يتغير عالم الأعمال بوتيرة سريعة، فقد ترتفع الثروات وقد تنخفض بناءً على مدى قدرة الشركات على تصور الاتجاهات المستقبلية في الموارد البشرية ورأس المال البشري والتكيف معها لمواكبة احتياجات التطور الزمني.
دفع هذا العالم إلى تبني سبع اتجاهات مستقبلية في رأس المال البشري وطرق التعامل معها وهي كالآتي:
1. تحليل وتقييم الوظائف
تحتاج الموارد البشرية، التي تتمثل وظيفتها في “الحفاظ على استمرارية العمل”، إلى فهم الاحتياجات اللازمة لدعم الكفاءات والمهارات الأساسية الموجودة في العمل بشكل أفضل، خاصةً في ظل زيادة التركيز عليها خلال الوقت الراهن.
لذا قد يحتاج فريق عمل الموارد البشرية إلى تطوير طُرق أفضل لتحليل المهارات، والمعرفة المطلوبة لكل وظيفة، وتقييم فعاليتها، وضمان الاستفادة من كل موظف على أكمل وجه.
2. النمو العالمي
في الوقت الذي تراقب فيه الشركات عن كثب الطلب على المناصب الرئيسية تتولى إدارة المواهب، التي فرضت هيمنتها المهنية على المستوى العالمي، إعادة النظر في أفضل الطُرق للاحتفاظ بأفضل الكفاءات.
على سبيل المثال: هل ستنقل الإدارة موظفي الخطوط الرئيسية إلى دول أجنبية؟ هل سيتم استخدام الكفاءات محليًا؟ ما المعيار الذي سيتم على أساسه اعتماد جدول الأجور: على البلد أم معيار العمل؟
لا شك أن النظر نحو هذه الاتجاهات المستقبلية يساعد الشركات في التخطيط للاستخدام الأمثل لرأسمالها البشري.
3. الحاجة إلى المواهب الماهرة
ازداد شعور الشركات بالقلق في الآونة الأخيرة إزاء النقص المتزايد في المواهب الماهرة وعجز قدرة المدارس على إعداد وتأهيل القوة العاملة البشرية الماهرة في المستقبل.
وبالتزامن مع ذلك تفاقم الوضع وازداد تعقيدًا بسبب صعوبة الحصول على التأشيرات وفرض قيود أخرى للحد من استقطاب المواهب الممتازة من خارج البلاد؛ لذا يتعين على الشركات عندما تدير قوتها البشرية تطوير هيكل أفضل لتدريب المواهب الشابة وتأهيل الموظفين المختارين للعمل بها.
4. الحاجة إلى التوازن في الحياة
يحتاج قادة الأعمال -في ظل نقص المواهب المتميزة- إلى التعمق داخل رغبة موظفيهم بهدف تحقيق التوازن بين العمل وحياتهم الشخصية، على سبيل المثال: يعتني بعض العمال بآبائهم المُسنين، بينما يقضي البعض الآخر أوقاتًا لا تقدر بثمن مع صغاره، وفي كل الأحوال هم ليسوا على استعداد للتضحية بحياتهم الاجتماعية من أجل بضع دولارات.
لذا تتطلب الاتجاهات المستقبلية إدارة حذرة لرأس المال البشري تُشعر العمال بالتقدير والاهتمام، وتمكنهم من الحفاظ على التوازن في حياتهم الخاصة.
5. التركيز على الكفاءات الأساسية
أصبحت محدودية الموارد وشيكة بشكل متزايد في الآونة الأخيرة؛ ما دفع الشركات إلى التركيز مستقبلًا وبشكل كامل على الطرق التي تنتج أكبر قيمة، على سبيل المثال: تحفيز الموظفين والاحتفاظ بهم في المقدمة والوسط.
بينما ستركز إدارة الموارد البشرية بشكل أكبر على إدارة رأس المال البشري، مثل: التدريب، والإحصائيات، وتحليل الوظائف، ومن المرجح أن تستعين الإدارة بمصادر خارجية لأجزاء أخرى من عملهم، بينما قد تتولى شركات إدارة الرواتب والسجلات المهام التي كان يؤديها فريق عمل الموارد البشرية من قبل.
6. التوظيف حسب الحاجة
يشير الدكتور “بوب نيلسون”؛ في أثناء مناقشته للاتجاهات المستقبلية، قائلًا: “لقد أدى التعافي من الركود الكبير إلى زيادة كبيرة في عدد العاملين المؤقتين”.
وهذا يعني انتشار المزيد من الشركات الناجحة التي تستخدم الوقت المرن، والدوام الجزئي، والتوظيف حسب الحاجة كاستراتيجيات لتوظيف رأس المال البشري في المستقبل القريب.
بالطبع هذا سيفيد الموظفين الذين يفضلون العمل من المنزل، ويساعد الشركات في التوظيف حسب الحاجة؛ للحفاظ على نتائج أفضل.
وذلك بدءًا من أنواع التوظيف المؤقت في Elance ووصولًا إلى شركات أخرى مثل مجموعة Gerson Lehran التي تستقطب الخبراء مقابل 100 دولار في الساعة؛ حيث تعتمد هذه الشركات على مجموعة إبداعية من المتخصصين فقط على أساس الحاجة.
7. التقدم في السن
من المؤكد أن الركود والتباطؤ العالمي أثرا سلبًا في حسابات التقاعد للموظفين، وذلك يعني أن بعض الموظفين سيختارون مواصلة العمل حتى وقت لاحق من حياتهم.
وهو ما يجب أن تدركه إدارة الموارد البشرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاء الحركة التصاعدية للمواهب الشابة وبالتالي انتقالهم إلى عمل آخر.
إدارة الاتجاهات المستقبلية في رأس المال البشري
تشير الاتجاهات المستقبلية لرأس المال البشري إلى أن الرئيس التنفيذي سيكون أكثر مشاركة في المستقبل القريب؛ لذلك لا يتعين على إدارة الموارد البشرية إدارة هذا الأمر بمفردها.
بالإضافة إلى أن هناك فهمًا متزايدًا بأن عبء تطوير القوة في الكفاءات الأساسية للشركة يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية التي يجب عليها متابعة المهارات والمعرفة اللازمة لدعم تلك الكفاءات الأساسية، على سبيل المثال: يمكنها توفير التدريب على القيادة التنفيذية التي تُعد القادة الطموحين لتحمل مسؤولية أكبر.
ومن خلال إدراك الاتجاهات المستقبلية المشار إليها أعلاه يمكن للشركات البدء فورًا في تنفيذ الحلول التي من المرجح أن تعمل على رفع مستوى الشركة وزيادة قدرتها التنافسية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: