التقنيات الرقمية الحديثة المختلفة، وتوطين التكنولوجيا.
ليس هذا فحسب، بل إنها ستعمل على طرح نمط إداري مرن يركز على الجودة، وعلى الكيف لا الكم، كما أن العمل عن بُعد سيساعد شركة الاتصالات السعودية STC وغيرها من الشركات بطبيعة الحال في استقطاب الكفاءات الإقليمية والدولية على حد سواء.
وإمعانًا من الشركة في تعزيز الرقمنة، وفي نفس الوقت التجاوب مع الحدث الاستثنائي الراهن، كشفت عن توفير بدائل رقمية من تطبيقات التعليم، والتطبيب عن بُعد، والتصفح المجاني لها.
ووفرت شركة الاتصالات السعودية «STC» أيضًا البدائل المختلفة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية حول الإجراءات الاحترازية بشأن مكافحة «فيروس كورونا».
أول مجمع ذكي في الشرق الأوسط
وكانت شركة الاتصالات السعودية STC أطلقت، في مطلع فبراير الماضي، أول مجمع ذكي بتقنية الجيل الخامس “5G” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مقر الشركة بمدينة الدمام.
وقالت الشركة، في بيان لها، إن المجمع شمل مختبرًا متطورًا للجيل الخامس؛ لعرض الخدمات والحلول المرتبطة للشركات في مجالات صناعية متعددة، مثل النفط والغاز والبتروكيميائيات والتعدين، بالإضافة إلى الخدمات الطبية والتعليمية وخدمات الأفراد.
ويتوقع أن يسهم المجمع الذكيّ في تيسير طرح التطبيقات الذكية والاستخدامات المتقدمة، مثل: نظام المراقبة المرئية «CCTV» والخدمات السحابية، كالحواسيب والألعاب والواقع الافتراضي، ومجموعة أدوات البث المباشر، والدعم عن بُعد بتقنية الواقع الافتراضي، والفحص والمعاينة باستخدام الطائرات المُسيرة، بالإضافة إلى تقديم تجربة عملاء أفضل مقارنة بشبكات الاتصال العامة الحالية.
الابتكار في الجيل الخامس
أعلنت أكاديمية “stc” للتعليم والتدريب الرقمي، مؤخرًا، عن إطلاق مسابقة لـ 25 طالبًا من جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك سعود، وجامعة الأميرة نورة؛ لإجراء دراسة مطورة عن تقنية الجيل الخامس 5G، بالشراكة مع شركة هواوي.
من جانبها، أوضحت الدكتورة موضي بنت محمد الجامع؛ مديرة تطوير كفاءات الاتصالات وتقنية المعلومات في أكاديمية stc، إن إحدى مهام stc الأساسية هي تركيز جهودها لربط بيئة الأعمال مع المخرجات الأكاديمية؛ لذلك دعت الطلاب السعوديين على مستوى الجامعات إلى المشاركة في المسابقة لعرض ابتكاراتهم في تطوير تقنية الجيل الخامس، بالإضافة إلى تقديمهم لسوق العمل وفتح مزيد من الفرص المهنية المقبلة أمامهم.
وتشير هذه المسابقة إلى المحورين الأساسيين اللذين تعمل عليهما شركة الاتصالات السعودية STC بشكل عام؛ وهما: تعزيز الرقمنة والإسهام في مسيرة التحول الرقمي التي نصت عليها رؤية 2030، وكذلك الالتزام الفاعل والقوي بالمسؤولية الاجتماعية في شتى صورها، بما فيها دعم الفئات التي بحاجة للدعم، وكذلك إعداد النشأ للمستقبل، ومدهم بما يحتاجون إليه من مهارات وخبرات تمكنهم من الحصول على موطئ قدم في عالم يتجه كلية إلى الأتمتة وإنترنت الأشياء، والتقنيات الحديثة.
يُشار إلى أن شركة الاتصالات السعودية STC تحتل اليوم مكانة مرموقة بين الشركات الرقمية على مستوى العالم، وهو ما مكّنها من احتلال المرتبة 44 كأفضل شركة رقمية عالميًا، والأولى في منطقة الشرق الأوسط وفق تصنيف مجلة “فوربس” الشهيرة.
وتقدم الشركة، كذلك، 95% من خدماتها عبر منصتها الرقمية “تطبيق my stc”، إضافة إلى أجهزة الخدمة الذاتية المنتشرة في الأماكن العامة بمختلف مدن المملكة، فضلًا عن النجاح الذي سجلته مبادرتها لليوم الرقمي في العام الماضي، الذي أغلقت فيه جميع مكاتب خدمة العملاء والبيع بالتجزئة، ضمن سعيها المستمر لإعادة ابتكار تجربة العملاء.
اقرأ أيضًا:
«فيسبوك» تدعم الشركات الصغيرة المتأثرة من كورونا لتقليل الخسائر
الفرص الاجتماعية للشركات.. كيف تكون الأزمات وسيلة للتربح؟