القيادة أمر مهم لا شك في ذلك، لكننا، في الغالب، لا ننتبه إلى أهميتها وأهمية أولئك القادة المخضرمين إلا عندما نعاني أزمة صارخة تضع كل شيء على المحك، وتزعزعه، وتهدد بالإتيان على كل القواعد، هنا يأتي القادة ويتولون زمام الأمور، وهناك جمل يقولها القادة في الأزمات تثبت جدارتهم بهذا الوصف، وأن من دونهم لن يكون عبور الشركات والمنظمات إلى شاطئ الأمان ممكنًا.
إن رسالة القيادة، من حيث الأصل، بث الأمل وطمأنة الناس، بدلًا من بث الرعب والفزع في النفوس، لكنهم بالطبع لا يخدعون أحدًا، وإنما، على العكس من ذلك، يبصرون الناس بالوقائع والحقائق كي يساعدوهم في التغلب على الفزع والهلع الذي يعانون منه؛ بسبب المبالغة وتضخيم الأمور.
ومن خلال التشبث بالحقائق والتعامل العقلاني والمحنك مع الأزمة يمكن عبورها بسلام، وربما الاستفادة منها كذلك. وعلى أي حال، سنسوق فيما يلي عدة جمل يقولها القادة في الأزمات وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: الفرق بين رائد الأعمال والمبتكر
«كل شيء تحت السيطرة»
إن رواد الأعمال والقادة الحقيقيون لا يفكرون في أنفسهم فحسب، وإنما يخرجون من ذاتهم إلى ذوات الآخرين، وعند حدوث الأزمة أو وقوع الكارثة لا يكفون عن قول: «كل شيء تحت السيطرة» ويتوجهون إلى الموظفين والعاملين معهم واحدًا واحدًا ليقولون له، أفرادًا وجماعات، «أنت بأمان»، هكذا تبرز القيادة كمسؤولية، ويمكنها، والحال كذلك، أن تدفع هؤلاء الموظفين إلى العمل الجاد؛ ما قد يسّرع من عبور الأزمة وتخطيها.
«أتذكرك»
عند الأزمة قد يتشتت عزم القائد وقد يتبعثر اهتمامه، لكنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يُوصّل لموظفيه أنه مشغول عنهم، بل بالعكس، عليه أن يقول، ذهابًا وإيابًا، في الصباح وعند المساء، لكل موظف يلقاه: «إنني أتذكرك»، أي أتذكر كل مشكلاتك، وطلباتك..إلخ، وهي موضع اهتمامي كقائد، ومن ثم أنا لا أنساك، ومن شأن هذا أن يبعث رسالة طمأنة للموظفين، وأن يلهب حماسهم للعمل والإنجاز.
اقرأ أيضًا: كيف تتجنب التحيز في اتخاذ القرارات المهمة؟
«سننجح»
ما يتصوره المرء يحصل عليه بالفعل، ربما يكون هذا أمرًا مثيرًا، لكنه حقيقي بقدر ما هو مثير؛ فالجنود، كما يشرح بلين لي في كتابه «مبدأ القوة»، الذين قالوا «سنخرج من هذا الأسر» استسلموا للمرض والوفاة بمعدلات أعلى من أولئك الذين قالوا: «لا أعرف متى سيحصل ذلك، لكنني سأعيش وأخرج يومًا ما».
يعني هذا أن عزيمة القائد تؤثر في مدى نجاحه في العبور من الأزمة، وفي نفسية موظفيه كذلك، وكلما كان أكثر ثقة في نفسه كان أقدر على عبور الأزمة بسلام.
«أتفهمك»
عند الأزمة تختلف المطالب وتتنوع الرغبات بالنسبة للموظفين والشركاء، ومن شأن القائد المخضرم أن يؤكد للجميع أنه يتفهم كل هذه الرغبات وتلك المطالب، وأن يعيرها انتباهه، وسيبذل قصارى جهده من أجل الوفاء بها.
إن ذهنية كهذه ستضمن لك إشراك الجميع معك في مهمة الخروج من هذه الأزمة، وهو مكسب لو تعلم عظيم.
اقرأ أيضًا: تجنب نظرية المؤامرة.. جدوى الانشغال بالذات
«تلك هي الحقائق»
من شأن إعلام الجميع بالحقائق حتى ولو كانت قاسية أن يساعد في رفع معدلات الشفافية والثقة والولاء، هذا من جهة، وربما تكون هذه الحقائق، من جهة أخرى، ليست قاسية، ومن ثم يكون الإخبار بها وإعلام الناس عنها بمثابة معول الهدم لكل المبالغات التي تُقال ولا أساس لها من الصحة، إذًا، لا يخفي القادة الوقائع وقت الأزمات، بل غالبًا ما يقولون: «تلك هي الحقائق».
اقرأ أيضًا: تخطي أعداء النجاح.. ما السبيل؟
«إليك الخطة»
من الجيد أن يعرف الناس حقائق وملابسات الوضع الراهن المأزوم، لكن يجب أيضًا، وهذا من حقهم، أن تخبرهم عن خطتك للخروج من هذه الوهدة؛ ولذلك لا يكف القادة عن إخبار الناس بخططهم للخروج من الأزمات.
«القادم أفضل»
المعنى صناعة ذاتية، بمعنى أننا من نصنع معانينا عن العالم والأشياء، والأمل، خاصة وقت الأزمات، يجب أن يكون واحدًا من تلك المعاني التي نصنعها حين وقوع الكارثة؛ فإيماننا، ليس بأننا سنعبر فحسب بل سننجح فيما يلي، كفيل بأن يمكّننا من تحقيق ذلك، ولا يجب أن ننسى أن العالم، وفقًا لرأي آرثر شوبنهار؛ ليس إلا تمثلًا لرؤانا وتصوراتنا الخاصة.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال وتطوير الذات.. هل من علاقة؟
«إننا نهتم»
تلك من عدة جمل يقولها القادة في الأزمات، ولا يجب أن يكفوا عن قولها وترديدها خاصة على مسامع العملاء؛ فمن شأن هذا أن يديم هؤلاء العملاء، ويضمن استمرارهم، وألا يشعرهم بأنك ستقفز من السفينة من دونهم، القيادة مسؤولية، ليكن ذلك منا على بال.
«هذا ما وصلنا إليه»
ليس كافيًا أن يُطلع القادة الموظفين على الحقائق العامة عن الأزمة التي يمرون بها فحسب، وإنما يجب أن يطلعوهم، وبشكل دائم، على المستجدات والتطورات، فمن شأن ذلك أن يشرك الجميع معك في قلب عملية التخطيط والتفكير لما هو آت.
اقرأ أيضًا:
كيفية التغلب على قلق رواد الأعمال
كورونا ومخاوف العيش في ظل المجهول