الإماراتية منى المنصوري: البيئة الخليجية عززت خبراتي في تصميم الأزياء
تتميز أزياء العروس الخليجية عن غيرها باعتمادها على الحرير الطبيعي، والتطريز كعنصرين أساسيين يبرزان أناقة وجمال العروس الخليجية؛ لهذه الأسباب جاءت تصاميم المهندسة، ومصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري الخاصة في كافة المناسبات متماهية مع عراقة الماضي، وألق الحاضر، لتبدو العروس وكأنها حورية خرجت للتو من أعماق مياه الخليج.
ليلة من ألف ليلة
وبما أن فساتين العروس الخليجية عرفت عبر العصور بالبساطة والأناقة في آن واحد، كان لا بد للمنصوري ألا تغرد خارج السرب؛ لذلك فقد استخدمت أفخم أنواع الحرير، والأورجانزا، والدانتيل، من خلال تصميمها فستاين ليلة الحناء التي تعتبرها العروس ليلة من ذات الليالي، كما استعانت المنصوري بالتطريز أو ما يسمى في منطقة الخليج (بالتخوير)، إضافة إلى استخدامها الخيوط المعدنية التي تعرف محليا (بالزري) إذا كان ذهبي اللون و(التلي) إذا كان اللون فضيا، إلى جانب خيوط الحرير الأصلي الذي يسمى (بالبريم) حتى تجمع بين الماضي الجميل، والحاضر الأنيق؛ لذلك يمكن القول: إن عرائس منى المنصوري يمثلن الأناقة والبساطة في أبهى صورها.
السهل الممتنع
تحدثت المصممة الإماراتية منى المنصوري خلال هذا اللقاء عن بدايتها الخجولة، وكيفية دخولها في عالم الأزياء الذي كان حتى وقت قريب حكرا على المصممين الرجال، فضلا عن ذلك فالمرأة الإماراتية لم تكن تملك الجرأة الكافية لاقتحام هذه الساحة التي كانت حكراً على الرجال الأجانب من الجنسيات الأخرى، وأعتقد أن خبرتي في التصميم وبما أني خليجية جعلت مني رائدة في هذا المجال الاقتصادي المهم.
- ما هي الأسباب التي دفعت المهندسة منى المنصوري إلى ترك المجال الذي تخصصت فيه كمهندسة ناجحة؟ وهل يمكن القول: إن العمل بالأزياء أفضل من رونق الهندسة؟
- ثمة علاقة غير مباشرة بين المجالين، فإذا جاز لنا القول: إن الهندسة هي فن الممكن وتصميم الأزياء هو فن اللاممكن،وهو أيضا نوع من أنواع الهندسة التي تعتمد على الأسلوب السهل الممتنع، خصوصا إذا استطاع المصمم أن يجمع بين دقة المهندس وحدس الفنان الذي يتميز برهافة الحس، والبحث عن موطن الإبداع حيثما كان.
عشق وإبداع
- هل يمكن اعتبار الإبداع حالة من حالات العشق أم العكس هو الصحيح؟
– المبدع هو بلا شك شخص عاشق لمهنته، والمصصم هو بالتأكيد من أكثر الأشخاص عشقا للمهنة؛ لذلك تجده دائما في حالة تنقيب عن مواطن الإبداع التي من شأنها أن تبرز أنوثة، وجمال المرأة سواء من ناحية اختيار الألوان المبهرة، أو الأقمشة التي تحمل بين طياتها كما هائلا من تلك الأنوثة وذاك الجمال.
* بعد أن اقتصرت الساحة الإماراتية على مصممات لا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة، يشهد هذا المجال عددا لا يستهان به من المصممات هل أصبح تصميم الأزياء مجالا خصبا للباحثات عن الشهرة؟
أسس ومؤشرات
– ليس الأمر كذلك كما أعتقد، ولكن كانت المرأة في الإمارات وحتى زمن قريب تتحسس خطواتها في عدة مجالات، كما كانت تخشى من الدخول في مجال التصميم الذي احتكر من قبل بعض المصممين الذين اجتهدوا في محاربة كل من تقترب من هذه المهنة، الأمر الذي أسهم في عزوف بعض المبدعات ردحا من الزمن.
غير أن دوام الحال من المحال فقد شهدت الساحة أخيرا دخول عديد من المصممات الإماراتيات والخليجيات، وعلى الرغم من ذلك فليس كل من احترفت التصميم يمكن القول: إنها مبدعة؛ لأن الإبداع له أسس، ومؤشرات لا تخطئها العين، فضلا عن ذلك فتصميم الأزياء ومتابعة آخر خطوط الموضة ليست بالأمر السهل، بل تحتاج إلى تطوير الأفكار والآليات التي تجعل لكل مجتهد نصيب.
هدف ورسالة
- تصميم الأزياء لم يعد نوعا من أنواع (الفنتازيا)، أو (الهوت كتور) بعد أن أثبتت التجربة أنه فن له رسالة وأهداف أبعد من عالم الأناقة وآخر صيحات الموضة هل توافقينني الرأي؟
- بالفعل مثلما لكل فن رسالة وهدف يستطيع المصمم أن يطوع هذا الفن؛ لكي يبعث من خلاله عدة رسائل، سياسية كانت أم اجتماعية، وقد استطعت من خلال فستان (الوحدة العربية)، و(أم الإمارات) و(جزيرة بوطينة) و(أنفلونزا الخنازير) أحقق بعضا من الأهداف التي أصبو إليها.
أفكار جريئة
- تناقضات هو عنوان لأحد عروض الأزياء التي قدمتها أخيرا من أين استوحيت الفكرة التي قل أن تخطر على بال أي من مصممي الأزياء؟
_ يظهر تناقضات وجهة نظر خاصة، وجريئة تعبر عن الحياة اليومية الحافلة بالتناقضات، فضلا عن تناقضات رغبة، وأذواق السيدات التي تبدو واضحة من خلال اختيارهن لتصاميم وألوان أزيائهن، لهذا الأمر تعمدت الجمع بين البساطة وآخر خطوط الموضة من خلال 35 فستانا من أزياء الهوت كوتور، وفساتين السهرة الأنيقة، إضافة إلى خمس فساتين للزفاف تميزت بالأناقة والبساطة.
كادر: جوائز ومشاركات عالمية
حصلت مصممة الأزياء العالمية وسفيرة النوايا الحسنة الإماراتية، منى المنصوري على شهادة الأيزو من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الأيزو العالمية، والمنظمة العالمية للإغاثة والرعاية؛ وذلك في حفل كبير حضره عدد كبير من الشخصيات المعروفة في هذا المجال، وعبرت المنصوري في تصريح لها، عن بالغ سعادتها بحصول (دار المنصوري ) على شهادة الأيزو، معربة عن شعورها بالفخر والاعتزاز بهذا التكريم العالمي، وحصولها على شهادة الجودة العالمية، ما يؤكد استحقاق المصممين العرب للوصول إلى العالمية.
من جانب آخر نجحت المصممة منى المنصوري في كسب رضا الجمهور السويسري إلى جانب جمهورها العريض حينما سحرته بالأزياء الإماراتية التراثية، خلال عرض أشبه بالأساطير قدمته المنصوري في فندق قصر “بوريفاج ” في مدينة لوزان السويسرية ضمن فعاليات مجلس الصداقة الإماراتي – السويسري.
وقد بلغ إعجاب السويسريين بالأزياء الإماراتية إلى درجة أهدت فيه المنصوري زيا إماراتيا يعبر عن حجم الحب والعلاقة بين الشعبين الإماراتي والسويسري إلى متحف الأزياء في لوزان، وقد قرر مدير المتحف إضافة الزي إلى مقتنيات المتحف التي تشتمل على الأزياء السويسرية الوطنية، كسابقة تعد الأولى من نوعها.
وأخيرا تم تصنيف المنصوري بين أفضل مصصم من ضمن ثلاثة مصممين في آسيا؛ وذلك في مهرجان آسيا الذي جرى العام الماضي في الصين، حيث شاركت في هذا المهرجان السنوي الذي عقد في مدينة (دووا شينج) بمشاركة ألف من مصممي الأزياء الذين نجحوا في الوصول إلى مرحلة التصفيات.
كلام صورة:-
1 – فستان من الأورجانزا المصنوعة من الحرير الإيطالي الطبيعي والساتان السويسري المطعم بالكريستال من (سوارفيسكي).
2 – فستان من الحرير الإيطالي الطبيعي، والساتان المشغول يدويا بالخيوط المعدنية.
3 – فستان من الدانتيل الإيطالي والحرير الطبيعي المرصع بالكريستال من (سورافيسكي).
4 – فستان ليلة الحناء من التافتا الحمراء والدانتيل الفرنسي مع لمسات من (سوارفيسكي).
5 – فستان ليلة الحناء من الشيفون الطبيعي مع الدانتيل الفرنسي المحلى بكريستال من (سوارفيسكي).
6 – فستان ليلة الحناء من الشيفون الطبيعي والدانتيل الفرنسي.
7 – فستان ليلة الحناء من الحرير الطبيعي والأورجانزا المطعمة بالكريستال من (سوارفيسكي).
8 – منى المنصوري تتوسط عرائسها.
9 – عدد من تصاميم المنصوري في لوزان بسويسرا
10 – مجموعة الصداقة الإماراتية السويسرية في لوزان