يمكن لرئيس مجلس الإدارة المساعدة في توجيه الرئيس التنفيذي بعدة طرق رئيسية، وفي العام الماضي تم تعييني رئيسًا تنفيذيًا لمجلس إدارة The Nursing Beat، وهي شركة إعلامية ناشئة، وكانت هذه الرحلة ذات منحنيات، ولكنها منحنيات إلى الأعلى في الغالب، وخلالها اكتشفت أن دور الرئيس التنفيذي يمكن أن يصبح فعالًا في نقل الشركة الناشئة من عالم القدرات إلى عالم التأثير.
وطُلب مني مؤخرًا أن أشارك مديرًا تنفيذيًا آخر حول فوائد تعيين رئيس جديد للانضمام إلى مجلس الإدارة كقائد، وفكرت أنه من المفيد أن أشارككم جميعًا هذه الفوائد. دعونا الآن نوضح ما هو تأثير الرئيس التنفيذي أو الرئيسة التنفيذية:
1. التوجيه الاستراتيجي
إن أحد أهم أدوارك كرئيس تنفيذي هو توفير التوجيه الاستراتيجي؛ فعادة تكون الشركات الناشئة متحمسة وديناميكية، ولكنها في الوقت نفسه قد تكون فوضوية، والحل هنا يكمن في التركيز على الصورة الشاملة مع المحافظة على الاهتمام بعمليات الصناعة.
أبقِ عينيك على الاتجاهات العشوائية، وابحث عن الفرص للاستفادة منها، تذكر دائمًا أنه ليس من المهم فقط أن تبقى الشركة في السوق؛ بل يجب أيضًا أن تتمكن من قيادتها بشكل صحيح.
2. تقديم الإرشاد
عندما تكون الشركة الناشئة في بداية تأسيسها عادة ما يكون أعضاء الفريق المؤسس متحمسين وموهوبين، ولكنهم في الوقت ذاته ربما لم يسبق لهم الخوض في تحديات إدارة الأعمال من قبل، وهنا يأتي الدور الحاسم لرئيس مجلس الإدارة التنفيذي؛ حيث يستطيع إرشاد رواد الأعمال هؤلاء من خلال الخبرة الطويلة التي يمتلكها.
ويستطيع أيضًا مساعدتهم لكي يتجنبوا المخاطر الشائعة وتعليمهم كيف يتخذون قرارات مستنيرة، إذًا أنت الشخص الذي يرشدهم في رحلتهم الريادية.
3. إنشاء شبكة قوية
قد تكون شبكة علاقات الشركة من أهم الموارد، بل الأكثر قيمة لبدء التشغيل، فالأمر لا يتعلق بمن تعرفهم أنت فقط؛ ولكن من المهم أيضًا أن يكون هناك من يعرفونك، وباعتبارك رئيسًا تنفيذيًا فقد تكون أنشأت في السابق شبكة علاقات تمتد عبر الصناعات والشركات؛ إذ يمكنك فتح الأبواب أمام الشركة الناشئة التي تقودها؛ عن طريق الاستفادة من هذه الاتصالات.
سواء كان ذلك عن طريق تأمين التمويل، أو العثور على المواهب المناسبة، أو عقد شراكات مهمة.
4. التأكد من الحوكمة الجيدة
تعد الحوكمة ضرورية جدًا لنجاح أي شركة ناشئة على المدى الطويل، وباعتبارك رئيسًا تنفيذيًا يجب أن تساعد في تنفيذ ممارسات الحوكمة الجيدة.
يتضمن ذلك التأكد من امتثال الشركة الناشئة لجميع القوانين واللوائح ذات الصلة، كما تعني الحوكمة الرشيدة أيضًا العمل على ترسيخ ثقافة الشفافية والمساءلة واتخاذ القرارات الأخلاقية.
5. قيادة ثقافة الشركة
تلعب الثقافة في الشركات الناشئة دور شريان الحياة؛ فهي تستطيع صنع شركة ناجحة نابضة بالحياة أو شركة محطمة، وعندما تكون في موقع الرئيس التنفيذي يجب أن توفر لديك القدرة على تشكيل هذه الثقافة ورعايتها.
أنت بحاجة إلى توفير بيئة حيوية يشعر فيها الجميع بالتقدير والاحترام والتحفيز، وهذا يجعلهم يسعون لتقديم أفضل ما لديهم، ويمكن أن يشمل ذلك كل شيء؛ بدءًا من تحديد قيم الشركة ورسالتها، بالإضافة إلى إعداد برامج للتعرف على الموظفين، أو دعم المبادرات التي تعزز التوازن بين العمل والحياة.
كل شركة ناشئة هي شركة فريدة من نوعها، ولديها مجموعة من التحديات والفرص الخاصة بها، ولكن مع توجيهك لها بشكل صحيح، ووضع رؤية واضحة، وإنشاء شبكة قوية، سوف تستطيع الشركة تجاوز جميع تلك الأمور.
تذكر، كرئيس تنفيذي، أن دورك ليس إدارة العمليات اليومية؛ بل التوجيه والإرشاد والدعم، ومساعدة الشركة الناشئة للإبحار في ريادة الأعمال ورسم مسار نحو النجاح. القيادة لا تعني أن تكون مسؤولًا؛ لكن يتعلق الأمر برعاية الأشخاص المسؤولين عنك. هذا هو السر الحقيقي للنجاح كرئيس تنفيذي.